خرج وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عن صمته ليرد على جملة الانتقادات التي طالته بعد تصريحاته الأخيرة بتحريم ظاهرة “الحرقة ” بعد أن أخذت هذه الأخيرة أبعادا خطيرة واستند وقتها على فتوى المجلس الإسلامي الأعلى ليؤكد أن هذه الفتوى لن توقف قوارب الموت لاهي ولا خطبة الجمعة لكون الأمر مسؤولية جماعية وليس على قطاع واحد .
وانتقد عيسى المستغلين لفتوى تحريم ” الحرقة “والذين راحوا لجعل الموضوع دينيا وراحوا ليقول على أن فتاوي التكفير عادت للواجهة مبرزا أن الفتوى كانت مجرد بداية للمساهمة في وضح حد للظاهرة وأن الأمر بحاجة لتضافر جهود أخرى وذكر في منشور على صفحته الرسمية أمس : “كان وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد دعا الجميع إلى تحمُّل مسؤولية إنقاذ أبنائنا من أخطار هذه الهجرة غير الشرعية “الحرقة” أخطار تطال أبناءَنا سواء وصلوا إلى الضفة الأوروبية وقبعوا في محتشدات هتك الكرامة الإنسانية، أو استعملوا في شبكات العبودية الحديثة بثمن بخس دراهم معدودات، أو انتهوا غرقى في البحر المتوسِّط تقتات الرخويات على أعينهم وتنهش الأسماك وجوههم.”
وعبر عن استغرابه ممن كانوا ينتظرون من فتوى التحري أن تضع حدا للظاهرة بصفة نهائية و نشر :”بعض الناس ينتظرون أن تحَل المشكلة بخطبة جمعية أو يكتفون بانتظار أثر الفتوى التي تحرمُ الهجرة غير الشرعية (الحرقة)، والتي نسبت إلى المجلس الإسلامي الأعلى وهو هيئة دستورية متخصصة فبعد أسبوع كامل لم نقرأ في الصحف إلا انتقادا للسادة الأئمة بسبب فتوى لم يُصْدِروها وهجوما متناغما على أسرة المساجد بسبب خطَب في هذا الموضوع لم يلقوها وتناغمت أقلام بعض إخواننا في الإعلام ضدّ خطر “أسلمة” ممنهجة للمجتمع الجزائري أصبحت تهدِّدُ الجمهورية، وتعالت نداءاتهم بأن فتاوى “التكفير” قد عادت بفتوى “الحرقة”.
ودافع وزير الشؤون الدينية بشدة على الأئمة بعد الانتقادات التي طالتهم بعد إعلان حرمة الهجرة غير الشرعية من طرف المجلس الإسلامي الأعلى وقال:” قفوا إن أئمة الجزائر أئمة الجزائر جنود الجمهورية البواسل عملة نادرة في الوسطية في الاعتدال تتزاحم الدول المتقدمة على الاستفادة من كفاءتهم و إنهم في الوقت نفسه جنود يكمّلون جهود الأحرار في هذا الوطن ويقفون جدار صد ضد من تسول لهم أنفسهم المساس بالجمهورية.” وأضاف :”إن أئمة الجزائر يقفون على جبهة الدفاع عن الجمهورية ضد أفكار التيئيس والتثبيط والإحباط وضدَّ محاولات التشكيك في القدرات وتسويد الآفاق التي تريد أن تنخر المجتمع من داخله وتسلمه فريسة لأعدائه وأئمة الجزائر ما زالوا يتذكرون إخوانهم الشهداء المائة (100) الذين اغتيلوا فوق منابرهم وفي محاريب مساجدهم في آخر معركة خاضتها أسرة المساجد إلى جانب القوى الحية ضد أعداء الجمهورية” وأردف في السياق ذاته :”رجاء دعوا الأئمة يقومون بعملهم وقوموا أنتم بعملكم وبدل التهجم على الذين بادروا من أسرة المساجد بإنقاذ “الحراقة”بادروا أنتم بإنقاذهم بأي شيء تحسنونه غير السباب، وإلقاء المسؤوليات على غيركم”.
وذكر أيضا:”وأكرر للذين أرادوا أن يجعلوا النقاش دينيا بدل أن يكون مدنيا: “لو كنت أعلم أن خطبة الجمعة ستنقذ أبناءَنا من مخاطر “الحرقة” لأمرت أن تلقى ألف خطبة لكنها لن تفعل دون تكاتف جهد الجميع”.
ودعا محمد عيسى للكف عن توجيه أصابع الاتهام لوزارة الشؤون الدينية وأسرة المسجد التي تريد أن تؤدي ما عليها للمساهمة في الحد من الظاهرة بعد تناميها في الآونة الأخيرة و عدم مهاجماتها و قال :”وإن أمهات هؤلاء الشباب تتأمل في الشمعة التي أشعلتها أسرة المساجد لإنقاذ أبنائهن فلا تتزاحموا على إطفائها وأشعلوا أنتم فوانيسكم، فنحن لا نملك إلا الشموع.”
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / دافع عن الأئمة ووصفهم بحماة الجمهورية :
عيسى: قوارب الموت لا يوقفها التحريم والوعظ
عيسى: قوارب الموت لا يوقفها التحريم والوعظ