تعد مادة الخبز مصدر الغذاء الرئيسي في الجزائر، حيث ظل طيلة السنوات الماضية وحتى في قانون المالية الجديد، يحظى بدعم الحكومة، في إطار سياسة دعم المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، اين أفردته الدولة مبلغ 17 مليار دولار للدعم.
تشهد المراكز التجارية على غرار “أرديس” و”كارفور” إقبالا منقطع النظير على مخابزها، بعد أن بلغ سعر الخبزة الواحدة 09 دنانير مقابل 15 دينارا بالمخابز المنتشرة عبر المدن والأحياء، ما جعل الجزائريين يتهافتون لاقتنائه من هذه الفضاءات، في ظل موجة الزيادات التي أحرقت جيوبهم.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس اللجنة الوطنية للخبازين، باييش فوزي، في تصريح خص به “الجزائر”، أن توحيد سعر الخبز بهذه الفضاءات التجارية سيتسبب في خسائر فادحة لممتهني الخبازة، محذرا من إفلاس وطني، لأن تكلفة إعداد خبزة صحية ومتوازنة كانت تقدر بـ 11.5 دينار في 2014 وأصبحت الآن 12.48 جراء الزيادات في المواد الأساسية، كما أكد أن المراكز التجارية لم توحد سعر الخبز عبثا، فهي معروفة بصنعها العديد من أنواع الخبز يصل البعض منه إلى 200 دينار، مشيرا ان الفرد الجزائري ” ذواق ” بطبعه وفضوله سيحمله الى شرائها، ما يجعلها تعوض تلك التسع دنانير أضعافا.
وكشف ذات المتحدث ان اللجنة الوطنية للخبازين قد راسلت الحكومة الخميس الماضي، من أجل المطالبة بإنشاء لجنة تقنية تدرس التكلفة الحقيقية لإنتاج الخبر، بالاضافة الى اعتماد فرينة ب 80 في صناعة الخبز، وهي فرينة اقتصادية يميل لونها الى البني كونها تحتوي على القليل من النخالة، مشيرا ان بعض المخابز قامت بتجربتها، وأعطت نتائج إيجابية، حيث لم يتغير طعم ولون الخبز الذي لم يظهر عليه تغيير، كما أثبتت النتائج المخبرية الفوائد الصحية لهذه الفرينة.
وحسب المتحدث، فإن استعمال هذه المادة سيوفر مبالغ مالية بالعملة الصعبة لخزينة الدولة التي ستخفض من استيراد الفرينة بنسبة 30 من المائة، وذلك من خلال الاستعانة بالإنتاج الوطني الذي يوفر النسبة ذاتها، مشيرا إلى أن مادة الفرينة التي ستخصص لصناعة الخبز ستستجيب لمطالب الخبازين والمستهلكين وحتى أصحاب المطاحن، وفي حال تخفيض سعر الفرينة سيتمكن الخبازون من الحصول على هامش ربح مريح، ولن يضطروا لرفع سعر الخبز.
كما لا يمكن استخدام هذه الفرينة إطلاقا في صنع مواد أخرى، حيث يهدف الإجراء إلى توجيه الدعم لصناعة الخبز فقط، بعد أن تم اكتشاف أن حوالي 50 من المائة من مادة الفرينة المدعمة من طرف الدولة لا توجه لصناعة الخبز بل نحو مواد كمالية كالحلويات.
وقال باييش فوزي، إن ارتفاع سعر المواد الأساسية التي يستعملها الخباز لإعداد الخبز في الأسواق المحلية، على غرار الخميرة التي تضاعف سعرها من 2200 دينار إلى 4200 دينار لـ 10 كلغ، والمحسنات الضرورية لإنتاجه التي ارتفع سعرها من 1900 دينار إلى 3200 دينار، إضافة إلى فاتورتي الماء والكهرباء المتضاعفة بالنسبة للمخبزات في الثلاث سنوات الأخيرة، وأجرة العامل في هذا القطاع كذلك.
5 آلاف مخبزة أغلقت خلال 5 سنوات
من جابنه، أكد رئيس جمعية التجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، في وقت سابق أن هامش الربح في الخبزة منعدم لتساوي تكلفة الإنتاج مع سعر بيعها، موضحا بأنه لا يمكن الحديث عن نوعية الخبزة بسبب النوعية الرديئة للفرينة المستعملة بالجزائر، وقال إن الخباز اليوم أمام خيارين إما رفع السعر أكثر من 12 دج للخبزة، أو خفض وزن الخبزة حتى يتفادى الخسارة.
وأضاف بولنوار أن 4000 إلى 5000 مخبزة أغلقت خلال الخمس سنوات الأخيرة، مطالبا السلطات الوصية بالتدخل عاجلا، لأن الخبازين لا يمكنهم الصمود كثيرا أمام المشاكل التي يعرفها القطاع، كما أعلن بولنوار عن إنشاء ناد للخبازين الجزائريين تحت إطار جمعيته يعنى بتكوين الخبازين.
للتذكير، فقد وافقت وزارة التجارة منذ ما يقارب السنتين على استعمال مادة الفرينة التي تحتوي على جزء من النخالة في صناعة الخبز، وذلك بهدف الاستغناء عن استعمال الفرينة الحالية التي تكلف خزينة الدولة مبالغ مالية كبيرة كونها مستوردة بنسبة 100 من المائة، الا أن هذا الإجراء لم يدخل حيز التطبيق.
وقد عمد بعض الخبازين إلى رفع تسعيرة الخبز المدعم من 10 دنانير إلى 15 دينار وهو إجراء غير قانوني حسب مسؤولي الشعبة الذين طالبوا بتفادي هذه الزيادات العشوائية إلى غاية مراجعة التسعيرة من العام الداخل وإعادة النظر في هوامش الربح.
نسرين محفوف
الرئيسية / الوطني / بعد أن وحدت المراكز التجارية سعر الخبز بـتسعة دنانير:
فوزي باييش: “الخبازون مخيرون بين الاحتجاج والإفلاس”
فوزي باييش: “الخبازون مخيرون بين الاحتجاج والإفلاس”