اعتبر الأستاذ محمد بكاي أن ثورة المشروع النظري عند جوليا كريستيفا: فكرة التمرد الأسلوبي والنظري لطروحاتها، جدة المعالجة وموسوعيتها، مضيفا أن ارتحال المشروع المعرفي لديها: من اللسانيات البنيوية مع سوسير إلى الملفوظية مع بنفنست إلى التحويلية مع تشومسكي، كما أن تأثرها الكبير بحوارية باختين وصوغها لمصطلح التناص وتطويرها للكرنفالية. وتسجيل ميول فينومينولوجية مع هوسرل خاصة. إلى جانب مرحلة التحليل النفسي الفرويدي واللاكاني واثر ميلاني كلاين في نظريتها، وصولا إلى اهتمامها بمقولات النظرية النسوية.
وأضاف بكاي في ندوة “حديث الاربعاء”، التي ينظمها معهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي مغنية بتلمسان وكانت هذه المرة مخصصة حول جوليا كريستيفا والتي جاءت بعنوان “دينامية النص أمام هوة المعنى… مؤانسات في نظرية جوليا كريستيفا” أن أبرز مقولات كرييستيفا حول دينامية النص، حيث لا يوجد نص نقي، تداخل الأصوات والنصوص، النص الظاهر أي الفينوتكست والنص الباطن الجينوتكست، وسيرورة المعنى داخل حدث النص أي انفتاح الفعل الدلالي داخل ما يسمى السيماناليز، تقسيم كريستيفا للسيميائي والرمزي عودة لسانية نفسية لفهم الخطاب ودرس صيرورة النص.
وأكد ذات المتحدث أن الملمح النسوي وتأثيره على الفهم، سواء عبر السيميائي أو مفهوم الكورا ودور الهوامات والدوافع اللاشعورية في العبث باللغة مركزين على فكرة الذات المتحدثة تتقاطع مع مقولات ميرلوبونتي، بنفسنت، فرويد، ودور الصلة الامومية في خلق الخيال الشعري للغة المتحدث، والعلاقة الامومية أنطولوجيا
وكان النقد الموجه لنظريتها ضمن مجريات الندوة التي تخللت مناقشة في الأخير مع طلبة الماستر والأساتذة.
يذكر أن الأستاذ محمد بكاي، حاصل على الدكتوراه في النقد الأدبي، له مجموعة من المنشورات، من بينها: “أرخبيلات ما بعد الحداثة”، “موجة النقد النسوي ما بعد الحداثي في فرنسا” و”التصورات التداولية لـمبحث الـمقصدية”.
وجوليا كريستيفا (هي فيلسوفة بلغارية فرنسية وناقدة أدبية ومحللة نفسية وناشطة نسوية ومؤخرا روائية، تعيش في فرنسا منذ منتصف ستينيات القرن العشرين. وهي الآن أستاذة فخرية في جامعة باريس ديديرو. ألَّفت أكثر من 30 كتابًا، منها: قوى الرعب، وأساطير الحب، والشمس السوداء: الاكتئاب والسوداوية، وبروست والإحساس بالزمن، وثلاثية أنثى عبقرية. منحت وسام جوقة الشرف الوطني، ووسام الاستحقاق الوطني، وجائزة هولبرج الدولية التذكارية، وجائزة هانا أرندت، وجائزة مؤسسة فيجن 97، التي منحتها إياها مؤسسة هافل.
صبرينة ك