يواصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة جولاته المكوكية لحشد التأييد لخطته لإيجاد مخرج للأزمة متعددة الأبعاد التي تتخبط فيها الجارة ليبيا منذ سنوات وللتحضير للقاء دول جوار ليبيا الذي سينعقد بالجزائر الأسبوع المقبل.
قام الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في ليبيا رئيس بعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة أمس، بزيارة عمل إلى الجزائر في إطار ” المشاورات والاتصالات المنتظمة ” بين الجزائر وبعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا الرامية إلى تسريع تنفيذ مخطط العمل الأممي في ليبيا ” حسبما ورد في بيان لوزارة الشؤون الخارجية.
وجاء في البيان أنه ” في إطار المشاورات والاتصالات المنتظمة بين الجزائر وبعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا الرامية إلى تسريع تنفيذ مخطط العمل الأممي في ليبيا، سيقوم الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ورئيس بعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة يوم 12 ماي 2018 بزيارة عمل إلى الجزائر “.
وتحادث السيد سلامة ” مع وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل عن الوضع في ليبيا في ضوء التطورات الأخيرة التي حدثت في هذا البلد الشقيق”، حسب ذات المصدر. وأضاف ذات البيان أنه ” سيتم استغلال هذه الفرصة لتجديد تأكيد دعم الجزائر للدور المحوري للأمم المتحدة في تسوية الأزمة الليبية وموقفها الحاسم من أجل إقرار الاستقرار والسلم والأمن في ليبيا “.
وتأتي زيارة الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة إلى الجزائر قبل أيام من انعقاد اجتماع دول جوار ليبيا بالجزائر العاصمة، وهو اللقاء الذي يحظى بمتابعة أممية ودولية بالنظر إلى أنه يأتي في سياق تعرف فيه الأزمة الليبية تحديات معتبرة، من أجل تقييم الخطوات المتخذة بعد خمسة أشهر من آخر اجتماع ولمراجعة آخر التطورات على الساحة الليبية، والدعوة إلى مواصلة الحوار عن طريق تنظيم انتخابات في ليبيا قبل نهاية العام 2018 “.
وحسب مراقبين فإن المبعوث الأممي إلى ليبيا السيد غسان سلامة ليس في أحسن أحواله بعد عرقلة خطته التي قدمها للأمين العام الأممي والهادفة إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية عن طريق إجراء انتخابات رئاسية قبل نهاية سنة 2018 لكن هذا الأمر لا يبدوا ممكنا بالنظر لعدة معطيات على الميدان. سياسية وأمنية مع عودة العمليات الإرهابية لتضرب في أنحاء متفرقة من البلاد، من أجل تقويض العملية الانتخابية وجهود التسوية السياسية، مثلما وقع عقب استهداف مقر المفوضية العليا للانتخابات بالعاصمة طرابلس، الأربعاء الماضي.
ويبدوا أن غسان سلامة مستعجل للذهاب إلى الأمام بخطته رغم كل الصعوبات، بالنظر إلى ضغوطات تمارسها عليه عدة جهات دولية منها أن آخر اجتماع بين الجزائر ومصر وتونس في 17 ديسمبر الماضي، بتونس، طالب بإنهاء المرحلة الانتقالية لإنجاز الاستحقاقات الدستورية والتنفيذية، وتوفير المناخ الأمني والسياسي الإيجابي لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية.
كما أن المجموعة الرباعية الدولية بشأن ليبيا (الاتحاد الأوروبي والأفريقي، والجامعة العربية، والأمم المتحدة) أعلنت مؤخرا، عقب اجتماع لها في القاهرة تمسكها بإجراء استحقاقات ليبية قبل نهاية العام الجاري.
وحسب الموقع الليبي ” الوسط ” فإن غسان سلامة أجرى ” سلسلة من اللقاءات في الشرق والغرب الليبي، حيث يلتقي المكونات الاجتماعية كافة، في محاولة لإنقاذ خطته التي تتضمن مراحل ثلاث تبدأ بتعديل الاتفاق السياسي، وتنظيم مؤتمر جامع لإقرار دستور دائم للبلاد؛ استعداداً لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية “،
كما أن بدأ الملتقى الوطني الليبي عقد جلسات تشاورية في مدينتي سبها وعين الشرشارة برعاية مركز الحوار الإنساني المكلف من المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، بحضور عدد من النشطاء والشخصيات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني النسائية والجهات الحكومية بالمدينة.
إسلام كعبش