السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / نقابات التربية::
“غياب التكوين الكافي تهديد للمدرسة العمومية الجزائرية”

نقابات التربية::
“غياب التكوين الكافي تهديد للمدرسة العمومية الجزائرية”

دقت نقابات التربية الوطنية ناقوس الخطر من إمكانية تنامي نزوح التلاميذ الى المدارس الخاصة على خلفية التراجع الذي يعرفه مستوى المدارس العمومية في ظل إحالة معظم الأساتذة القدامى على التقاعد وتوجههم الى المدارس الخاص وكثرة الإضرابات وغياب التكوين الكافي للأساتذة الجدد، حيث انتقدت التوظيف الخارجي، مطالبة بإعادة فتح معاهد التكوين وتعميم المدارس العليا للأساتذة.
وعبر الشركاء الاجتماعيون لوزيرة التربية نورية بن غبريط عن قلقهم من ضعف مستوى المدرسة العمومية جراء غياب التكوين الكافي للأساتذة الجدد، الوضع الذي سيؤدي حسب “السناباب” الى ارتفاع نسبة نزوح التلاميذ الى المدارس الخاصة.

“سناباب”:
“البريكولاج هو الطريقة المتبعة في التكوين”
ووصفت الطريقة المتبعة من قبل الوصاية في تكوين الأساتذة الجدد والمتمثلة في تخصيص 10 أيام خلال العطل الفصلية بـ”البريكولاج”، حيث عبر المكلف بالإعلام على مستوى الفدرالية الوطنية للتربية “سناباب” نبيل فرقنيس في حديث مع “الجزائر” عن أسفه الشديد من تراجع منح الأهمية للمدراس العمومية و التخطيط الى خوصصة التعليم من خلال توسيع دائرة المدارس الخاصة قائلا “للاسف الشديد الدولة الجزائرية لا تريد مدرسة عمومية ذات جودة و ذات نوعية وبهذه الطريقة يذهبون ويخططون الى فتح المدارس الخاصة وبذلك خوصصة التعليم وهذا ما نرفضه في نقابة السناباب”،وأضاف بأن فتح أبواب المدارس الخاصة أمام الأساتذة القدامى المحالين على التقاعد، ادى الى الرفع من مستوى المدارس الخاصة الأمر الذي من المحتمل أن يدفع بالعديد من الأولياء الى تغيير أبنائهم اليها، تخوفا من المستوى المتدني الذي أضحت توصف به المدرسة العمومية في ظل توظيف أساتذة جدد غير مكونين وكذا سلسلة الإضرابات التي يشهدها القطاع في كل مرة.
هذا واستغرب فرقنيس في السياق ذاته ،مراهنة وزارة التربية عن القدرة في تكوين أساتذة في مدة 10 أيام ، في الوقت الذي كان يمر فيه الأستاذ على تكوين تأطيري من 3 الى 4 سنوات قبل الحصول على منصبه والتعامل مع التلاميذ، وهو الأمر الذي يفرض على الوصاية- حسبه- إعادة فتح المعاهد الوطنية للتكوين للدفع بالمدرسة الجزائرية الى الأمام .
“كناباست”:
“التوظيف الخارجي خطر على المدرسة العمومية”
من جهتها أيضا حذرت نقابة “الكناباست” من جملة من النقاط التي من شأنها ان تؤدي بالمدرسة الجزائرية الى الهاوية في مقدمتها التوظيف الخارجي الذي حسبهم تسبب في تدهور المدرسة الجزائرية في ظل غياب التكوين الكافي.
حيث أفاد المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس لقطاع ثلاثي الأطوار للتربية “كناباست”مسعود بوديبة في تصريح لـ”الجزائر”، بأنه لطالما طالبوا بأن يمر توظيف الأساتذة على المعاهد التكنلوجية والمدارس العليا للأساتذة، مشيرا الى انه لا يمكن حماية المدرسة إذا لم يمر الأستاذ بتكوين قبلي من خلال المعاهد والمدارس العليا.

“نطالب بالعودة إلى فتح معاهد التكوين”
وأكد أن تبني وزارة التربية لخيار التوظيف الخارجي في قطاع التربية سرع من وقع كوارث في قطاع التربية كان في غنى عنها، مصرحا بأن مدة التكوين المخصصة للأساتذة الجدد لن تكون كافية وأنهم بحاجة الى مدة لا تقل عن 5 سنوات من أجل التمكن من التحكم في الأمور عكس الأستاذ المتخرج من المدارس العليا أو معاهد التكوين التكنلوجية الذين يمكنهم ممارسة المهنة بكل أريحية نظرا لتحكمهم في المبادئ والقواعد البيداغوجية وطرق التدريس الأولية والذي تبقى على عاتقه كيفية كسب الخبرة هذه الأخيرة التي يكتسبها مع الزملاء والمفتشين .
وأشار بوديبة الى أن توظيف العدد الكبير من الأساتذة من خلال مسابقات التوظيف الخارجي يشكل خطرا على المدرسة العمومية، مفيدا بأنهم من دعاة إعادة فتح المعاهد التكوينية وتوسيع دائرة المدارس العليا للأساتذة لإخراج أساتذة مكونين.

وزارة التربية:
“المخطط الوطني للتكوين رهاننا ومطلب عودة المعاهد غير منطقي”
من جهتها وفي الوقت الذي تعالت فيه أصوات النقابات المتخوفة من نقص التكوين وتأثيره على تدهور مستوى المدرسة العمومية، قللت وزارة التربية الوطنية في تصريح لـ” الجزائر”من الأمر، مؤكدة بأن المخطط الوطني للتكوين الذي شرعت في تطبيقه لمدة 3 سنوات لصالح كافة عمال القطاع من شأنه أن يساهم في تدارك المشكل الذي وقعت فيه الوصاية والذي لم يكن في الحسبان ،جراء إحالة الكم الهائل من الأساتذة على التقاعد والذي اجبرها عن فتح مسابقات للتوظيف الخارجي من أجل سد الشغور الكبير الذي تم تسجيله على مستوى كافة المؤسسات التربوية عبر القطر الوطني وفي الأطوار التعليمية الثلاث.
وأضاف المكلف بالإعلام على مستوى وزارة التربية الوطنية كادورلي عبد الكريم بأن المخطط الوطني للتكوين، استراتيجي على مدى 3 سنوات لصالح جميع مستخدمي قطاع التربية عن طريق التكوين الحضوري عبر معاهد التكوين التي تم استرجاعها، وكذا التكوين عن بعد ومن شأنه أن يحقق النتائج المرجوة منه، مشيرا الى أن مطلب النقابات بإعادة فتح معاهد التكوين غير منطقي بالنظر للشغور الذي تشهده معظم مؤسسات التربية عبر التراب الوطني بعد إحالة الكم الهائل من الأساتذة القدامى على التقاعد، لان العودة الى العمل بالمعاهد سيؤدي الى “تلاميذ بدون أساتذة ” طيلة مدة التكوين سيما مع عدم توفر العدد الكافي من الأساتذة في كافة المواد من خريجي المدارس العليا.
هذا ولفت الانتباه الى أن وزارة التربية قامت بنظرة استشرافية لاحتياجات القطاع حتى 2035، الأمر الذي تمخض عنه تشكيل اللجنة المشتركة بين وزارتي التربية والتعليم العالي من اجل توفير هذا الأخير لاحتياجات الوزارة من الأساتذة حسب التخصصات والولايات.
وفاء مرشدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super