احتفت الأوساط الأدبية وعبر مختلف دول العالم باليوم العالمي للكتاب، في ظل جائحة “الكورونا”، ففي الوقت الذي أوصدت فيه أغلبية مدارس العالم أبوابها، ولم يَعد الإنسان حرّاً في الاستفادة من وقت فراغه في الهواء الطلق كالمعتاد، توجّب تسخير الطاقة الكامنة بين طيّات الكتب لقتل العزلة، وتوطيد أواصر الصلة بين بني البشر، وتوسيع آفاقنا، وتحفيز أذهاننا وإطلاق العنان للإبداع الكامن فينا، حسب ماجاء في الموقع الرسمي لــ “اليونسكو”.
وقد عَمَدت اليونسكو في الفترة الممتدة من 1 إلى 23 أفريل، نشر سلسلة من الاقتباسات والقصائد والرسائل التي تشيد بالقوة الكامنة في الكتب وتحثُّ على القراءة قدر الإمكان، وكان هدفها من هذه الخطوة خلق مجتمع واحد قائم على المشاركة في قراءاته ومعارفه، وذلك كي يتسنّى للقُرّاء في جميع أنحاء العالم التواصل فينا بينهم وتخفيف مشاعر الوحدة على بعضهم البعض.
واعتبرت المديرة العامة لــ “اليونسكو”، أودري أزولايإن الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف إنما يتمثل في تعزيز التمتع بالكتب والقراءة، مضيفة أن 23 أفريل هو تاريخ رمزي في عالم الأدب العالمي، فهو يصادف ذكرى وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل وليم شكسبير وميغيل دي سرفانتس والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا. وكان من الطبيعي بالتالي أن تخصص اليونسكو هذا اليوم، لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عموماً، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام.
وشددت “اليونسكو” على دفاعها عن الإبداع والتنوع والمساواة في الانتفاع بالمعارف. وإننا نعمل في جميع المجالات، بدءاً بشبكة المدن المبدعة في مجال الأدب وانتهاء بتعزيز محو الأمية والتعلّم بالأجهزة المحمولة والمضي قدماً في الانتفاع المفتوح بالمعارف العلمية والموارد التربوية. ولقد بات اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف منبراً يجمع الملايين من الناس في جميع أركان العالم، وذلك بفضل المشاركة النشطة لجميع الأطراف المعنية: الناشرون والمعلمون وأمناء المكتبات والمؤسسات العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية ووسائل الإعلام وكل من يتحفّز للعمل الجماعي في هذا الاحتفال العالمي بالكتب والمؤلفين.
في سياق ذي صلة اختارت “اليونسكو” والمنظمات الدولية الممثلة للقطاعات الثلاثة الرئيسة في صناعة الكتب، وهي قطاع الناشرين وقطاع الباعئين وقطاع المكتبات العاصمة الماليزية كوالا لمبور هي العاصمة العالمية للكتاب لعام 2020.
ووقع الاختيار هذا العام على مدينة كوالا لمبور الماليزية نظراً للتركيز الكبير الذي توليه لمسألة التعليم الشامل للجميع، وبناء مجتمعات قائمة على المعارف، وانتفاع جميع سكان المدينة بالقراءة.
صبرينة ك