انخرط رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح في الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة بدعوته لأعضاء مجلس الأمة إلى ضرورة تحفيز المواطنين لإنجاح الاستحقاقات المقبلة في أول تصريح له بعد تجديد الثقة فيه على رأس هذه الهيئة التشريعية.
وقال بن صالح خلال جلسة تنصيب الأعضاء الجدد للمجلس أمس :”يأتي انتخابكم ضمن مجلس الأمة متزامنًا مع استحقاق انتخابي وطني هام سيختار بموجبه الشعب رئيسه للسنوات الخمس القادمة فحاولوا بوزنكم ومكانتكم بين أفراد الشعب أن تساهموا في تحفيز المواطن على صناعة الحدث وإنجاح الموعد ” وأضاف :”انتخابكم يأتي متزامنا مع ظرف سياسي خاص ومرحلة اقتصاديا جد صعبة، الأمر الذي يجعل دوركم ضمن الهيئة حساسا وصعبًا في نفس الوقت لأنكم مطالبون بمراعاة انشغالات المواطن والتجاوب معها، ولكنكم بنفس الوقت مطالبون بمراعاة الوضعية الخاصة والصعبة التي تعرفها البلاد في ظل الأوضاع الاقتصادية المحلية والدولية الضاغطة. وهنا أقول لكم أن روح المسؤولية تحتم بالإضافة إلى تفهم هذه الوضعية… المساهمة في اقتراح صيغ حلول للمشاكل المطروحة” ”
واستهل بن صالح كلمته بتوجيه الشكر لرئيس الجمهورية الذي جدد فيه الثقة ضمن الثلث الرئاسي وأعضاء مجلس الأمة على التصويت عليه بالإجماع كرئيس لمجلس الأمة لعهدة سابعة :”لكن قبل هذا وذاك أود خاصة أن أسدي الشكر لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على الثقة التي وضعها في شخصي حين عينني ضمن قائمة الثلث الرئاسي لمجلس الأمة وهو التعيين الذي أعتز به وأدرك حقيقة وزنه وأشكره على هذه الفتة الكريمة التي حباني بها مرة أخرى فله بالغ الشكر وكبير العرفان.” كما توجه بالشكر بالموازاة لأعضاء مجلس الأمة لاختياره رئيسا للغرفة الغرفة العليا للبرلمان وذكر” كما أتوجه إليكم جميعا بالشكر على الثقة التي قبل قليل منحتموني أياها واختياري من بينكم لتولي شرف رئاسة هذه الهيئة الدستورية الهامة إنها ثقة أدرك حقيقة وزنها وكبير دلالاتها وآمل أن أكون في مستوى حجمها وأطمح في دعمكم لتحقيق أهدافه.”
وذكر: “إنكم من الآن قد دخلتم مرحلة جديدة وهامة في حياتكم العامة وتشاء الظروف أن يأتي هذا الانتماء متزامنا مع فترة تعرف البلاد فيها تحديات كبيرة وتنتظركم فيها مهام عديدة من شأنها أن تقوي دوركم ومسؤوليتكم الوطنية. وتبرز هذه الأهمية خاصة، عندما نقرنها بالإصلاحات السياسية الهامة التي بادر بها رئيس الجمهورية بكل ما سيترتب عنها من مشاريع نصوص قانونية ستبرمج في دورات البرلمان القادمة…
تشكيلة مجلس الأمة تأكيد للتوجه الداعم لرئيس الجمهورية
وثمن بن صالح النتائج التي أفرزتها انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة والتي قال إنها كرست الأغلبية الداعمة للرئيس و برنامجه والأمر ذاته فيما يتعلق بالثلث الرئاسي وهو ما سيساهم على – حد تعبيره – في استقرار هذه المؤسسة التشريعية وذكر: “ما برز واضحا من نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة تمثلَ هذه المرة خاصة في تأكيد التوجه الداعم لبرنامج رئيس الجمهورية بتواجده الواضح ضمن الهيئة، الأمر الذي سيساهم ولا شك في تأكيد الاستقرار للهيئة ويُساعد على تحقيق الأداء المنسجم لهياكلها ويساعد في توفير المناخ الذي من شأنه إثراء التجربة ضمن المؤسسة بل أقول ضمن البرلمان الجزائري ككل.” وأردف في السياق ذاته: “انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة أكد حقيقة أخرى تمثلت في تشكيلة الثلث الرئاسي المعين الذي جاء هو الآخر ليعزز مرة أخرى المكانة للمؤسسة ويُعطي الوزن والمكانة لها من خلال تجديد الثقة في عدد هام ممن انتموا للهيئة.”
مرتاحون لوجود المعارضة ومن شأن وجهات النظر الفردية أن تُحوّل لخيارات جماعية
ولم تغب المعارضة عن خطاب بن صالح بالقول إن حضور الرأي المخالف في الهيئة هو ظاهرة صحية في النظام البرلماني داعيا إياهم لضرورة وضع مصالحة البلاد فوق أي اعتبار وقال: “المعارضة ضمن المجلس موجودة هذه المرة، وهي حافظت على مكانتها وإننا بالمناسبة نقول في الموضوع أننا مرتاحون لتواجد الرأي المخالف ضمن الهيئة بل نعتبره ظاهرة صحية في نظامنا البرلماني وكل ما نتمناه هو أن تساهم هذه المعارضة في إعطاء الإضافة النوعية المرجوة للممارسة الديمقراطية ضمن هيئتنا وتثري الأداء البرلماني فيها و”دون الانسلاخ” من ألوانكم السياسية أنتم زميلاتي زملائي مطالبون بمراعاة مصلحة الهيئة والأخذ بعين الاعتبار بالمصلحة العليا للبلاد والحرص بنفس الوقت على عدم التفريط في مصلحة المواطن فاعملوا على التوفيق فيما بينها.”
وشدد بن صالح على ضرورة تبني سياسية الحوار الهادف داخل مجلس الأمة والتحلي بروح المسؤولية مؤكدا أن الأمر من شأنه أن يجعل من وجهات النظر الفردية خيارات جماعية يتم تبنيها وقال:”من خلال مسيرتي البرلمانية وعبر التجربة الشخصية المكتسبة أدركت جملة دروس مفادها: أن الحقيقة ليست حكرًا على شخص بعينه وكل واحد منا يحمل رأيا ليس بالضرورة واحدا ولكن التحاور بذكاء فيما بينكم مع التحلي بروح المسؤولية من شأنها أن تُحوّل وجهات النظر الفردية إلى خيارات جماعية تعود بالفائدة على المجتمع والأمة.”
زينب بن عزوز