جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
خلفت الأمطار الطوفانية التي شهدتها ولاية تبسة ليلة الأربعاء إلى الخميس، حالة من الهلع والغضب في أوساط سكان المناطق المتضررة، وحتى باقي ولايات الوطن ،هذا وإتهمت جمعيات وأحزاب المسؤولين المحلين بالتقاعس في أداء مهامهم وتهربهم من مسؤولياتهم في مراقبة المشاريع المنجزة كتهيئة الطرقات، وتنظيف البالوعات،وإنجاز مشاريع مغشوشة دون رقيب أو حسيب. أوفدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية لجنة وزارية من أجل الوقوف على حجم الخسائر التي ألحقتها الفيضانات بولاية تبسة بحسب ما أعلن عنه وزير الداخلية نور الدين بدوي أول أمس الخميس ،وكتب بدوي على صفحته الرسمية على الفيسبوك “على اثر الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها ولاية تبسة ، قررت إيفاد لجنة وزارية مشتركة بالتنسيق مع القطاعات المعنية، للوقوف على مدى الأضرار و اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع السلطات المحلية قصد التكفل بالمتضررين”. وتسببت الفيضانات التي شهدتها ولاية تبسة، بهلاك طفل يبلغ 5 سنوات من العمر، بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة، حيث غمرت المياه عديد السكنات بعدما وصلتها سيول جارفة في كل من شارع هواري بومدين وطريق عنابة وحي باب الزياتين وطريق قسنطينة ووسط المدينة وحي المرجة وغيرها،وقد شهدت مدينة تبسة تساقط أمطار غزيرة مرفقة بحبات البرد ما أدى إلى انسداد للبالوعات وغمرت مياه سيول الأمطار معظم المنازل والعمارات وجرفت السيارات. وأعادت صور الفيضانات بولاية تبسة نفس صورة حملة باب الواد التي أودت بحياة المئات من الجزائريين جراء سياسة البريكولاج التي ينتهجوها المسؤولين المحليين.
شلغوم: “القائمون على المشاريع الكبرى متهمون بالتهاون في إجراء الدراسات التقنية والجيوفيزيائية”
من جهته اتهم رئيس نادي المخاطر الكبرى، البروفسور عبد الكريم شلغوم،في تصريح له القائمين على المشاريع الكبرى في الجزائر بالتهاون في إجراء الدراسات التقنية والجيوفيزيائية، والتسرع في تجسيد المشاريع على حساب النوعية،وعن أسباب الفيضانات والسيول التي اجتاحت مختلف ولايات الوطن،على غرار أدرار وتمنراست وتبسة أرجعها المسؤول إلى سوء التخطيط العمراني وغياب الرقابة من طرف المسؤولين ،هذا وحذر من وقوع كوارث غير متوقعة قد تودي بحياة أعداد كبيرة من المواطنين خلال المواسم القادمة،ونفى عبد الكريم شلغوم أن يكون الخطر المناخي سببا في الكوارث الحاصلة على اعتبار أن كميات الأمطار المتهاطلة نسبية ومعقولة جدا،و أضاف المتحدث أن فشل سياسة التخطيط العمراني والمتابعة و الرقابة من طرف المصالح الولائية والوزارية سبب رئيس في ما يحدث، وكان رئيس نادي المخاطر الكبرى، البروفيسور عبد الكريم شلغوم، قد حذر من أن قرابة مليوني مسكن في الجزائر مهددة بالانهيار بسبب المشاريع السكنية المبنية على حواف الوديان،وقال إن غالبية المشاريع التي تم إنجازها منذ 1999 لم تخضع لدراسة وافية، خاصة على مستوى وضعية الأرضية نظرا لإستعجالية الإنجاز التي تطلبها وزارة السكن بهدف حل مشكلة الإسكان في البلاد، وأشار في نفس التصريح أن التقلبات الجوية التي تجتاح ولايات الوطن منذ أيام كشفت هشاشة السياسة الوقائية التي تنتهجها الجزائر ضد الكوارث الطبيعية، وقال شلغوم أن الاستشارات و التوصيات التي قدمها الخبراء بهدف مواجهة مثل هذه المخاطر، لا تجد اهتماما من طرف المسؤولين . 100 مليار دج وزعت على الولايات بهدف حماية المدن من الفيضانات من جهته كشف المفتش العام لوزارة الموارد المائية عن تخصيص منذ سنة 2010 مبلغا ماليا بأكثر من 100 مليار د.ج موزع عبر ولايات الوطن بهدف حماية المدن من الفيضانات،وكشف ذات المسؤول في تصريح له عن تسخير أزيد من 110 أعوان تابعين لمديريات الموارد المائية و الديوان الوطني للتطهير لـ 5 ولايات مجاورة لولاية تبسة المتضررة و هي سوق أهراس و خنشلة و باتنة و قالمة و أم البواقي، إلى جانب قرابة 250 آلية و عتاد تقني لشفط المياه التي غمرت المنازل و إزالة الأوحال من الطرقات. بالمقابل كشف المدير العام للهياكل بوزارة الأشغال العمومية و النقل بوعلام شطيبي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن وزارة الأشغال العمومية و النقل ستخصص غلافا ماليا هاما يقدر بـ 25 مليار دج لتحسين وضعية شبكة الطرقات الرئيسية على المستوى الوطني مشيرا إلى أن ولاية تبسة ستستفيد بحصة هامة سيتم تحديدها كما قال- وفقا للاحتياجات المسجلة.
رزاقي.جميلة