جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
دعا عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كلا من السعودية ومصر إلى حقن الدماء والعفو عن العلماء المسلمين والمعارضين السياسيين عملا بقوله تعالى “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ”. .
وأثارت الدعوى جدلا كبيرا، خاصة وأن تنفيذ حكم الإعدام مستمد من الشريعة الإسلامية. وأبدى قسوم في تصريح لموقع “سبوتنيك عربي” أمس استعداده لتشكيل وفد حكماء عربي من مختلف العائلات الفكرية والسياسية، تكون مهمته زيارة السعودية ومصر، وإقناع حكامهما بوقف الدم وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة أو المتوقعة بحق عدد من العلماء والمعارضين السياسيين.
و قال قسوم “نحن كجمعية علماء المسلمين الجزائريين لا ننتظر أن يتفاعل معنا أحد، وكل ما نريده أن نبرئ الذمة في قضية إبداء النصح للحكام، لأن لا يقدموا على تنفيذ الإعدام في العلماء ولا المطالبة بإعدامهم”.
ودافع رئيس أقدم جمعية إصلاحية دينية بالجزائر، عن موقفه بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأنه انطلاقا من القيمة الإنسانية التي تقدس الإنسان وحقه في الحياة، وعملا بالمبدأ الإسلامي الرامي إلى حقن الدماء.
وبحسب قسوم فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تريد تقديم النصح إلى القائمين على الأمر في الدولتين الشقيقتين، وهما جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، وحثهما باللجوء إلى الصلح والمصالحة، بدل الإعدام وسفك الدماء، ولاسيما فيما يتعلق بالعلماء، والمثقفين، والدعاة.
وقال قسوم ” نعرف أن الوضع العربي فيما يتعلق بالإعدام صعب للغاية، ولكن في السعودية ومصر هناك عشرات أحكام الإعدام بحق عدد من العلماء والمعارضين السياسيين، ولهذا وجهنا الدعوة لهم قبل غيرهم”.
ولم ينف قسوم وجود نصوص في الشريعة الإسلامية تنص على القصاص، لكنه أشار من جهة أخرى إلى وجود نصوص تحث على العفو والمصالحة اذ جاء في الآية 40 من سورة الشورى مثلا على أنه “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ”
ومن ثم فإن أحكام الإعدام منها ما هو قصاص بنص القرآن، وهذا لا اعتراض عليه، ومنها ما هو تعزير، وهو الذي ندعو إلى تعطيله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حدود القصاص “ادرؤوا الحدود بالشبهات”.
وتصدر المحاكم بمصر والسعودية أحكام إعدام بالجملة ، وسجلت مؤخرا ارتفاعا ملحوظا ضد قيادات الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على القتل وارتكاب أعمال عنف خلال اعتصام “رابعة” بمصر في صائفة 2013 والذي قتل فيه المئات من معتصمي الإخوان المحتجين على الإطاحة بحكمهم من قبل الجيش، وأصدرت السعودية حكما بالإعدام في حق ناشطة حقوقية سعودية من أجل تدويناتها على شبكات التواصل الاجتماعي ومطالبة النيابة بإعدام أحد نشطاء ما يسمى بالصحوة الإسلامية سلمان العودة بنفس التهمة أيضا.
ويواجه عدد من الشيوخ الذين تم اعتقالهم في السعودية منذ نحو عام، أحكاما ثقيلة تصل إلى الإعدام.
رفيقة معريش