كشف وزير الشؤون الدينیة والأوقاف محمد عیسى أن مصالح وزارته قامت بعزل الكثير من الأئمة عن منابر المساجد بسبب نشرھم لخطب الكراھیة والتكفير والتشتت وغيرها من الخطب التي لا علاقة لها بالمرجعية الدينية المعتدلة وأشار في السياق ذاته أن المنابر لن يعتليها إلا الأئمة الوسطاء والمعتدلون والخادمون للمرجعية الوسطية وأنه لا عودة لخطاب التسعينيات الذي أغرق البلاد في عشرية سوداء.
وأبرز عیسى لدى نزوله أمس ضیفا على فوروم الإذاعة الوطنیة أن ھؤلاء الأئمة كانوا متأثرين ببعض الدعاة الأجانب وبمواقع التواصل الاجتماعي ما جعل الوزارة تتحرك للقیام بواجبھا في ھذا الخصوص وأبرز أن دائرته الوزارية تحارب و تنبذ خطاب الكراھیة والتطرف الذي قد يؤدي إلى التفرقة بین أفراد الشعب الواحد وقال: “الخطاب الديني في مرحلة من المراحل في حين غفلة من المثقفين تسربت من خلاله للجزائر أنماط من التدين فرض نفسه هذا النمط الجديد أو هذه الأنماط في حين أن نمط التدين الجزائري يفوق 14 قرنا” وأضاف في السياق ذاته أن أئمة المساجد عبر كافة ربوع الوطن لهم كافة الحرية في تصرفاتهم اليومية والشخصية ولكن لا يمكن لهم أن يلقوا الخطابات فوق المنبر دون مراعاة الواقع الاجتماعي والعقائدي للمجتمع وذكر في هذا الصدد: إننا مسؤولون على مراقبة نوعية الخطاب فوق المنبر لأن الدولة هي من تسهر على نفقات وتسديد أجرة هذا الإمام الذي لا يتعامل مع قوانين الجمهورية وقطاع وزارة الشؤون الدينية يرافق جميع الأئمة الذين تأثروا بخطاب الثمانينات مع مراقبتهم وإرجاعهم لرشدهم.”
الجزائر قدوة في اجتثاث الإرهاب والتطرف
وأبرز عيسى أن تجربة الجزائر في اجتثاث الإرهاب والتطرف هي محل اهتمام العديد من الدول التي تريد الاستلهام من هذه الأخيرة وإسقاطها على بلدانهم وذكر :”الجزائر استطاعت أن تقضي على الإرهاب واجتثاثه وهي اليوم تعمل على الوقاية منه وتجربة الجزائر في هذا المجال جعلت منها مقصدا لعدة دول وجهات للاستفادة ونقل التجربة.”و تابع :”التجربة الجزائرية لم تتوقف عند هذا الحد بل إن نجاحها وصداها جعلا دولا أخرى تريد الاستفادة منها على غرار ألمانيا وإيطاليا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية التي تبنت التجربة الجزائرية في هذا المجال والدليل على ذلك زيارة منسق كاتب الدولة الأمريكية المكلف بمكافحة الإرهاب للجزائر من أجل وضع إطار عملي في هذا الخصوص” وتابع :” ولقد وقعت في هذا المجال السلطات الفرنسية معنا اتفاقية تعاون تم على إثرها تسخير13 جامعة فرنسية ينشط فيها 170 إماما جزائريا يعملون على نشر الوسطية والاعتدال كما يعملون على خدمة الجالية الجزائرية بفرنسا وخدمة المجتمع الذي يعيشون فيه”.
وكشف ذات المسؤول أنه سيتم تطويب 19 راهبا من بينهم رهبان تبحرين بحضور ممثل عن الفاتيكان ويأتي هذا الإجراء بعد أن أعطى رئيس الجمهورية موافقته على ذلك يوم 8 ديسمبر إلى جانب تكريم عائلات 114 إمام تم اغتيالهم خلال سنوات العشرية السوداء نهاية شهر نوفمبر المقبل.
الاستثمار في الوقف مفتوح للأجانب
وكشف عيسى أن المرسوم التنفيذي الجديد المتعلّق باستغلال الأملاك الوقفية و الذي نشر في الجريدة الرسمية مؤخرا لا يعني الخواص الجزائريين فقط بل الأجانب الباب مفتوح لهم إن أرادوا الاستثمار عملا بقاعدة 49/51 و قال “رغبة منا في تطوير وجعل قطاع الأوقاف مدر للثروة قررنا فتح الاستثمار في الأوقاف للخواص الجزائريين وحتى الأجانب والذين يسمح لهم بذلك وذلك وفقا لقانون الاستثمار المعمول به في الجزائر وقاعدة 49/51″ وأوضح في السياق ذاته :”آليات الاستثمار في الأملاك الوقفية للاستثمار أمام الخواص والقطاع العمومي باستغلال الملك الوقفي لمدة 15 سنة قابلة للتجديد على حد سواء وهو الأمر الذي يأتي لأن وزارة الشؤون الدينية لا تملك أموالا للتكفل بالاستثمار بصفة فردية في تلك العقارات الوقفية مضيفا بان القانون الجديد يسمح لرجال للمستثمرين.”
لا خوف على الجزائر من المد الشيعي
وأبرز عيسى أن المد الشيعي لا يشكل خطرا على الجزائر و أن كافة الأمور متحكم فيها و لا يمكن بأي شكل من الأشكال اختراق المرجعية الدينية الجزائرية إلى جانب تمسك الجميع بعقيدته و مرجعيته الصحيحة وقال :”إن الخطر الحقيقي هو محاولة أصحاب المذهب الشيعي فرض تيارهم على الأغلبية السنية في الجزائر وبما أن النخبة والمؤسسات الرسمية تحافظ على العقيدة وعلى المذهب المالكي فلا خوف على الجزائر و الجزائريين “.
زينب بن عزوز