أصدرت دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة كتابا تاريخيا جديدا موسوما “غزو الجزائر والمقاومة الوطنيّة” للكاتب صلاح الدين زعيمش، قام بترجمته مسعود جناح.
ويحاول الإصدار طرح المشكلة الأساسية وهي: لماذا فعل الفرنسيون ما فعلوه من قتل للكثير من الجزائريين وتدمير أشياء كثيرة في الجزائر، فلو كانت لهم الفرصة لكانوا قد أبادوا الجزائريين عن آخرهم، لذلك يحاول الكتاب فهم سر ذلك لأنهم في نهاية الأمر لم يكونوا وحوشا ولم يولدوا كذلك، معظمهم أناسٌ رائعون ومع ذلك فعلوا ما فعلوه، فمن خلال فهم دوافع الشر يمكن للمرء أن يحد من تكراره وليس تجاهله كما يفعل الجزائريون، لأن أي شيء قابل لأن يحدث مرة أخرى ، والتاريخُ وحشٌ غبيٌ دائما يعيد نفسه.
وجاء في غلاف الكتاب، أنه ومنذ عام 1962 وحتى هذه اللحظة في 2019 مع استثناءات نادرة كما قال د. صاري، لم ينجح الجزائريون في إعطاء صورة واضحةٍ عن التدمير الفرنسي الممنهج لحياة الجزائريين والقضاء على كل أشكال الحياة (تراثهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وإرثهم الطبيعي)، فمن وقت إلى آخر كانت بعض الأصوات تتحدث عن جرائم فرنسا في الجزائر، ولكنها كانت أصواتا محتشمةً أو أنها مجرد تعابير تأفل بعد الإنتهاء منها، أو أنها احتجاجات من طرف فصيلٍ ضعيف للتعبير عن وحشية تلك الجرائم، أما سبب أو أسباب هذا العجز الجزائري فلن يتوقف عندها الكاتب كثيرا، وسيبقى على الآخرين تبريره لأنه عجزُهم .
ومع وجود نظامٍ جديد ربما ستكون لصناعَ القرارِ الجُدد ( 2019-2020 ) أخيراً الشجاعة الكافية لإجبار فرنسا على إلغاء قانون 2005 ، والاعتراف بمسؤوليتها عن تدمير الجزائر بعد 1830، ووقف تدخلها في الشؤون الجزائرية اليوم، هذه آمالنا وليست أهدافنا في هذا العمل.
صبرينة ك