أصبحت الجزائر فضاء مفتوحا للتراشق الإعلامي بين المملكة السعودية وقطر اللتان تعيشان أزمة دبلوماسية لم يشهد لها تاريخ البلدين الجارين جراء العقوبات التي فرضتها الرياض وحلفائها ضد الدوحة وأحدثت بموجبها عاصفة من المواقف المتضاربة بين دول المنطقة والقوى الكبرى على رأسها الولايات المتحدة.
دخلت حرب التصريحات بين ممثلي المملكة العربية السعودية وقطر في الجزائر منزلة متقدمة وهذا على خلفية أزمتهما المستفحلة منذ أزيد من شهر لأسباب تتعلق برفض المملكة السعودية أكبر دولة في الخليج سياسات الدوحة المتعلقة بدعم الثورات العربية خاصة وقوفها إلى جانب تيار الإخوان المسلمين، حيث ذكر إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، سفير دولة قطر بالجزائر، أن الحركة الفلسطينية ” حماس ” تعد “حركة مقاومة شرعية تماما “، في رد صريح على تصريحات أدلى بها سفير السعودية بالجزائر، سامي بن عبد الله الصالح وأحدث بموجبها جدلا واسعا داخل الطبقة السياسية الجزائرية والفلسطينية عندما قال إن بلاده ” تعتبر حركة “حماس” حركة إرهابية “.
وذهب سفير دولة قطر لدى الجزائر إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، في كلامه الذي أدلى به للزميلة ” الخبر ” ” إن حركة حماس بالنسبة لبلاده حركة مقاومة شرعية مثلها مثل الثورة الجزائرية “، وقدم السفير القطري وجه الشبه بين ” حماس ” والثورة الجزائرية بخصوص مقاومة الإحتلال لكن هذا التشبيه يحمل بعض الضبابية بالنظر إلى أن الثورة الجزائرية كانت ثورة شعبية وطنية ولم تكن تنتمي لأي تيار سياسي أو إيديولوجي. في ذات السياق أكد الدبلوماسي القطري السهلاوي أن بلاده ” لا تدعم جماعة الإخوان المسلمين، لأن قطر دولة تدعم الحكومات وتقيم علاقاتها مع الحكومات. نحن دولة ولسنا حزبا سياسيا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حركة حماس المدرجة في قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها بالنسبة للدول العربية، حركة مقاومة شرعية تماما مثل الثورة الجزائرية المباركة، حيث حمل الجزائريون السلاح لطرد المحتل الغاصب من أرضهم “، واستغرب السهلاوي كيف أصبحت حماس ” متهمة بالإرهاب من قبل سفير دولة عربية ويتم الترويج لذلك في الجزائر، في وقت يحتفل الشعب الجزائري بانتصاره على المحتل وتحرير أرضه بالسلاح، وظهر وكأنهم لا يحترمون تضحيات الجزائريين”، ولم يحدد السفير القطري الدولة العربية التي أشار لها “.
وبهذه الأجوبة المدافعة عن حركة ” حماس ” تكون سفارة قطر قد ردت على تصريحات سابقة للسفير السعودي بالجزائر سامي بن عبد الله صالح الذي ألقى باتهامات ثقيلة صوب حركة المقاومة الفلسطينية ” حماس ” ورأتها بعض الأطراف الداخلية تطاولا على فلسطين من الجزائر التي لطالما دعمت الفلسطينيين بمختلف مشاربهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لكن الجزائر لم يكن لديها موقف رسمي اتجاه هذه التصريحات التي لا تلزم إلا أصحابها وهم السفير السعودي، لكن نقلت بعض التقارير نية قيادة ” حماس ” نقل بعض رجالها إلى الجزائر في ظل الحصار الشديد الذي يتعرضون إليه في الخليج والمشرق العربي، لكن حسب بعض المصادر لم يكن هناك جواب من السلطات الجزائرية التي تظل تفتح أبوابها لكل القيادات الفلسطينية مهما كانت انتماءاتهم الحزبية والسياسية.
على صعيد متصل، أكد السفير القطري إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، أن موقف الجزائر من الأزمة الخليجية “مشرف للغاية وينسجم مع سياستها الخارجية المبنية على أفضلية الحوار لحل الخلافات، والالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها، وهذا ما لم تحترمه دول الحصار “، مضيفا أن هذه المواقف ” تضع الجزائر في مرتبة الدولة التي يطمئن لها الجميع، وتؤهلها للعب دور فعال في حل الخلافات العربية- العربية “.
ولهذا تنقل بعض الجهات الدبلوماسية دور ما للجزائر في حلحلة الأزمة الخليجية لكن ليس هناك معلومات دقيقة مطروحة بهذا الشأن، بالنظر إلى عدم وجود طلب من الأطراف المعنية بالأزمة للجزائر بالتدخل والقيام بوساطة بين الفرقاء وعدم إعلان الجزائر بشكل رسمي نيتها الدخول على خط الأزمة ورعاية حوار بين الطرفين الرئيسيين السعودية وقطر بالرغم من أن الجزائر تقف على مسافة واحدة من مختلف الدول الخليجية وتربطها بها علاقات اقتصادية ودبلوماسية جيدة رغم التباين في المواقف الواضح في مختلف المسائل الإقليمية المشتركة.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / بين الوصف السعودي بالإرهاب والتشبيه القطري بالثورة التحريرية:
فرقاء الخليج يتراشقون حول حماس في الجزائر
فرقاء الخليج يتراشقون حول حماس في الجزائر