أجاب سفير فرنسا بالجزائر السيد كزافييه دريونكور أول أمس بقسنطينة عن انشغالات الإعلام بخصوص”ملف الذاكرة بين الجزائر و فرنسا” وكشف السفير أن الملف يتقدم بسرية و أحيانا بسرية كبيرة لكنه يتقدم”
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع مسألة الاستعمار “بطريقة هادئة و بدون مركب نقص” وبعيدا عن ملفات الذاكرة،عرج السفير باهتمام بالغ للحدث عن الاقتصاد وعراقيل الشراكة ،ويفضل الفرنسيون الحديث عن الجانب الاقتصادي بين
البلدين،خاصة منذ مجيئ ايمانويل ماكرون الذي يمثل جيلا جديدا من القيادات التي تولي اهتماما بالمستقبل أكثر من تجاذبات الماضي.
وبحكم خبرة السفير الفرنسي واطلاعه على حركة الاقتصاد في الجزائر،فلم يخفي المتحدث أمام الإعلام نظرته قائلا أن “السوق الجزائرية تبدو صعبة لكنها تبقى مفيدة بالنسبة للاستثمارات الفرنسية” مضيفا بأنها “صعبة خاصة على المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي تجد صعوبة في تحديد شركاء جيدين .
و أضاف السفير أن عديد الرسميين الفرنسيين قاموا بزيات إلى الجزائر ودعا الطرفين الفرنسي و الجزائري إلى شراكة مستدامة . وتشير تصريحات السفير الفرنسي إلى عديد المشاكل التي انتقدها الشركاء الاقتصاديين الأجانب وفي مقدمتها عراقيل السوق العقاري،وسيطرة السوق الموازية وتوفر رجال أعمال وهميين لاينشطون في مجال الاستثمار الحقيقي إضافة إلى عراقيل العمليات الجمركية وبطئ التمويل البنكي ….
ويتابع السفير الفرنسي منذ تعيينه نشاط عديد رجال الأعمال الجزائريين، وكان
قد زار مجمع “كوندور” الكترونيكس ووصفه بنموذج النجاح في مجال الإبداع التكنولوجي، كما عبر عن اعجابه بالوحدات الإنتاجية الضخمة التي يمتلكها المجمع، و كشف السفير عن جاهزية فرنسا لعقد شراكات تجارية وصناعية في المجالات التي يتخصص فيها “كوندور”، علما بأن هواتف كوندور الذكية تسوق منذ فترة في السوق الفرنسية.
كما تفقد سفير فرنسا مصنع إنتاج رونو بواد تليلات جنوب وهران، ويقيم سفير فرنسا منذ سنوات علاقات وطيدة مع رجال أعمال جزائريين،ويتابع قوانين السوق الجزائرية بشكل دقيق.
وكان بيار غتاز رئيس أبرز منظمة لأرباب العمل بفرنسا، قد دعا الشركات والمقاولين إلى التواجد في صلب تقوية العلاقات بين الجزائر وفرنسا ، و أضاف “لكن من أجل التحرك نحتاج إلى مؤشرات، والاقتصاد الجزائري يجب أن ينفتح أكثر”.
وأوضح غتاز أن الشركات الفرنسية “تحتاج إلى وضوح أكثر في الحوار مع الإدارة، والى تسهيل الإجراءات الجمركية في ما يتعلق بالاستيراد”.
ومن جهته علق يوسف يوسفي أن “العراقيل الإدارية موجودة وسنعمل على إزالتها” مشيرا إلى أن “الكثير من الشركات في العالم واعية للقفزة الجديدة في الجزائر وهم يأتون للاستثمار “.
واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ فترة قصيرة كلا من الرئيس المدير العام لمجمع سوفيتال يسعد ربراب، والرئيس المدير العام لمجمع كوندور عبد الرحمان بن حمادي، إلى باريس من أجل حضور اللقاء الذي يجمع رجال أعمال ومال من عدة بلدان ،وتم اختيار الرجلين بفعل النجاح الذي أحرزاه اقتصاديا، لحضور قمة خصصت لمدى جاذبية فرنسا في الشأن الاقتصادي
والتي تم خلالها الإعلان عن بعض الاتفاقيات الخاصة ببعض الاستثمارات، حسبما أعلن عنه قصر الإليزيه . وحضر اللقاء رجال أعمال فرنسيين بالإضافة إلى رجال أعمال ومال من عدة دول لدراسة سبل التعاون والاستثمار بينهم.
وبدت أن علاقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برجل الأعمال ربراب جيدة، منذ تعيينه رئيسا لفرنسا ،وهنأه ربراب في تغريدة على حسابه في تويتر، بمناسبة تقلده مقاليد السلطة بالإليزي، وأرفق ربراب تهنئته للرئيس الفرنسي بصورة سابقة له مع ماكرون تبين طبيعة العلاقة التي تربط الرجلين، خاصة أن الأخير كان وزيرا للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة إيمانويل فالس الثانية.
يذكر أن رجل الأعمال ربراب كان قد استُقبل من عدة رؤساء دول، على غرار الرئيس الإيطالي والرئيس البرازيلي ميشال تأمر، لبحث مشاريع الاستثمار للمجمع في بلدانهم، لاسيما أن مجمع سوفيتال يملك استثمارات كبيرة في عدة بلدان خاصة في إفريقيا.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / السفير الفرنسي كزافيي دريانكور:
فرنسا تريد الانفتاح على الاستثمار بعيدا عن الذاكرة
فرنسا تريد الانفتاح على الاستثمار بعيدا عن الذاكرة
السفير الفرنسي كزافيي دريانكور:
الوسومmain_post