السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / بعد كل الجهود الجزائرية لتجريم الفدية :
فرنسا تستنفر العالم لمكافحة تمويل الإرهاب

بعد كل الجهود الجزائرية لتجريم الفدية :
فرنسا تستنفر العالم لمكافحة تمويل الإرهاب

• بن عمر بن جانة: “تمت عرقلة الجزائر بخصوص إصدار لائحة لتجريم تمويل الإرهاب”
تحتضن فرنسا ندوة دولية تحت شعار ” لا أموال للإرهاب : مؤتمر محاربة تمويل داعش والقاعدة ” بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون، وبمشاركة عربية ودولية تفوق 70 دولة، ما عدا سوريا وإيران. ويحمل موضوع الندوة الفرنسية نفس الموقف الذي تظل الجزائر ترفعه في المحافل الدولية والقارية في إطار استراتجيتها المتعلقة بمكافحة شاملة للإرهاب والتطرف العنيف.
حشدت باريس، بداية من أمس، وخلال يومين،( يدوم إلى غاية اليوم، الأربعاء والخميس ) من أجل مؤتمرها الدولي لمحاربة تمويل الإرهاب، ، عدد كبير من ممثلي الدول إضافة إلى ممثلي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، الأمم المتحدة ومجموعة جي7 وجي20 بمقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في العاصمة الفرنسية.
وتتجه فرنسا نحو الدفع بسياسة جديدة، في إطار مكافحته للإرهاب في سوريا والعراق ومنطقة الساحل، من خلال تجريم دفع الأموال للمجموعات المتطرفة، والتعامل معها عسكريا ووفق الأطر القانونية فقط، خاصة أن التنظيمات الإرهابية أصبحت اليوم تحوي خزائنها على كميات كبيرة من الأموال. وهي نفس النظرة التي تحملها الجزائر من خلال تجربتها الطويلة في هذا الميدان، حيث سبق للجزائر أن احتضنت عدة ندوات دولية حول نفس الموضوع ” مكافحة تمويل الإرهاب ” وإن كان في القارة الإفريقية، في إطار الجهود التي تبذلها في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل والقضاء على مصادره من جهة وتعزيز التنسيق و التشاور بين البلدان الإفريقية حول القضايا الأمنية، على غرار مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف والمتاجرة بالأشخاص والمخدرات والتهريب.
كما أن الجزائر في إطار نفس المساعي، نظمت عدة ندوات واجتماعات على غرار الندوة رفيعة المستوى حول الإرهاب التي نظمت مناصفة مع الاتحاد الإفريقي بوهران في ديسمبر الماضي والتي عرفت مشاركة عدة بلدان إفريقية.
وأشار وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل على أن احتضان الجزائر للندوات المتعلقة بتجريم تمويل التنظيمات الإرهابية ” ينم على تأكيدها من جديد وعلى التزامها الدائم في إطار المكافحة الشاملة للإرهاب، لا سيما التضامن مع مجمل دول القارة في الوقت الذي يعاني فيه عدد كبير من دول المنطقة من التهديد الإرهابي”، وأكد عبد القادر مساهل باسم الجزائر أنه من ” الضروري أن تسطر القارة إستراتيجية لمكافحة تمويل الإرهاب بكل أشكاله المختلفة، لا سيما من خلال إدراج تنمية اقتصادية واجتماعية وتطوير الاقتصاد وتشجيع الشفافية وتنمية الحكم الراشد “.
ويرى الخبير العسكري العقيد المتقاعد بن جانة بن عمر أن محاربة تمويل الإرهاب لن تكون عبر اللقاءات والمؤتمرات الدولية وإنما بتجسيدها على أرض الميدان، وشدد العقيد المتقاعد بن جانة في تصريح لـ ” الجزائر ” أن ” النية غير متوفرة بالنسبة للجانب الفرنسي لمكافحة حقيقية لتمويل الإرهاب “، مشيرا إلى أن التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر ستكون ” ورقة ضغط ” على الدول الضعيفة لتطبيقها، في حين أن الدول الكبرى غير معنية بها.
في ذات السياق، شدد الخبير العسكري والأمني بن عمر بن جانة على ” النضال المستمر للجزائر حول تجريم دفع الفدية للمجموعات الإرهابية “، رغم وجود قوانين تمنع منح الفدية إلا أن التجريم لم يحصل بعد وهذا ما تطمح إليه الجزائر، أي الذهاب نحو ” تجريم أممي لدفع الفدية وتمويل الإرهاب ” يقول بن جانة. وأضاف المتحدث قائلا ” تحاول الجزائر عبر دبلوماسيتها متعددة الأطراف افتكاك إصدار لائحة أممية ضمن الفصل السابع يجرم دفع الفدية للإرهابيين لكن كانت دائما مساعيها تتعرض للعرقلة “.
وحسب أوساط مقربة من قصر الرئاسة الفرنسية ” الإليزيه “، فإن الرئيس ماكرون ” يريد أن تكون له الريادة في هذا الملف “، خاصة أن المجموعات الإرهابية رغم هزائمهم المتعددة، فإنها “ما زالت موجودة، وعرفت أن تتأقلم مع الأوضاع الجديدة، وتغير وتطور أساليبها في العمل والتحرك “.
ولذلك، فإن باريس تعتبر أنه يتعين ” استمرار التعبئة لمحاربة الإرهاب، والتركيز إلى جانب العمل العسكري والأمني على تجفيف منابع التمويل “. وتضيف المصادر الفرنسية التي أوكلت إليها مهمة الإعداد للمؤتمر أن عملا كهذا ” يتطلب تعبئة المجتمع الدولي، وكل ما يملكه من آليات وإمكانيات، ليكون العمل فعالا “.
وقالت مصادر رسمية فرنسية، إن إيران ” ليست شريكا سهلا “، وإن الجهة الداعية ” لم ترغب بدعوتها إلى المؤتمر لتلافي إدخال طرف من شأنه جلب عناصر بلبلة وتشويش ” على أعماله، في إشارة إلى الخلاف الكبير المستحكم بين عدد من بلدان مجلس التعاون الخليجي وإيران.
في سياق متصل، كشفت الإذاعة الفرنسية ” أوروبا 1 ” في تحقيق بثته، أن تنظيم ” داعش ” يمتلك رأس مال قد تصل قيمته إلى ثلاثة مليارات دولار، حسب آخر تقديرات الاستخبارات الفرنسية. وأفادت الإذاعة أنه بإستطاعة هذا التنظيم ” مثلا شراء شركة الخطوط الجوية الفرنسية التي تقدر قيمتها بهذا المبلغ “. وقالت ذات المحطة إن هذا المبلغ الضخم يثير قلقا بالغا لدى المتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب الذين المجتمعين في باريس، لمناقشة تمويل الإرهاب الدولي وسبل التصدي له.
إسلام. ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super