يعود اليوم الدولي للمسرح الذي تم الاحتفال به لأول مرة في 27 مارس 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم “مسرح الأمم” في باريس، لتعود معه بذلك أوجاع المسرح الجزائري، الذي يبقى يعاني رغم كل المجهودات المبذولة من طرف وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة التي عملت منذ أشهر، على تنصيب أعضاء ورشة العمل، الخاصة بإصلاح المسرح، وذلك ضمن إستراتيجية تطوير العمل المسرحي بالجزائر، إلا أن ذلك فجر غضب بعض الممتهنين لهذا الفن والذين عبروا عن عدم رضاهم، كما أعلنت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، مؤخرا في كلمتها الافتتاحية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، عن تخصيص يوم وطني للمسرح الجزائري، يصادف 8 جانفي، وهو تاريخ يصادف يوم تأميم المسرح الوطني عام 1963، كما تعتزم الوزارة تنظيم ملتقى الاستراتيجيات الوطنية والدولية في تسيير المسارح المزمع عقده ضمن احتفالية اليوم العالمي للمسرح، و ذلك من 27 إلى 29 مارس الجاري بالمسرح الوطني الجزائري، والذي من المنتظر خلال هذا الملتقى الكشف عن أرضية عمل اللجنة الوطنية لإصلاح المسرح.
مسرحيون بين التشاؤم والتفاؤل:
المسرحي محمد شرشال وبخصوص اليوم الدولي للمسرح انتقد سياسة الوزارة والذي قال بأنها تمارس المحسوبية وتحارب بكل الطرق الطاقات الثقافية الحقيقية من خلال أرمادة من المستشارين والإداريين، معتبرا أن ما تقوم به الوزارة خاصة في المسرح لن يعمل على ترقيته والنهوض به، فهو يرى العكس، فالمسرح الجزائري مقبل على مرحلة تدجين، تسطيح و تتفيه. قد أكون خاطئا ولكن القاعدة تقول أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج … وغدا لناظره لقريب.
من جهته قالت الممثلة ورئيسة تعاونية مسرحية فتيحة وراد، بان يوم 27 مارس، أصبح تقليدا عالميا للاحتفال بالمسرح، مضيفة أن مشكلة المسرح الجزائري ليست في قلة الامكانيات بسبب التقشف، بل هو يعاني من تقشف ذهني، فهناك تقشف في الأداء، وفي غياب نصوص مسرحية جيدة وذات مستوى رفيع، خاصة أمام إبعاد المسرحيين الحقيقيين الذين تكونوا ودرسوا في معاهد متخصصة وعلى يد عمالقة في المسرح، إضافة إلى غياب مكان يلتقي فيه المسرحيون من مؤلفين ومخرجين وممثلين لمناقشة واقع المسرح وإشراك الجميع في خلق نصوص مسرحية تطرح قضايا يعيشها الشعب الجزائري بمختلف فئاته.
وراح الممثل والمخرج المسرحي علي جبارة إلى اعتبار أن الأزمة تعود إلى عصر البحبوحة، أين استفاد منه الدخلاء في زمن التقشف أو ما يعرف أيضا بترشيد النفقات، ولم يبق في الميدان إلا أصحاب المهنة الحقيقيين، لأنه في عهد البحبوحة أو فترة وزارة الوزيرة السابقة خليدة تومي استفاد الدخلاء، كما طلب جبارة إلى فتح القطاع للخواص بشرط تقنين القطاع وتوفير القاعات المغلقة على المستوى الوطني.
يذكر أن أهداف اليوم العالمي للمسرح هي: الترويج لهذا الفن عبر العالم، نشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني. تمکین مجتمعات الرقص والمسرح من الترويج لإعمالهم علی نطاق واسع حتی یدرك صناع القرار قیمة ھذه النماذج الفنية ودعمھما. التمتع بالفن بحد ذاته.
صبرينة ك