يقدم الكاتب نورالدين برقادي في إصداره “تمازيغت في الأوراس … أسماء وبصمات” لمحة شاملة عن الأمازيغ في منطقة الأوراس الأشم، كاشفا أن هذا العمل الصادر عن دار أنزار للنشر، بدأ كمداخلة قدمتها ببلدية إينوغيسن (باتنة)، ثم أثريتها بمعلومات متنوعة، والكتاب غير موجه لطلبة الأمازيغية في جامعاتنا فقط، بل هو موجه لكل القراء، من أجل الاهتمام بلغتنا من خلال البحث الأكاديمي والإنتاج: الأدبي، المسرحي، السينمائي..
وقسم برقادي الإصدار إلى جزئين، الجزء الأول شمل الإبداع بالأمازيغية (الشاوية) محاولة جرد للمنجز: الإنتاج اللساني، و الإنتاج الأدبي بمختلف أنواعه بما فيه الأدب الشعبي والمؤلفات حول الأغنية الأوراسية…
وتناول الجزء الثاني، أسماء شاوية أنتجت بالأمازيغية، على غرار أغيلاس مازيغ، أماغيستان يبداس، براهيمي عيسى، بردودي عمر، بزالة الصالح، بن عايشة ليلى، بن قسمية العمري، بوجلال مالك… وغيرهم.
وجاء في مقدمة الكتاب، تصدر تقارير دولية ـ في كل سنة ـ حول خطورة اختفاء عدد من اللغات في مختلف مناطق العالم، وكل لغة غير مستعملة في التواصل والمدرسة والإعلام..فهي مهددة بالزوال. إلى وقت غير بعيد، كان نمط الثقافة الشفوية هو السائد في بلاد “إيشاوين”، وقد بدأ الانتقال تدريجيا إلى نمط الثقافة المكتوبة. يتميز التعبير عند الشاوي بتعدد الألسنة، من: عربية، فرنسية، وأمازيغية. وتحتاج عملية المحافظة على لسان الأجداد إلى مجهودات الجميع وفي مختلف المستويات. قبل الحديث عن الإنتاج بالشاوية لا بد من ذكر أهم رواد الاهتمام بالأمازيغية في بلاد “إيشاوين” وهما: نزال عمور، ونقادي عمار.
وأنتجت المكتبة الفرنسية العشرات من المؤلفات حول الثقافة الأوراسية عامة واللغة الأمازيغية (الشاوية) بصفة خاصة، وتحتاج هذه الأعمال إلى قراءة، وترجمة المفيد منها.
واختتم برقادي، بأنه ومع استفادة جامعة باتنة، من قسم اللغة والحضارة الأمازيغية ـ بعد نضال طويل ـ يمكن التفاؤل بظهور دراسات هامة حول اللغة والحضارة الأمازيغية، وبظهور شبكة “أوال” للكتّاب والباحثين بالأمازيغية في منطقة الأوراس، أصبح للشاوية حضور في مختلف الفعاليات الثقافية التي تنظمها المحافظة السامية للأمازيغية، حيث تجمع الشبكة اتفاقية تعاون مع المحافظة.
وأضاف، تأسست، قبل مدة قصيرة، أول دار نشر في الأوراس، متخصصة في الكتاب الأمازيغي “منشورات أنزار”، وتربط هذه الدار شراكة مع المحافظة السامية للأمازيغية، سمحت بإصدار 6 عناوين خلال سنة 2015، كما نشرت الدار أكثر من 10 كتب أخرى، وهي دائمة الحضور بالمعرض الدولي للكتاب بالعاصمة.
وتوجد مجموعة من الأعمال ـ قيد الطبع ـ لعدد من كتّاب الأوراس (بشير عجرود، العربي عقون، محمد مرداسي..)، وبتطور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه الأخيرة، حلقة وصل بين الكتّاب والمبدعين من جهة والجمهور من جهة أخرى، وتساهم بعض الجمعيات ـ رغم قلتها ـ في التعريف والمحافظة على الثقافة الأمازيغية للأوراس.
وفي الأخير ذكر برقادي، بأن بقاء هذه اللغة ـ التي قاومت كل أشكال المحو لآلاف السنين ـ مرتبط باستخدامها في: البيت، المدرسة، وسائل الإعلام، الإدارة، البحث العلمي.. وهي إرث حضاري لا بد من المحافظة عليه من الزوال.
يذكر أن الكاتب نور الدين برقادي، من مواليد بلدية إينوغيسن بولاية باتنة، سنة 1972، خريج جامعة قسنطينة سنة 1995، يشغل منصب مدير متوسطة بولاية خنشلة.
صبرينة كركوبة