لا تزال الضبابية والغموض سيدة الموقف في حزب جبهة التحرير الوطني بعد الاستقالة المفاجئة لجمال ولد عباس من على رأس الأمانة العامة وتعيين رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب منسقا للقيادة الجماعية هذه الأخيرة التي لم يكشف بعد عن الأشخاص الذين ينضوون تحت لوائها وعما إذا كانت ستحضر لعقد دورة لجنة مركزية في ظرف 30 يوما لانتخاب أمين العام جديد أم الذهاب لمؤتمر جامع تنادي به القيادات السابقة التي تصفه بالحل النهائي لأزمة الحزب التي بدأت سنة 2013 .
وفي ظل هذه الضبابية والغموض سيكون خليفة ولد عباس المؤقت معاذ بوشارب اليوم في أول مأمورية له بحيث سيشرف على انتخابات إختيار مرشح الأفلان بالجزائر العاصمة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة وهو اللقاء الذي كان منتظرا أن يشرف عليه ولد عباس السبت الماضي غير أنه تم تأجيله يتبعه لقاء ثاني غدا لاجتماع قادة التحالف الرئاسي الأربعة ليشرع هذا الأخير في مهامه بصفة سريعة وبأجندة مكثفة.
وبالرغم من حديث البعض عن أن بوشارب يحضى بالإجماع والتوافق داخل الحزب وهو الأمر الذي أهله لينال لقب رجل الثالث في الدولة غير أنه يتم الترويج عن عدم قبول لهذا الأخير سيما من قبل أعضاء المكتب السياسي على تعيينه كمنسق للقيادة الجماعية في الوقت أن القانون الأساسي للحزب ينص على أن الأكبر سنا هو من يتولى أمور الحزب في غياب الأمين العام أو استقالته.
المكتب السياسي يلتزم الصمت
رفض أعضاء المكتب السياسي التعليق أكثر على استقالة جمال ولد عباس من على رأس الأمانة العامة للحزب وعلى تجاوز القانون في تعيين بوشارب منسق للقيادة الجماعية في وقت أن الأكبر سنا هو من يتولى زمام الأمور لمدة 30 يوما لتحضير دورة اللجنة المركزية لإنتخاب أمين عام جديد بحيث ومنذ تصريحاتهم يوم الأربعاء و إصرارهم على نفي استقالة ولد عباس وحديثهم عن فترة نقاهة رفض أمس عضو المكتب السياسي السعيد لخضاري التعليق عما ينتظر الحزب في المرحلة المقبلة وما هي أجندته؟ بالقول :”لا تعليق ” مكررا إياها ثلاث مرات .
المحلل السياسي عامر رخيلة ل ” الجزائر “:
الأفلان جهاز للدولة وأزماته تعودنا عليها
رفض المحلل السياسي عامر رخيلة الحديث عن أزمة وضبابية في حزب جبهة التحرير الوطني على خلفية الاستقالة المفاجئة لجمال ولد عباس من على رأس الأمانة العامة من باب أن الأفالان معروف بأزماته منذ تأسيسه و قال رخيلة في تصريح ل ” الجزائر” أمس : والله استغرب ممن يتحدثون عن أزمة عميقة داخل حزب جبهة التحرير الوطني وصراعات خفية يتخبط فيه في الوقت أن الأزمة لصيقة دائما بهذا الحزب منذ تأسيسه كالمرض المزمن والأفلان يتعايش معها و ليست بالأمر الجديد أو المفاجئ بل صار أمرا عاديا في حزب هو جهاز للدولة في حقيقة الأمر “.
