* مسجد باريس سيتكفل بمراقبة اللحوم الفرنسية التي ستدخل الجزائر
قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام، إنه يجب العودة بالجزائر إلى الإسلام الصافي وتنقيته من الشوائب التي طرأت عليه ومن التيارات الدخيلة وأشار إلى أن تحديد ساعات تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات التربوية سيتم التطرق إليه خلال المناقشات التي ستجري في المؤتمر الدولي الذي يعقد اليوم بالجزائر حول تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية الذي سينطلق اليوم بالجزائر، معلنا عن مشاركة أزيد من 30 دولة وهيئة إسلامية في هذا الحدث الدولي، مؤكدا أن الجزائر لا يمكن أن تخضع إلى إملاءات خارجية في وضعها للبرامج الدراسية.
وأضاف غلام الله، أمس، في ندوة صحفية نشطها بمقر المجلس، بالعاصمة، خصصت للحديث عن المؤتمر الدولي الذي تحتضنه الجزائر، ابتداء من اليوم و يستمر إلى يوم الغد، حول تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية، أن الجزائر ظهرت فيها تيارات دخيلة وتوجهات تتنافى مع المرجعية الوطنية التي يجب اليوم محاربتها وتنقية الإسلام منها، وقال إن رسالة رئيس الجمهورية الأخيرة بمناسبة يوم العلم التي أكد فيها على ضرورة “التصدي بتبصر للأفكار الغريبة التي تصطدم بوحدة الشعب الجزائري السني” تصب في هذا الاتجاه، وتدعو إلى تنقيته من هذه التيارات الدخيلة، وأوضح أن الجزائر وبعد الاستقلال استعانت بالكثير من المعلمين والأساتذة من 75 جنسية، تركوا أفكارهم وتوجهاتهم في المجتمع، أثرت على “الإسلام الصافي” الذي تحدث عنه ابن باديس الذي استخرجه من التراث الثقافي و الفكري.
من جهة أخرى، وفي رده عن سؤال حول إن كانت الجزائر ستتراجع عن تعديل برامجها الخاصة بمادة التربية الإسلامية بعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية بعد إحداث 11 سبتمبر، قد مارست ضغوطات على الدول الإسلامية ومن بينها الجزائر لتعديل برامجها الخاصة بهذه المادة، أكد رئيس المجلس، أن “الجزائر لا يمكن أن تخضع إلى إملاء خارجية في وضعها للبرامج الدراسية”، مشيرا إلى أن عملية “تطهير البرامج تقوم بها الدولة الجزائرية بصفة مستمرة منذ الاستقلال، لان المناهج ليست ثابتة وتخضع دائما للتحسين و للإصلاحات، وهي -يقول غلام الله-موجودة منذ الاستقلال إلى اليوم.
وفيما يخص مفتي الجمهورية ومتى سيتم تنصيب هيئة الإفتاء، قال غلام الله أن هذه المسالة من صلاحيات رئيس الجمهورية”، ولا يمكن للمجلس الإسلامي الأعلى أو لوزارة الشؤون الدينية أو لأي وزارة أو هيئة أخرى أن تملي على الرئيس شيئا، لان له تصوره الخاص في بناء مؤسسات الدولة.
وعن عدد ساعات تدريس التربية الإسلامية-أسبوعيا- في المؤسسات التعليمية، و إن كان يجب تزويدها آو تقليصها، قال غلام الله، انه هذا الأمر سيناقش خلال ورشات المؤتمر الدولي ومع الدول و الهيئات المشاركة إضافة إلى ممثلين عن وزارة التربية الوطنية و سيتم الخروج بفكرة حول هذا الموضوع.
سنيقرة ليس إماما ومكانه الطبيعي عند نقابة التجار
من جانب آخر، و بخصوص الفتوى التي أطلقها الشيخ لزهر سنيقرة، و التي قال فيها بعدم جواز حملات مقاطعة شراء السيارات، رد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالقول” أن سنيقرة تاجر و”يخدم مع التجار” وهو يدافع عن مصالح التجار، ومكانه نقابة التجار وليس المساجد، لكن للأسف لا يزال يعتدي على المساجد ويخطب على الناس فيها.
وفي رده عن سؤال آخر حول طرد السلطات الفرنسية لإمام جزائري اتهمته بالترويج لخطابات كراهية، قال غلام الله أن “ترحيل إمام جزائري من الأراضي الفرنسية هو قرار حر للدولة الفرنسية وليس هو أول إمام يرحل من هذا البلد”.
مسجد باريس سيتكفل بمراقبة اللحوم الفرنسية التي ستدخل الجزائر
وعن التوجس الذي أبداه المواطنون عن إمكانية استيراد لحوم البقر من فرنسا خلال شهر رمضان، قال غلام الله ” علمت أن هناك اتفاق بين وزارة التجارة و مسجد باريس –لكنني لم اطلع عليه بعد- و مسجد باريس سيتولى مراقبة عملية الذبح على الطريقة الإسلامية “.
أزيد من 30 دولة وهيئات إسلامية ستشارك في المؤتمر الدولي
وبخصوص المشاركين في المؤتمر الدولي أشار غلام الله ، انه سيشارك فيه أزيد من 30 دولة وهيئات إسلامية سيقوم ممثلوها خلال يومين بـ”عرض البرامج التي تعتمدها مختلف البلدان في تدريس التربية الإسلامية، لتنشئة فرد مسلم له انتماء يتجاوز الوطن إلى أمة عالمية”، وأكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى, أن المؤتمر الذي يدوم يومين سيتوج بـ”بيان الجزائر”، الذي سيوجه إلى “الأمة الإسلامية ويدعو إلى التفاهم والوحدة وتنقية الإسلام من الشوائب والتيارات الدخيلة التي تريد استعمال الإسلام لتنفيذ سياسات ليست في فائدة الإسلام, وتنمي الإسلاموفوبيا من خلال الادعاء بأن الإسلام هو دين العدوان والظلامية والتأخر”, مضيفا أن هذه “التهم تقف وراءها أطراف غير مسلمة وغير راضية عن انتشار الإسلام وعن الدول الإسلامية التي تسعى إلى تحقيق استقلالها”.
للإشارة، فإن المؤتمر الدولي الذي ينظم بالتنسيق العلمي مع مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية بمشاركة 6 جامعات جزائرية، سيشهد إلقاء 42 محاضرة حول مفهوم التربية الإسلامية وواقع ومعوقات تدريسها في المؤسسات الرسمية وكذا آفاق تطويرها, يلقيها باحثون في علوم التربية وأكاديميون من مخابر البحث ومفتشون من قطاع التربية وأعضاء هيئات صياغة البرامج التربوية.
رزيقة.خ