جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب أن قوات بلاده لن تنسحب من شمال مالي ولا من منطقة الساحل، عكس التصريحات السابقة التي كان قد أدلى بها مسؤولون فرنسيون بخصوص انسحاب القوات الفرنسية تدريجيا من شمال مالي ومنطقة الساحل، وتعويضها بالقوات المشتركة لخمسة دول افريقية.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي، في تصريح للصحافة خلال زيارته لقوات بلاده بمدينة غاو شمالي مالي أول أمس، أن قوات بلاده الموجودة في شمال مالي لا تعتزم الانسحاب بعد ست سنوات من مواجهة الإرهابيين في المنطقة، وأوضح قائلا”” فرنسا ستكون إلى جانب مالي طالما كان ذلك ضروريا”، مؤكدا أن “المهمة في الساحل الأفريقي مازالت طويلة”.
وأشار إلى ضرورة مواصلة الحكومة في مالي لجهودها في تنفيذ اتفاقيات الجزائر للسلام 2015.
من جانبه، أشاد رئيس وزراء مالي، سومايلا بوبي مايغا، بالدور الفرنسي في دعم بلاده في مواجهتها للإرهاب مشيرا إلى أن القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل تواجه عدة مشاكل.
يأتي تصريح رئيس الوزراء الفرنسي مناقضا لتصريحاته السابقة وتصريحات مسؤولين فرنسيين بخصوص انسحاب قوات بلادهم من شمالي ومنطقة الساحل تدريجيا لتعويضها بالقوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل في إطار عملياتها لمكافحة الارهاب، على أن يبقى دور فرنسا منحصرا فقط في الإشراف على هذه القوات، وقد يعكس تراجع فرنسا عن الانسحاب من المنطقة على فشل خطتها السابقة بشأن تدخلها العسكري في المنطقة منذ 2013، والتي كانت بحجة مساعدة القوات الحكومية على إخراج الإرهابيين المنتمين لتنظيم القاعدة بشمال مالي.
هذا وترى فرنسا أن لتواجدها بشمالي مالي ومنطقة الساحل عموما دور كبير وهام في حماية المنطقة من الجماعات الإرهابية، وهي التي كانت قد نشرت نحو 4 آلاف جندي فرنسي في دول الساحل الإفريقي في إطار عملية ” برخان ” لمحاربة هذه الجماعات.
ويدخل السعي المتواصل لفرنسا لتحقيق وجود مستمر في القارة الإفريقية ضمن الحسابات الفرنسية المتعلقة بالحيلولة دون الابتعاد عن إفريقيا، على اعتبار أن هذا الارتباط يتعلق ببقاء واستمرار الدولة الفرنسية كقوة عظمى، و بالنظر لمصالحها في المنطقة، خصوصا وأنها الدولة الأوروبية الأولى من حيث قوة نفوذها في الساحة الإفريقية.
رزيقة.خ