تتجه أنظار المواطنين نحو أسواق المواشي مع اقتراب عيد الأضحى لاقتناء الأضاحي والتي تباينت حسب النوعية حيث عرفت الأسعار تغيّرات أكّدها العديد من الموالين الذين يشتكون من غلاء أسعار العلف ما ترتب عنها من ارتفاع لأسعار الأضاحي، بينما عبّر المواطن عن تخوفهم من التهاب الأسعار عشية العيد.
وبدأت الحركية تنتعش على مستوى أسواق الماشية ونحن على بعد 20 يوما من عيد الأضحى، ومعها عرفت حركة الأسعار بدورها تغيرات عدة.
وبدأ عرض الماشية منذ أيام في مختلف المساحات التي اعتاد مربو المواشي على عرضها فيها كل سنة، وتتركز في الأسواق الشعبية ومساحات خضراء وفي الأحياء الشعبية، حيث تم جلب أعدادٍ كبيرة من رؤوس الماشية في شاحنات إلى مختلف المدن قصد بيعها، وفي مرحلة أولى، عادة ما يكون زبائنُهم من السماسرة الذين يتصيدون هذه المناسبة كل سنة للمتاجرة بالأغنام والمضاربة بأسعارها، في حين أكد العديد من المواطنين أنهم لمسوا ارتفاعا بين سوق وآخر، ليصل الفرق بينهما إلى حدود 15 بالمئة.
وأكد عضو المكتب الوطني لفيدرالية مربي المواشي، محمد بوكربيلة أن “الأسباب الأولية لارتفاع أسعار الأضاحي هذه السنة هو ارتفاع الأعلاف والشعير بشكل ملحوظ عبر تحكم سماسرة السوق السوداء”.
وأوضح بوكربيلة في تصريح لـ”الجزائر” أن “الأعلاف كان يبلغ سعرها في السنوات السابقة 150 ألف دج للقنطار والشعير 160 ألف دج للقنطار لذلك أسعار الكباش كانت تتراوح مابين 2 ملايين إلى خمسة ملايين، أما اليوم فسعر الأعلاف أصبح 430 ألف دج للقنطار والشعير 550 ألف دج للقنطار هو ما يفسر ارتفاع أسعار الأضاحي مقارنة بالسنوات السابقة”، مشيرا أن “سوق الأعلاف والفوضى الحاصلة فيه جعلت الأسعار تقفز إلى حدود جنونية بعدما كانت المواشي في السنوات الماضية في حدود 25 ألف دج للرأس في حين تعدى هذه المرة سعر 50 ألف دج”.
ودعا عضو المكتب الوطني لفيدرالية مربي المواشي وزارة الفلاحة إلى وضع مخطط خاص بالمنتوج الوطني للمواشي على طول السنة حتى لا يكون الموالون في قفص الاتهام خلال عيد الأضحى.
من جهته، أرجع عدد من الموالين، أسباب ارتفاع أسعار الماشية، إلى الخسائر التي تكبدوها طيلة السنة الفلاحية والتي تعود في الأساس إلى غلاء الأعلاف والأعلاف المركبة التي تدخل في تغذية وتسمين الأغنام التي بلغت أسعارها بين 5 ألاف و7 ألاف دج للقنطار الواحد، مع احتساب عامل ندرتها واقتنائها بأسعار مضاعفة من السوق السوداء، زيادة على الجفاف وتراجع محصول الموسم الفلاحي، وتلك أسباب يلجأ إليها الموالون لتغطية جزء من خسائرهم، في وقت تعارف فيه الجزائريون أن سوق الماشية قبيل عيد الأضحى يقوم على معادلة الجفاف وانخفاض أسعار الماشية.
في هذا السياق، كشف الأمين الوطني للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين الطاهر كرامي، أن أسعار الأضاحي لهذه السنة ستعرف ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية نظرا لمجموعة من العوامل.
وأوضح كرامي خلال حلوله ضيفا على برنامج “الشروق مورنينغ” أن أسعار الأضاحي ستعرف زيادة تترواح بين 30 إلى 40 بالمئة وهو ما يعني حسب المتحدث أن تكون الأسعار بداية من 4 إلى5 ملايين سنتيم وتصل إلى غاية 8 ملايين سنتيم للكبش المتوسط.
وأرجع المتحدث سبب هذا الغلاء على الرغم من الجفاف الذي من المفروض أن يكون سببا في انهيار الأسعار إلى غلاء الأعلاف بأرقام خيالية وكذا تدخل السماسرة الذين يعملون على رفع هذه الأخيرة.
واعتبر المتحدث أن غياب الرقابة التجارية سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، داعيا وزارة التجارة والفلاحة إلى التدخل لضبط الأسعار ودعم الموال.
من جانبه، قال مدير ضبط وتنمية الانتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، مسعود بن دريدي إن “لقاءات تمت على مستوى الوزارة من أجل وضع مخطط خاص بأسواق بيع الأضاحي والمرافقة الصحية من طرف البياطرة خاصة في ظروف استثنائية تعيشها البلاد”.
وأوضح بن دريدي في تصريحات للإذاعة الجزائرية أنه “لن يكون هناك مشكل في عملية اقتناء الأضاحي عبر كل نقاط البيع في كامل التراب الوطني التي سيتم الإعلان عنها في القريب العاجل وستحرص وزارة الفلاحة على تكليف لكل نقطة بيع بيطري، مع توفير كل الشروط للحفاظ على سلامة الأضحية والمواطنين معا، وتهيئة كل الظروف للبياطرة العاملين في قطاعها على غرار المطالبة بشهادة صحية تكون مرافقة للماشية من نقطة الانطلاق إلى نقطة البيع إلى جانب تجنيد كلّ البياطرة على مستوى نقاط البيع وكذا على مستوى المذابح أيام العيد”.
فلة. س
الرئيسية / الوطني / قبل قرابة عشرين يوما عن عيد الأضحى:
غلاء الأعلاف يثير مخاوف من ارتفاع أسعار الأضاحي
غلاء الأعلاف يثير مخاوف من ارتفاع أسعار الأضاحي
قبل قرابة عشرين يوما عن عيد الأضحى:
الوسومmain_post