جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
دعا رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، إلى إطلاق حملة تحسيسية وتوعوية لتغيير واجتثاث الأفكار السلبية بخصوص اللقاح، كما أبرز ضرورة أخد المزيد من الاحتياطات والتزام بالإجراءات الوقائية في ظل استمرار تراجع عدد الإصابات، مشيرا إلى أن نجاعة الإجراءات الوقائية والتطبيق الصارم لتدابير الوقاية من تفشي فيروس كورونا، ساهم بشكل مباشر في تراجع عدد حالات الإصابات المسجلة.
وأوضح البروفيسور، مصطفى خياطي، في تصريح لـ” الجزائر” أن “كل الفيروسات في العالم تعرف تطورا وارتفاعا ثم التراجع والجزائر حاليا تشهد مرحلة تراجع ملحوظ في عدد الإصابات، لكن رغم ذلك يجب التقيد الصارم بالإجراءات الوقائية خاصة مع دخولنا في مرحلة انتشار الأنفلونزا الموسمية التي لها نفس أعراض كورونا”.
في السياق ذاته، ثمن البروفيسور خياطي، الإجراءات المتخذة التي أقرتها الحكومة، موضحا “أن عدد الإصابات تراجع مقارنة بالأيام الفارطة التي تجاوز فيها عدد الإصابات الألف حالة بسبب الإجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية، بدأت تعطي ثمارها”، معتبرا أن “غلق المساحات والفضاءات العامة إلى جانب الحجر الصحي، والالتزام بتدابير الوقاية يبقى الوسيلة الوحيدة لاحتواء الوباء”.
وفي حديثه حول مخاوف الجزائريين حول اقتناء اللقاح كورونا، أفاد خياطي: “هذا أمر هو ظاهرة عالمية وليس في الجزائر فقط وفرنسا قامت مؤخر بعملية سبر آراء حول الموضوع وكانت النتيجة أكثر من 50 بالمائة يرفضون عملية التلقيح ولذلك فهو أمر طبيعي قبل بدء أي عملية التطعيم في العالم وإذا أردنا أن يعرف التلقيح إقبالا من قبل المواطنين فلا بد من مراعاة الجوانب السيكولوجية التي تلعب دورا هاما في الإقبال أو العزوف عن التلقيح”.
ودعا خياطي إلى إطلاق حملة تحسيسية وتوعوية كبيرة لتغيير واجتثاث الأفكار السلبية بخصوص اللقاح، خاصة في ظل نظريات المؤامرة التي يتابعها الجزائريون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار خياطي أنه يجب على السلطات الصحية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى إطلاق حملة واسعة للتحسيس والتوعية بأهمية التلقيح ضد فيروس كورونا، حتى يتم إزالة كل الغموض حول اللقاح وحتى يتمكن الجزائريين من اقتنائها بصفة تلقائية.
وأفاد خياطي أنّه يتعين على الجزائر التي أعربت أنها تباشر في اقتناء اللّقاح الأسبوع المقبل، الالتفات إلى ظاهرة عزوف المواطنين عن التلقيح لاسيما الفئات الأكثر عرضة للإصابة من ذوي الأمراض المزمنة والمسنين والأطقم الصحية والأسلاك الأخرى.
وفي رده على سؤال مرتبط بالتحديات الجديدة التي طرحتها الطفرة الجديدة للفيروس، على حملات التلقيح التي تستعد لها مختلف دول العالم ومنها الجزائر، قال محدثنا إن “ما حدث للفيروس ليس تغييرا قاعديا، بل تغيير محدود، حيث صار طفرة جديدة فقط، وقد أثبتت الدراسات أن ذلك لن يؤثر على حملات التلقيح”. وأشار خياطي إلى أن الفيروس غيّر من تركيبته الجينية منذ ظهوره، غير أنها تغيرات خفيفة وبسيطة.
وأضاف خياطي إلى أنّ الدراسات الجارية تؤكد أن الطفرة الجديدة سريعة الانتشار وغيرت من تركيبتها المفتاحية للدخول إلى الجسم وضاعفت فرصها، ومؤشرات خطورة السلالة الجديدة تتعلق أساسا بعدد الوفيات والحالات المتواجدة في الإنعاش، مشيرا في ذات السياق، أن المعلومات بهذا الخصوص لا تزال شحيحة باعتبار أن هذه الدراسات حديثة جدا، وبالتالي لا يمكننا الآن أن نجزم إن كانت هاته السلالة أخطر من التي قبلها، وللقاحات كورونا فعالية فيها أو لا، في إشارة منه أن الدراسات العلمية المستقبلية هي وحدها التي باستطاعتها الإجابة عن كل هذه التساؤلات ومعرفة كل هذه التفاصيل يتطلب وقتا إضافيا، وبإمكان اللقاح إذا كان ناجحا حماية الأشخاص من تهديدات فيروس كوفيد19.
فلة. س