الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرياضة / المنتخب الوطني / بعد تقرير "بي بي سي" الذي فتح القضية:
“فرانس فوتبول” تنشر تحقيقا معمّقا وتفضح الفساد الكروي في الجزائر

بعد تقرير "بي بي سي" الذي فتح القضية:
“فرانس فوتبول” تنشر تحقيقا معمّقا وتفضح الفساد الكروي في الجزائر

– “الفاف” في حرج شديد و”الفيفا” مهتمة بالأمر
نشرت أمس، مجلة “فرانس فوتبول” الشهيرة، تحقيقا معمقا تناول الفساد في كرة القدم الجزائرية، مرفوقا بمعلومات وشهادات موثقة عن شراء ذمم الحكام وترتيب المواجهات في الرابطتين الأولى والثانية، ليكون امتدادا للتقرير الذي أعدته في السابق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وتناولت فيه بعض جوانب القضية، ليتكشف من تكشف مدى عمق الآفة التي تضرب المستديرة في الصميم، ويضع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في حرج شديد بالنظر لوصول المشكل لوسائل إعلام عالمية.
وخلافا لما أقرت به “بي بي سي” في تحقيقها، كان ما نشرته أمس، “فرانس فوتبول”، معمقا بعض الشيء لمنا يحوزه من تفاصيل وصفت بالموثقة والصادمة في ذات الوقت، لاسيما فيما يخص شراء وبيع المباريات والقيمة المالية لذلك، والتي جاءت على لسان أحد المكلفين بتقمص دور “الوسيط”، مؤكدا أن هذه الظاهرة ممتدة لأكثر من 15 سنة، موضحا “أسعار” الفوز خرج الديار الذي يكلف حسبه مليار و200 مليون سنتيم، فيما حددت قيمة التعادل خارج الديار بـ300 مليون سنتيم، في حين تكلف ضربة جزاء خارج الديار 147 مليون إلى 300 مليون سنتيم، أمّا فيما يتعلق بالرابطة المحترفة الثانية، فإن ترتيب المباريات يبدأ مبكرا ومن مرحلة الذهاب، والفوز بمباراة خارج الديار في مباراة الذهاب يتطلب 126 مليون سنتيم إلى 147 مليون سنتيم، موضحا ذات المصدر أن القيمة ترتفع بأربعة أضعاف في مرحلة العودة لما تحمله من مباريات مصيرية وحاسمة، إذ يكلف الفوز خارج الديار يكلف 600 مليون سنتيم والتعادل خارج الديار يتطلب 147 مليون سنتيم، في حين يكلف الحصول على ضربات جزاء 77 مليون سنتيم.

الحكام طرف فعّال وهكذا تتم عملية ترتيب المباريات
وفي سياق متصل، أفرد ذات المصدر في “فضح” كيفية ترتيب المواجهات، حيث شرح بالتفصيل العملية التي تمر حسبه بعدة مراحل وبمشاركة 5 أطراف في بعض الأحيان، مؤكدا أن الحكام يمثلون الحلقة الأبرز في هذه “الصفقات” بالإضافة إلى رؤساء الأندية واللاعبين وحتى الجماهير، مبرزا أنه العادة تكون ببعض اللاعبين الذين يكونون كطرف رئيسي من أجل “إنجاح المهمة”، حيث يجري الاتفاق على اجتماع بين رئيس الفريق الخصم ووسيط آخر من اللاعبين، على مبلغ معين، في الطرف الثاني من المعادلة، يتفق رئيس نادي مع رئيس الفريق المنافس، ويجري التفاوض على زيادة في المبلغ المطلوب لبيع وشراء مقابلة، خصوصا في حالة سقوط فريق أو صعوده إلى القسم الأعلى، وفي الجزء المخصص للحكام، يقول تحقيق “فرانس فوتبول”، إنه الجزء السهل من معادلة الرشوة في الكرة الجزائرية، ذلك أن بعض الحكام “اختصاصيين” في ترتيب المقابلات، وخصوصا ضربات الجزاء التي تهوي نتيجة الفريق الذي يدفع بسخاء أكبر، ويساهم المناصرون، دون علم في ترتيب مباراة ما، خصوصا إذا هددوا اللاعبين بالعنف والموت، في حالة الفشل في ترتيب مباراة.

الحكام: “الرشوة جزء لا يتجزّأ من عملنا”
ومن جانب آخر، فجرّت المجلة الفرنسية الذائعة الصيت، فضيحة من العيار الثقيل، حينما كشفت عن هوية شخص يدعى “خالد”، وصفته على أنّه أحد زعماء الفساد في الكرة الجزائرية، حيث ساهم هذا الأخير في ترتيب العديد من المباريات بصفته وسيطا بين مسؤولي الأندية وأصحاب البذل السوداء، فيما أشارت وفقا لأحد مصادرها بأن أحد الحكام والذي يشتغل في الأصل كـ”ممرض” تمكن وفي ظرف وجيز من تكوين ثروة طائلة، حيث أصبح يمتلك سيارة فاخرة، و”فيلا” إضافة لملكيات عقارية خارج أرض الوطن في ظرف وجيز جدا، وفي ذات الصدد، نقلت تصريحا لأحد الحكام يشتكي الوضع المتعفّن الذي أضحى سائدا في مهنة التحكيم، مضيفا: “عملت المستحيل للابتعاد عن هذا المحيط، لكن مشواري لم ينطلق تماما، والآن أصبحت أرى في الفساد، امتدادا لمهمتي كحكم”.

خبراء يؤكدون أن “الفيفا” تتابع باهتمام ما يجري في البطولة
وبالنظر لهذه المعطيات، فإن “الفاف” ستجد نفسها تحت ضغط شديد، بالنظر لامتداد القضية لوسائل إعلام عالمية معروف عنها مصداقيتها وموضوعيتها وكذا الثقة التي تحظى بها لما تتميز به من احترافية، على غرار “بي بي سي” و”فرانس فوتبول” بتقرير الأمس، حيث أكدت مصادر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، يتابع باهتمام شديد كل ما يحدث في البطولة الجزائرية، كما سيكون لتقرير المجلة الفرنسية وقع كبير لدى الهيئة الدولية، ما يجعل “الفاف” مطالبة بالاستعداد لما ستؤول إليه هذه القضية، حسب الكثير من المختصين.

عادل.ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super