أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون من جيبوتي، مشيدا بالمرحلة الانتقالية التي اقترحها الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة غضب قطاع واسع من المعارضة والمتظاهرين، أليس موقف إيمانويل ماكرون تدخلا واضحا في الشأن الداخلي للجزائر؟
أعتقد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليست له أي مصلحة في أن لا تنجح عملية التغيير في الجزائر، لقد صرح قبل بداية الاحتجاجات في الجزائر، متخوفا من أي انزلاق، و قال بكل شفافية، بأنه قلق بشأن الوضع في الضفة الثانية للمتوسط، ولا ننسى بأن واردات فرنسا التي تأتي من الجزائر، ستتضرر إذا حدث أي انزلاق أمني، لذلك فالرئيس ماكرون لا يرغب في ذلك، هذا من جهة، من جهة ثانية، العلاقات بين فرنسا والجزائر، بدأت تصل إلى مرحلة النضج و لم تعد كما كانت في بداية سنوات الاستقلال، أكثر حساسية، وتصريحات ماكرون، هي تصريحات بروتوكولية كلاسيكية لا أكثر ولا أقل.
وجه مجموعة من المنتخبين فرونكو-جزائريين رسالة للرئيس الفرنسي تدعوه لمراجعة موقفه الذي قرئ في خانة دعم السلطة، هل تعتقدون أن ساكن قصر الإيليزيه سيقوم بخطوات إلى الوراء ؟
النخبة السياسية الفرنسية، كلها أو أغلبها، وصلت إلى درجة من الوعي ولربما استوعبت درس “العشرية السوداء”، كما أن الخوف على مصالحها سيتركها بعيدة عن التدخل في شؤون الجزائر. بالإضافة إلى الخوف من ردة فعل الجاليات الجزائرية الموجودة في فرنسا، في الظروف الراهنة التي تتميز باحتجاجات السترات الصفراء، التي هي بمثابة كابوس تعيشه الحكومة الفرنسية.
لماذا تخشى حكومة ماكرون من الحراك الشعبي في الجزائر الذي حمل عدة شعارات الجمعة الفارطة، مناهضة لها ؟
بحكم العلاقات التاريخية والاجتماعية، كما التبادلات الاقتصادية، فرنسا تبقى دائما وأبدا مهتمة بكل ما يجري في الجزائر.
كيف تفاعل الإعلام الفرنسي بمختلف توجهاته، مع الحراك الشعبي الحاصل في الجزائر منذ 22 فيفري الفارط ؟
الإعلام الفرنسي، تعامل مع احتجاجات الجزائر برقي كبير، وانبهر بسلميتها وحضاريتها، وعلق الصحفيون بأن الشباب الجزائري، واعي وكذلك المكان الذي احتلته النساء الجزائريات وكيف سيطرن على الشارع خلال هذه الاحتجاجات، لدرجة أن صحافيي الكثير من القنوات الإعلامية، انبهروا من جمال المرأة الجزائرية… هذه الاحتجاجات غيرت النظرة الدونية التي كانت لدى العالم حول الجزائريين، وأصبحوا الآن مضرب المثل.
نائب الوزير الأول، وزير الخارجية رمطان لعمامرة قام بزيارة لموسكو، ما هي قراءتكم لهذا الموعد الذي يأتي في ظرف حساس ؟
زيارة لعمامرة لموسكو في ظرف كهذا، توحي، لربما بخطوة تشاورية، لأن روسيا هي من بين الدول العظمى والفاعلة على الصعيد الدولي، لذلك الجزائر كما عرفت دائما وأبدا، سياستها الخارجية كانت دائما واضحة سواء في مجال العلاقات الثنائية أو حل النزاعات.
حاورها: إسلام كعبش