انتقل عميد الشعر الملحون مكي نونة إلى الرفيق الأعلى، عن عمر ناهز الثامنة والثمانين سنة، بعد وعكة صحية ألزمته الفراش بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زجرب وهران، حيث سيوارى الثرى بمقبرة عين البيضاء بوهران.
وعانى مكي نونة مؤخرا من وعكات صحية، كانت آخرها منذ أيام فقط، حيث ادخل المستشفى، ولم يكلف مسؤولو الثقافة بالولاية عناء زيارته، خاصة وأنه صاحب مسيرة فنية حافلة وثرية بقصائد شعبية تراثية، من ضمنها أغاني ألفها لعملاقة الفن الوهراني، أمثال الفقيدين بلاوي الهواري واحمد وهبي.
مكي نونة وهو أحد أعلام الكلمة الأصيلة، وشاعر من شعراء ولاية وهران صاحب رائعة ” أرسم وهران
يعد واحدا من أبرز الشعراء الذين أنجبتهم عاصمة الغرب الجزائري، وموسوعة تحمل ذاكرة وهران، كونه عاش وترعرع في أحد أشهر أحيائها، ويعد أيضا باحثا في التراث الشعبي لمدينة وهران واستطاع في ظل تلك السنوات من جمع أكبر عدد من القصائد الشعرية لكبار الشيوخ، وحصل خلال بحثه على مخطوطات نادرة، أبرزها قصائد للشيخ بلوهراني، والشيخ زناقي بوحفص، وهما من الشعراء المنظرين، وأجمل ما وثقه الشيخ المكي نونة قصيدة “يا شيخي شفت منام كحل” للشاعر زناقي بوحفص المؤلفة من 360 بيتا والتي ألفها سنة 1870، وحسي عرض عليه باحثون، دنمركيون مقابلا للحصول على مادته البحثية لتدريسها في الجامعة الدانمركية، والاشتغال على الشعراء المنظرين، لكن لم يغره لا مال ولا شهرة، وآثر الشيخ والشاعر مكي نونة أن يذهب مجهوده لفائدة بلده وأبناء بلده، فمنح مادته البحثية إلى وزارة الثقافة.
صبرينة كركوبة