تعزز فرنسا من تواجدها العسكري في منطقة الساحل، في إطار مكافحة الإرهاب وكل ما يرتبط به، هذا ما بينته السفرية الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى النيجر، ولقاءه الرئيس النيجيري محمد إيسوفو والقوات العسكرية الفرنسية المنتشرة في النيجر في إطار عملية ” برخان “، حيث أكد ماكرون على أن فرنسا لن تترك شبرا واحدا للإرهابيين في الساحل.
وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القائد التارقي ومؤسس الجماعة السلفية ” أنصار الدين ” إياد أغ غالي بـ ” الإرهابي والمجرم “، مضيفا ” وهو الذي تقود فرنسا الحرب ضده بدون أي مفاوضات “. وقال ايمانويل ماكرون خلال لقاء صحفي نشطه مع الرئيس النيجيري إيسوفو في العاصمة نيامي حول إذا كانت فرنسا فتحت مفاوضات مع إياد غالي ” أنه لا يوجد مفاوضاوت حول الشخص الذي ذكرته، إنه إرهابي ومجرم، فليس عليك سوى شن حرب ضده بطريقة واضحة “. موضحا أن فرنسا ” تقودها بشكل واضح، مع النساء والرجال الشجعان الذين يخاطرون بحياتهم ضد قواته، وسوف يبذلون كل ما في وسعهم لتحييدها، مع قوات مجموعة جي5 التي هي في نفس العملية، وإذا اعتقدت ما لقد قيل لي، بنفس الوضوح والعزم نفسه من جانب جميع سلطات المنطقة “.
وكان إياد أغ غالي، لعب دورا أساسي في إطلاق سراح الرهائن الأوروبيين السابقين في مالي، وهو مؤسس جماعة أنصار الدين السلفية، التي اندمجت في مارس 2017 مع حركات إرهابية أخرى مكونين مجموعة ” دعم الإسلام والمسلمين ” الإرهابية في شمال مالي. ومن جهة أخرى، كان ايمانويل ماكرون عند توجهه إلى الجزائر في ديسمبر الماضي، قد أجرى محادثات معمقة مع السلطات الجزائرية خاصة حول منطقة الساحل، وقوة الدعم المشتركة جي5 التي شكلتها فرنسا ورفضت الجزائر المشاركة فيها بالرغم من الإرادة الفرنسية التي أبداها ماكرون أمام السلطات الجزائرية للقبول بلعب دور ولو في إطار الدعم اللوجيستي لهذه القوات العسكرية المرابطة على طول حدود خمسة بلدان من الساحل.
من جانب آخر، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول أمس، خلال تفقده القوات الفرنسية في النيجر، على ضرورة دعم التنمية في دول الساحل، معتبرا أنه عامل لا بد منه للاستقرار في هذه المنطقة على المدى الطويل. وقال ماكرون لنظيره النيجري محمدو إيسوفو في زيارة عمل وصداقة ” نجاحكم هو نجاحنا “، وكثيرة هي التحديات في النيجر، أحد أفقر بلدان العالم الواقع في منطقة الساحل الإفريقي التي تعاني من نشاط جماعات إرهابية ومهرّبين وأزمة مهاجرين.
وقال الرئيس النيجري محمد إيسوفو في المؤتمر الصحفي ذاته إن ” الأمن والديموقراطية والتنمية تشكل معا ” طرق مواجهة هذا الواقع الصعب المرتبط “بالفقر وانعدام الأمن وضعف الديموقراطية “، ومضيفا أن ” الحل لا يمكن أن يكون أمنيا فقط “. ووصف محمدو يوسفو الرئيس الفرنسي بأنه ” صديق للنيجر “، وطالب فرنسا بتقديم المساعدة من خلال ” خطة النهضة ” التي أثارت اهتمام الشركاء الدوليين المجتمعين في باريس والمستعدين لاستثمار 23 مليار يورو في هذا البلد.
وشدد إيمانويل ماكرون في المؤتمر الصحافي نفسه على أن إطلاق البرنامج الفرنسي سيساعد النيجر على زيادة عدد الفتيات اللواتي يتابعن التحصيل الدراسي في مرحلة ما بعد التعليم الأساسي، وهي نسبة ضعيفة حاليا.
وهذا البرنامج الذي رصدت له فرنسا 15 مليون يورو يرمي إلى ” تعزيز سياسية تمكين الفتيات “، بحسب ماكرون الذي سبق أن جعل هذا الهدف من الأولويات في خطابه إلى “الشباب الافريقي” الذي ألقاه في واغادوغو في نوفمبر الماضي، وهذا البرنامج يتيح تمويل المساعدات العائلية التي ستكون مشروطة بإرسال الأولاد إلى المدرسة، وخصوصا الفتيات، وقال ريمي ريو المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية الموجود في نيامي ” في كل البلدان التي مُنح فيها هذا النوع من المساعدات، لاحظنا تحسنا ” في نسبة الالتحاق بالمدارس. ورأى يوسفو أن هذه السياسة من شأنها أن تساهم في ” وضع حد للزيجات المبكرة ” التي لا توفّر أحيانا فتيات في الثانية عشرة ينجبن مرات عدة وهن في سن المراهقة.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / ماكرون يرفض التفاوض مع إياد أغ غالي :
فرنسا تؤكد أنها لن تترك مكانها للإرهاب في الساحل
فرنسا تؤكد أنها لن تترك مكانها للإرهاب في الساحل
ماكرون يرفض التفاوض مع إياد أغ غالي :
الوسومmain_post