جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
ul
يبحث رئيس “تجمع أمل الجزائر” عمار غول على نار هادئة لـ”تخمر” فكرته التي أطلقها قبل أسبوع، حول الذهاب نحو “ندوة وطنية للإجماع الوطني من أجل جزائر جديدة” تكون بديلة للانتخابات الرئاسية، وهي الفكرة التي فاجأت الطبقة السياسية بالنظر إلى أن صاحبها وزير سابق ورئيس حزب من أبرز رؤساء أحزاب التحالف الرئاسي المساند لبرنامج الرئيس بوتفليقة.
قال مصطفى نواسة، القيادي في حزب “تجمع أمل الجزائر” في تصريح لـ”الجزائر”، أمس، أن مبادرة “الإجماع الوطني” التي أطلقها رئيس الحزب عمار غول عبارة على “فكرة سياسية”، مشددا على أنها “ليست مبادرات كلاسيكية قائمة على مشاورات حزبية” ويقصد المتحدث بذلك أنها في طور الطهي ولم تنضج بعد.
وأفاد مصطفى نواسة، عضو هيئة تنسيق أحزاب التحالف الرئاسي، أن رئيس “تاج” عمار غول لم يناقش مع الأمين العام لـ”الأرندي” أحمد أويحيى ومعاذ بوشارب رئيس الهيئة الجماعية لجبهة التحرير الوطني خلال لقاءه معهما، هذه المبادرة، مؤكدا في السياق ذاته، أنه “اكتفى بزيارة مجاملة لتسليمهما دعوة رسمية لحضور المؤتمر الوطني للحزب المزمع تنظيمه نهاية الأسبوع الحالي”.
وقبل يومين، أوعز ممثل “الأرندي” في هيئة التنسيق الرئاسي، مصطفى ناصي، الذي ترأس اجتماع ممثلي التحالف، بمقر حزبه، أنه “ليس من صلاحيات ولا مهام الهيئة دراسة الاقتراح الذي تقدم به تجمع أمل الجزائر “تاج” الخاص بتأجيل الانتخابات الرئاسية والذهاب إلى ندوة وطنية جامعة تضم المعارضة والموالاة والنقابات”، موضحا بأن “صلاحيات هيئة التنسيق تنحصر في تنفيذ وتفعيل القرارات التي تتفق عليها القيادة السياسية للأحزاب الأربعة”. وهذا دليل على أن مناقشة فكرة عمار غول ستكون خلال اجتماع قادة التحالف، كما أن حساسية الفكرة في حد ذاتها، تجعل من أمر مناقشتها ليس بالأمر السهل، ولن يخرج رؤساء أحزاب التحالف إلا بموقف موحد من مبادرة غول، إما القبول بها وتطويرها وبالتالي فإنها ستشكل حدثا مهما في الساحة، وإما إسقاط ورقتها نهائيا في الماء، ورميها في سلة المهملات السياسية.
وحسب مصادر متطابقة، فإن رئيس تجمع أمل الجزائر “تاج” عمار غول التقى بعمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، وهو اللقاء الذي كان مغلقا، وفضل أصحابه القيام به بعيدا عن أعين الصحافة الوطنية، وحسب مصادر متطابقة، فإن غول انتقل إلى مقر بن يونس لتسليمه دعوة لحضور مؤتمر “تاج”، وأن جدول أعمال اللقاء لم يحمل نقاط سياسية تتعلق بالحزبين، وللإشارة فإن عمارة بن يونس كان قد أعلن رفضه الانضمام للمبادرات الحزبية مهما كانت، متمسكا بالتحالف الرئاسي الداعم لبرنامج الرئيس بوتفليقة.
وحسب نبيل يحياوي، القيادي في “تجمع أمل الجزائر” فإن كل إطارات وهياكل الحزب منصبة حاليا في العمل على إنجاح المؤتمر القادم المنتظر إجراؤه في 13-15 من الشهر الجاري، وأبرز يحياوي في اتصال معه، أن مبادرة الإجماع الوطني التي يطرحها حزبه، عبارة على “فكرة تمخضت عن لقاءات محلية للحزب وهي اقتراح سياسي ينتظر التفاعل معه من طرف باقي التشكيلات الحزبية”.
واعتبر نبيل يحياوي مختلف القراءات التي منحت لمبادرة “تاج” في خانة “حرية التناول السياسي والإعلامي”، بما فيها القراءات التي طعنت فيها، مشيرة إلى وجود إيعاز لدفع “تاج” لتحريك أفكار مثل هذه قبل أشهر قليلة عن انتخابات رئاسية مهمة.
وفي السياق ذاته، فإن الندوة المطروحة من طرف عمار غول، ليست إلا فكرة حزب يريد مناقشتها مع “جميع الفعاليات السياسية بما فيها المعارضة والاجتماعية، في إشارة إلى المجتمع المدني بحيث تحمل هذه الندوة الأولوية، ولا بد أن تكون الأصل مقارنة بالانتخابات الرئاسية التي هي فرع منها” وفق ما يراه حزب “تجمع أمل الجزائر”.
إسلام كعبش