وعن شرعية تعيين رئيس المجلس الوطني معاذ بوشارب كمنسق مؤقت للحزب قال :”من الناحية القانونية والدستورية لا تعارض في أن يتقلد بوشارب منصبه الجديد غير أن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا بوشارب وذكر:” السؤال الذي يطرح نفسه هل يحق لبوشارب أن يكون منسقا للأفالان و لو لفترة مؤقتة؟ هل له كاريزما ما السر وراء تعيين بوشارب في حد ذاته تم انتخابه على رأس المجلس الشعبي الوطني وإنهاء أزمة البرلمان و بعدها منسقا للأفالان فهل هو محل ثقة من طرف صناع القرار أم ما السر وراء ذلك؟ هي أسئلة يطرحها الجميع سيما وأنه ليس عضوا في اللجنة المركزية ولا المكتب السياسي”.
على أعضاء المكتب السياسي تقديم استقالتهم
وعبر رخيلة عن استغرابه عن الصمت المطبق على أعضاء المكتب السياسي والتصريحات المحتشمة والتي تراوحت بين ” لا علم لي ” و” لا تعليق ” في الوقت أن خبر الاستقالة عرض على شاشة التلفزيون العمومية ونقلته برقية لوكالة الأنباء الجزائرية بالحرف :” قرر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس الاستقالة من منصب أمين عام هذا الحزب “لأسباب صحية تستلزم عليه قضاء عطلة مرضية مطولة” حسبما علم من مصدر رسمي وسيخلفه مؤقتا على رأس الحزب السيد معاذ بوشارب في انتظار أن تقرر هيئات الحزب بشأن استخلافه” وهو ما اعتبره بالأمر الذي لا يرقى للشك فيه من وسائل عمومية تابعة للدولة ومن غير المعقول – على حد تعبيره- أن تتطرق للموضوع من تلقاء نفسها أو تنشر موضوعا مشكوكا فيه وقال :” تجاوزنا مسألة الاستقالة التي يتم الترويج لها في الوقت أن الحقيقة هي” إقالة لولد عباس” والمكتب السياسي للأفالان لم يصدر منه أي رد فعل ماعدا العضو الأكبر سنا فيه وهو أحمد بومهدي الذي رد على أسئلة الصحفيين بنفي أمر الإستقالة و تأكيد مرض جمال ولد عباس و الذي هو في فترة نقاهة و لمدة 45 يوما ليس إلا- حسبه- و ذلك دون أن يتبعه أي رد موقف من هذا المكتب الذي نصبه ولد عباس ووزع عليه المهام مؤخرا” و تابع :” في نظري مع خرق القانون الأساسي بتعيين بوشارب منسقا للقيادة الجماعية المشتركة وتجاوز القانون الأساسي الذي ينص على أن العضو الأكبر سنا هو من يتولى فترة المرحلة الإنتقالية لمدة 30 يوما في حالة الاستقالة أو تنحية الأمين العام ليحضر دورة اللجة مركزية لانتخاب أمين عام جديد يقودها احمد بومهدي باعتباره الأكبر سنا غير أن الأمر لم يحدث ولم تكون هناك ردة فعل من المكتب السياسي غير نفي الاستقالة في الوقت أنه تم تجاوزهم “وأضاف :” لو كنا أمام حزب سياسي حقيقية أعضاء المكتب السياسي يعلنون استقالتهم لتجاوزهم في أمر هو من صلاحيتهم “.
من الصعب رسم سيناريوهات لمستقبل الأفلان
وعن السيناريوهات المتوقعة قال :” في أحزاب هي حقيقة أجهزة للدولة من الصعب التكهن ولا التوقع فيها شهدنا خروقات للقانون الأساسي والنظام الداخلي سياسة تعيينات عدم عقد الدورة العادية للجنة المركزية لما يقارب السنتين وغيرها من المسائل التي عرفها الحزب غير أنه إذا ما تم التمعن في برقية وكالة الأنباء الجزائرية فإنها تضمنت بعد قرار إستقالة ولد عباس “…في انتظار أن تقرر هيئات الحزب بشأن استخلافه” والطريق لذلك في نظري هو عقد لجنة مركزية وانتخاب أمين عام جديد “.
زينب بن عزوز