الأربعاء , ديسمبر 25 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة /  في الذكرى التاسعة لوفاة الطاهر وطار: دعوات لاعادة الروح  للجمعية الثقافية “الجاحـــظية”

 في الذكرى التاسعة لوفاة الطاهر وطار: دعوات لاعادة الروح  للجمعية الثقافية “الجاحـــظية”

 

 

 

مرت أمس الذكرى التاسعة لرحيل الكاتب الجزائري الطاهر وطار، أحد أبرز رواد الرواية الجزائرية والعربية الحديثة.

وفي كل مرة تعود فيها الذكرى، إلا ويعود الحديث عن جمعية “الجاحظية”، التي ورغم تنظيم بعض النشاطات خلال بداية العام الجاري، إلا أنها نشاطات غير مدروسة ومنتظمة، ولم تستقطب اهتمام المثقفين، مثلما كانت قبلا الجمعية قبلة لمحبي الإبداع والثقافة.

صراعات كثيرة:

كانت قد أفضت الجمعية العامة التي انعقدت أوائل العام الفارط، بتقرت لانتخاب جليل دلهامي رئيسا، وهو مالم يهضمه الكثير، ما ادخل الجمعية في صراع بين الأعضاء الجدد والقدامى.

وفي ظل الصراع القائم بين أعضائها القدامى والجدد، تعنت الأعضاء السابقون عن منح القيادة للأعضاء الجدد، وآثروا التشبث بمناصبهم في المكتب الوطني للجمعية، حفاظا على مصالحهم، وقطع الطريق أمام الجدد، وهو ما أدخل الجمعية في نفق مظلم، قضى عليها ككيان ثقافي عريق.

إلى ذلك أعلن آنذاك الأعضاء الجدد، على مباشرة الإجراءات القانونية اتجاه أعضاء جمعية “الجاحظية” القدامي، وذلك من اجل تقلد مناصبهم في تكوين المكتب الوطني، على أساس “الشرعية”، إلا أن القدامى رفضوا تسليم الجمعية لهم، حيث اعتبر رئيس “الجاحظية” محمد تين بأن الانتخابات لم تكن نزيهة وغير قانونية واستعمل فيها الغش والتزوير.

الروح غائبة:

وشهد موسم 2017 و2018 ركودا واضحا للجمعية التي تأسست في 1989 من قبل الطاهر وطار ومجموعة من أبرز الوجوه الثقافية في الجزائر، أما سنة 2018 ورغم تجديد المقر وطلائه، وتنظيم بعض النشاطات الأدبية والأمسيات الشعرية والمعارض التشكيلية، إلا أن هذا لم يشفع لإعادة الروح لهذه الجمعية، التي غابت تماما عن واجهة الحياة الثقافية.

وفي كل مرة كانت تتعالى أصوات الكثير من الأدباء والكتاب انتقادا لتغييب الجمعية واغتيالها، معتبرين إن الرئيس محمد تين أخفق في تسييرها، وعليه أن يسلم المشعل لمن هم أهل لها.

هكذا تأسست “الجاحظية”:

تأسيس جمعية “الجاحظية”، بحسب الصحفي والكاتب الخير شوار، كان  في أجواء التحولات الكبيرة بعد أحداث الخامس من أكتوبر  1988، وبعد خمس سنوات من إجباره على التقاعد في سن الـ48 من حزب “جبهة التحرير الوطني” (الحزب الواحد الحاكم حينها)، واعترف بعدها في مذكراته المنشورة بأنه كان يفكر في الانتحار ولم ينقذه إلا هذا المشروع الثقافي الكبير الذي أعاد إليه الرغبة في الحياة.

وحسبه، فإن فكرة تأسيسها كانت باعترافه هو تعود إلى صديقه الشاعر المفكر يوسف سبتي الذي اغتيل بعد ذلك بطريقة بشعة وفي ظروف غامضة في تسعينات القرن العشرين، فقد التقى اقتراح الشاعر يوسف سبتي مع مبادرة الطاهر وطار، لتجتمع نخبة من أبرز الوجوه الأدبية، منهم الروائي واسيني الأعرج والروائي مرزاق بقطاش والروائي الحبيب السائح والشاعرة زينب الأعوج والجامعي عبد القادر بوزيدة والكاتب والباحث عبد الحميد بورايو، حيث كان اللقاء في بيت الطاهر وطار في شهر ماي 1989، ليوقعوا ميلاد “جمعية الجاحظية” بحثا عن “عقلانية جديدة” في جزائر كانت مقبلة حينها على مصير غامض، ويصبح شعار الجمعية بعدها “لا إكراه في الرأي”. ورغم أن الجمعية حملت هذا الشعار الجميل منذ البداية فإن الخلاف بدأ يدب في صفوف مؤسسيها وانسحب الكثير منهم، وبقي وطار وحده من المؤسسين، ليشتغل مع أجيال مختلفة، وشخصيات كثيرة تغيرت وجوهها في كل مرحلة من مراحل الجمعية.

صبرينة كركوبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super