جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
لا تزال المظاهرات المطالبة بترقية وتعميم اللغة الأمازيغية تلقي بظلالها على الساحة الفكرية والسياسية فقد ألقى الباحث في التاريخ الدكتور محند ارزقي فراد أمس محاضرة بمنتدى يومية الحوار حول الأمازيغية وسؤال الانتماء أمام جمع من الناشطين في الحقل الثقافي والسياسي.
وقد أفرد فراد جزءا مهما من تدخله لحضور البعد العربي شكلا ومضمونا في الإنتاج الأدبي الأمازيغي منذ قرون وقدم للحاضرين إسهام البعد الإسلامي في صقل الهوية والثقافة الأمازيغية المعاشة واللغة الشفوية المتداولة والتي جمع الكثير منها ودونها لاسيما من الأشعار الصوفية.
وذكرا فراد بالدليل التاريخي أن النزعة الانفصالية امتداد لمخطط استعماري على أساس وجود كيان قبائلي مستقل لغويا وثقافيا وحتى دينيا حيث كان الحديث من قبل جنرالات الاحتلال الفرنسي ومن ورائهم أصحاب الأعمال الاثنوغرافية عن اللغة القبائلية والشعب القبائلي وحتى عن الإسلام القبائلي.
وأوضح من جانب آخر أن أي موقف عدائي من المطلب الأمازيغي يعطي الفرصة أمام النزعة الانفصالية على طبق من ذهب لاستعمال مكون الهوية الأمازيغية مطية لتصعيد النزعة الانفصالية والفوز بأنصار جدد في منطقة القبائل. لذا دعا فراد مجموع الجزائريين من الناطقين بالأمازيغية أو العربية إلى الالتفاف حول البعد الأمازيغي الذي أصبح واقعا كرسه الدستور وأضحى في الميدان من خلال المؤسسات الإعلامية والتربوية.
وحيا فراد بالمناسبة إقدام الدولة على دسترة الأمازيغية وترسيمها من أجل سحب البساط أمام الدعوات المتطرفة والانفصالية لكي لا تستعمل الأمازيغية كسجل تجاري في سوق السياسة.
وفي سياق حديثه عن النضالات السابقة من أجل الأمازيغية اعترف فراد أن الفرانكفونيين كانوا أسبق وأكثر حماسا للدفاع عن الأمازيغية من المعربين بدءا من أعمال السعيد بوليفة ومولود معمري الذي قعّد اللغة الأمازيغية من خلال كتابة تاجرومث نتمازيغت إضافة إلى باحثين آخرين إضافة إلى الناشطين في حقل المطلب السياسي بالاعتراف بالأمازيغية مذكرا أن هؤلاء ليسوا كلهم انفصاليين بل أن منهم وطنيين وغيورين على الجزائر وذهب إلى حد القول إنه قد نجد من بين أصحاب النزعة الانفصالية معربين.
وأمام هذا الوضع شدد فراد على ضرورة التحرر من الإيديولوجيات الضيقة التي عششت في الجامعة والمحيط والدوائر السياسية والأحزاب وعلى فتح النقاش حول القضية في هدوء وروية ومد الجسور لكل المشتغلين في الحقل الأمازيغي وتوسيع رقعة النشاط إلى كل جامعات الوطن. ودعا بالمناسبة إلى الإسراع بتشكيل أكاديمية اللغة الأمازيغية وإنشاء ثلاثة مخابر للكتابة الأمازيغية خاصة بالعربية واللاتينية والتيفناغ وتنصيب رئيس المحافظة السامية للأمازيغية وترقية الأمازيغية التزاما بما ورد في التعديل الدستوري ل2016.
وشدد فراد على أن الحل سياسي يكمن في المرور إلى الجمهورية الثانية من خلال انتخاب مجلس تأسيسي والتخلص من الاستبداد السياسي على حد تعبيره. واعتبر فراد مهمة فك الألغام صعبة بعد وصل الاحتقان إلى مدى لا يطاق واستنكر إقدام المثقفين إلى منابر السب والتشكيك والاتهامات المجانية والمغالطات التاريخية واعتبر أن هؤلاء لا يقلون خطرا على الوحدة الوطنية من الحركة الانفصالية لفرحات مهني.
احسن خلاص