عرفت غابة بوشاوي بالشراقة شرق العاصمة تزامنا مع العطلة الربيعية إقبالا كبيرا للعائلات يوميا ومن مختلف المناطق وما دفعهم إلى ذلك استقرار حالة الجو وقد نظمت عدة نشاطات ترفيهية وتواجد فضاء ألعاب للأطفال وهو الأمر الذي استحسنته الكثير من العائلات التي تبحث عن الراحة والاستجمام في جو الغابة، دون أن ننسى متعة ركوب الخيل التي تستقطب الكثير من الشباب والأطفال، وتستقطب الغابة زوارا من مناطق مختلفة من كل ربوع الوطن، فهناك من العائلات من تقوم بإحضار مأكولات متنوعة وتتمتع بجو الغابة النقي، لكن الملفت للنظر بهذه الغابة الجميلة هو كثرة النفايات بها التي تنتشر في كل مكان، فبعض العائلات الزائرة لها لا تقدر قيمتها البيئية وتقوم برمي نفاياتها في كل النواحي.
أبدى عدد من المهتمين بالحفاظ على البيئة استياءهم الشديد من انتشار ظاهرة رمي النفايات من قبل بعض المتنزهين في غابة بوشاوي فبعد الاستمتاع بالطبيعة والانتهاء من الرحلة، يتركون نفاياتهم مرمية في كل مكان حتى فوق الطاولات متغاضين عن كون ذلك ظلم في حق البيئة بشكل عام وفي حق الآخرين ممن يأتون بعدهم.
كما عبر العديد ممن تحدثت إليهم “الجزائر” خلال زيارتها لهذه الغابة عن غضبهم وسخطهم الشديدين من إلقاء النفايات والأوساخ بداخل الغابة وقال أحدهم” اللوم يقع على أنفسنا قبل أن نلوم فلان وفلان..كعمال البلدية مثلا خاصة وان الزائرين يتعمدون رمي النفايات بداخل الغابة “.
وأضاف:” النظافة هي العنوان الظاهر للحضارة ورقى البلد وهذه الأوساخ تعكس مظهر سيء لبلدنا كما أن النظافة من القيم الجميلة لديننا الحنيف وعنوان لجماله وذوق أهله وهي من لب أخلاقنا
لاحظنا خلال زيارتنا لغابة بوشاوي أن معظم الملوثين لديهم تبريرات غير مقنعة لأسباب تركهم النفايات بعدما يغادرون المكان في البر، من أهم هذه التبريرات أن عمال النظافة سيقومون بمهمة تنظيف المكان، أو أنها تذهب مع الريح”، وهنا نقول لهم “إن هذا العذر أقبح من ذنب”
قال أحد أعوان البلدية “صحيح أن البلدية مسئولة عن النظافة لكنها يجب أن تكون لها السلطة والمسئولية أيضا عن معاقبة كل من يقوم بتخريب هذا المتنزه والمراقبة، والقسم الأكبر من المسؤولية يتحمله الزائرين لهذه الغابة والحفاظ على هذه الممتلكات التي ترجع بالفائدة أولا وأخرا لهم ولرفاهيتهم، وأيضا يجب توعية أبنائهم على عدم القيام بإعمال غير أخلاقية، فلنبدأ من التربية السليمة في البيت وسنرتقي يوما ما”.
كما طالب رجال من الدرك الوطني المواطنين و المتنزهين القاصدين لغابة بوشاوي بضرورة الحفاظ على نظافة هذا المكان وعدم رمي الفضلات فيه، وتأتي هذه المطالبة في وقت كثفت فيه بلدية بوشاوي من جهودها في تهيئة هذه الغابة البرية تزامنا مع العطلة لاستقبال المتنزهين.
هذا وقد تنوعت جهود البلدية في تهيئة الغابة البرية ومواقع اللعب للأطفال في كل شبر من الغابة وتثبيت عدد كبير من اللوحات الإرشادية، ونشر أعداد كبيرة من فرق النظافة وصناديق جمع النفايات بهدف الحفاظ على صحة بيئة المتنزهات البرية.
وأكد رجال الدرك الوطني بغابة بوشاوي عن تعب عمال البلدية و جهودهم في تهيئة هذه الغابة لعشاق البر أن ذلك يتم من خلال منظومة متكاملة، تشارك فيها جميع القطاعات المعنية، تبعاً لحجم الإقبال على كل موقع منها بهدف توفير كل سبل الراحة للمتنزهين لقضاء أوقات ممتعة دون أي إضرار بالبيئة أو سلامتها في إطار شراكة حقيقية مع المواطنين، باعتبارهم المستفيد الأول من هذه الجهود.
وأفادنا أعوان البلدية على استمرار حملات النظافة بما يتناسب مع الزيادة الكبيرة في أعداد المتنزهين في هذه المنطقة خلال هذا الوقت من كل عام، ودعى المتنزهين في المواقع البرية إلى التعاون مع جهود الأمانات والبلديات للحفاظ على نظافة وجمال المتنزهات، وعدم ترك أي آثار أو مخلفات تشوه الوجه الطبيعي الجميل لها لتبقى متنفساً دائماً لقضاء أوقات رائعة في أجواء صحية، كما أكدوا على ضرورة عدم إغفال النساء من تلك الحملات التوعوية، لأن المرأة هي المسئولة عن الشق الأهم في تثقيف أبنائها وتعليمهم وكذلك عن البيت ونظافته وكل شؤونه، وبالتالي ستكون لها التأثير نفسه في حال الخروج لرحلة برية خاصة إذا كانت الأسرة ستتناول إفطارها في الغابة.
أحلام بن علال