تمر اليوم الذكرى الواحدة والتسعون لوفاة محمد بن أبي شنب المولود في مدينة المدية، والذي قضى حياته في الجزائر.
وقد نجح محمد بن أبي شنب في تكوين ثقافته العربية معتمدا على نفسه فحصل على شهادة اللغة العربية، فتمكن من دخول الجامعة واكب على دراسته فيها حتى نال الدكتوراه، حيث يعد من أوائل الجزائريين الذين تحصلوا عليها، فضلا على إتقانه عدة لغات أخرى منها العبرية والإيطالية والإسبانية والألمانية واللاتينية والفارسية والتركية فتعددت واتسعت معارفه.
وبدأ حياته العملية معلما بإحدى مدارس القرى القريبة من مدينته، وفي عام 1894 عين مدرسا للغة العربية بجامعة الجزائر، ثم مدرسا بالمدرسة الكتانية بقسنطينة في 1898، وانتقل بعدها إلى المدرسة الثعالبية بالجزائر العاصمة، وفي عام 1903 عين مدرسا بكلية الآداب بجامعة الجزائر وترقى فيها إلى أستاذ محاضر ثم أستاذ رسمي (1924) بعد أن حصل على الدكتوراه وظل يشغله حتى وفاته.
ونشط في مجال تحقيق الكتب التراثية ونشرها، وفي مجال الترجمة نقل عددا من الكتب العربية إلى اللغات الأجنبية، كما شارك في الحياة الثقافية بمقالاته التي كان ينشرها بالجزائر، وبحضوره للفعاليات الثقافية والمؤتمرات العلمية ولا سيما التي تعلقت بالاستشراق، كما كان عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق (1920) والمجمع العلمي الاستعماري بباريس (1924).
وردت له نماذج شعرية ضمن كتاب “محمد بن أبي شنب حياته وآثاره”، وله ما يقرب من الخمسين عملاً تتنوع بين المقال والترجمة والتحقيق وشروح الكتب فضلاً عن مؤلفاته في اللغات: التركية والفارسية والإيطالية والتاريخ، منها: “أسباب تملك النصارى إسبانيا” – طبع بالفرنسية (1923)، و”ما أخذه دانتي شاعر الطليان من الأصول الإسلامية في كتابه (ديفينا كوميديا) أو الكوميديا الإلهية”، و”تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب”، و”أبودلامة وشعره” – أطروحة دكتوراه بالفرنسية، وشرح الألفاظ التركية والفارسية الباقي استعمالها في لغة أهالي مدينة الجزائر، وتحقيق كتاب “طبقات علماء إفريقية” لأبي العربي التميمي، وترجمة ديوان الحطيئة إلى الفرنسية…
ص ك