أكدت الرسالة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة إلى رئيس الجمهورية التونسي باجي قايد السبسي بمناسبة احتفال البلدين بمرور 60 عاما على أحداث ساقية سيدي يوسف (8 فبراير 1958)، على أن هناك تخوف وإرادة ثنائية في نفس الوقت للمضي قدما في تعزيز التعاون الأمني لمواجهة الأخطار المشتركة خاصة على مستوى الشريط الحدودي.
دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، نظيره التونسي الباجي قايد السبسي إلى ” تعزيز التعاون أكثر بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية التي تستهدف المنطقة “، وقال رئيس الجمهورية في رسالة إلى السبسي أن منطقتنا ” تجتاز مرحلة دقيقة في خضم مخاض عسير وتحديات ومخاطر جسيمة تستهدف أمنها واستقرارها، تستوجب منا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، تظافر جهودنا وإمكانياتنا وقدراتنا لمجابهتها والتصدي لها “، من جهته، أكد الوزير الأول أحمد أويحيى أمام رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في ساقية سيدي يوسف الحدودية بأن التحديات العديدة التي تواجهها الجزائر وتونس ” قد عززت أواصر التضامن والتعاون بين بلدينا في شتى الميادين”، مشيرا إلى أن ” قواتنا الأمنية تتعاون بشكل وثيق لمواجهة تحديات الإرهاب الوحشي الذي لا يعرف الحدود “. أما رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد فقال إنهما يعملان ” في كنف الاتفاق التام والتنسيق الكلي في المجالين الأمني والعسكري، بهدف مقاومة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة وحماية الاقتصاد في البلدين “.
وتثبت العمليات الأخيرة التي قادها الجيشان الجزائري والتونسي في عملية مكافحة الإرهاب وتتبع عناصر تنظيم القاعدة وفرعها في جبال الشعانبي التونسية جماعة ” عقبة بن نافع ” أن هناك تنسيق مشترك بين الطرفين انتهى بالقضاء على قياديين بارزين في التنظيم الإرهابي، وهذا ما اعترف به مسؤولون أمنيون من الجانبين. كما يعترف مراقبون للشأن الأمني في البلدين أن ” التطورات الحاصلة في الميدان والتقارير الإستخباراتية تبين على أهمية فرض مزيد من التنسيق بين البلدين للتصدي للمجموعات الإرهابية “.
ويبدو أن هناك نقطتين أساسيتين تدفعان الجزائر وتونس لتعزيز التنسيق الأمني المشترك رغم أن الحكومتين ترتبطان باتفاقيات أمنية عديدة للتعاون، خاصة في مجال مراقبة الشريط الحدودي بين البلدين، في مواجهة تحركات الجماعات الإرهابية والجرائم الحدودية الأخرى، وتبرز النقطتين الأولى الخشية من عودة مقاتلي تنظيم ” داعش ” إلى المنطقة وتحويلها إلى بؤرة توتر، وهذا ما ظل يحذر منه المسؤولون في البلدين، ويتفقان بشأنه في ظل مخاوف مشتركة من عودة ما يسمى بـ ” المقاتليين الأجانب ” من بؤر التوتر.
والنقطة الثانية في ملف التعاون : الأزمة في ليبيا التي تظل” قنبلة موقوتة ” صعب تفكيكها وفك شفراتها رغم كل التدخلات الدبلوماسية الأجنبية والأممية وتشتغل الدبلوماسيتين الجزائرية والتونسية في إطار دول الجوار على إيجاد حلحلة سياسية للأزمة الليبية، وينسقان الجهود من أجل توحيد الرؤى بين الفرقاء الليبيين لتجاوز الخلافات والذهاب نحو خريطة طريق تفضي بوضع نظام سياسي ليبي معترف به وشرعي له جيش وقوات أمن موحدة تشترك مع دول الجوار في مكافحة الإرهاب.
في ذات السياق، قال مصدران أمنيان تونسيان لـ”رويترز” إن ” القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ” تدفع إلى السعي لجذب عناصر جديدة من بين المقاتلين السابقين في “داعش”. وقال أحدهما ” يريد تنظيم القاعدة الاستفادة من تراجع (داعش) في الآونة الأخيرة من أجل تنظيم صفوفه والعودة للظهور مجددا، مع سعيه لإعادة هيكلة نفسه، خصوصا في الجزائر وليبيا وتونس من خلال تعيين زعماء جدد في الميدان”.
إسلام.ك
الرئيسية / الحدث / اتفاق على تعزيز التعاون الأمني:
عودة الإرهابيين وأزمة ليبيا تستنفران الجزائر وتونس
عودة الإرهابيين وأزمة ليبيا تستنفران الجزائر وتونس
اتفاق على تعزيز التعاون الأمني:
الوسومmain_post