يلتمس العديد من المواطنين التنقل عبر شبكة السكك الحديدية خاصة منهم الموظفين العاملين خارج الولاية التي يقطنوها أو في ضواحيها، تضمن هذه الخطوط التي يتنقلون عبرها حركة خاصة غير تلك التي تستعملها المركبات ذات الأربعة عجلات أو الدراجات النارية، و بهذا فإن المواطن البسيط يضمن تنقله على مستوى القطار مراهنا اللحاق على وقت العمل و ضامنا التنقل بتكلفة تقل عن تلك التي يدفعها مقابل تنقله عبر سيارات الأجرة و التي أصبحت تشهد النفور للعديد من المتنقلين في العاصمة، من و إلى ضواحي العاصمة، في حين سعت الشركة الوطنية للسكك الحديدية إلى تقديم الكم الهائل من الخدمات و تزويد القطارات اليومية بكافة المستلزمات لضمان التنقل المريح لزبائنها وزيادة وتيرة التنقل من خلال ضمان العديد من الرحلات في أوقات متقاربة و كذا تزويد المحطات بقطارات جديدة من فترة لأخرى كون الشركة الوطنية تسعى إلى أن ترقى إلى النوعية في الخدمات.
مقارنة بهذا و عند التنقل إلى المحطات التي توصل بين الجزائر العاصمة وضواحيها فإننا نصطدم بالكوارث و الحوادث التي تشهدها القطارات و برامج الرحلات من تأخر، حوادث على مستوى السكك، إضرابات العمال المتكررة، أعمال الصيانة و الخاسر الوحيد هو مرتاد مثل هذه القطارات ، “جريدة الجزائر” حاولت استطلاع الوضع من داخل محطات النقل بالسكك الحديدية والقطارات، لتقف على معاناة زبائن الشركة التي تشهد خلال السنوات الأخيرة تحسنا كبيرا في مستوى التجهيز، فيما لا تزال في المقابل تعاني من مشكل كبير على مستوى التسيير.
معاناة مستعملي القطارات متعددة الأسباب
أبدى الكثير من مستعملي القطارات استيائهم وتذمرهم الشديد من سوء الخدمات الذي بات يميز الشركة الوطنية للسكك الحديدية، ناهيك عن كثرة حوادث التصادم بين القطارات بسبب أخطاء في برمجة الرحلات وهو الوضع الذي جعلهم يعزفون عن استعمال ذات الوسيلة التي كانت في وقت سابق وسيلتهم الوحيدة للتنقل إلى مقرات أعمالهم ودراستهم نظرا لتوفيرها الجهد والوقت والمال.
مؤكدين في نفس الوقت أن هذا الأمر لم يعد يطاق بسبب التأثير في مواعيد التحاقهم بمناصب عملهم أو وجهاتهم المقصودة على حد سواء ، حيث سجلوا مرارا تأخر القطارات عن المواقيت المقررة في التذاكر، ليتفاجؤوا بانتظارهم لوقت طويل قبل توفره، وتساءلوا عن أسباب هذه التأخرات التي باتت تؤرق المسافرين.
تدني الخدمة يزيد الطين بلة
وشدد هؤلاء في تصريحاتهم من سوء الخدمات والتاخرات التي تطال الرحلات والتي تصل الى أكثر من 5 ساعات ناهيك عن عن كثرة حوادث التصادم بين القطارات بسبب أخطاء في برمجة الرحلات وكذا إضراب العمال بين الحين والاخر عن العمل، وهو الوضع الذي جعلهم يعزفون عن استعمال ذات الوسيلة التي كانت في وقت سابق وسيلتهم الوحيدة للتنقل الى مقرات أعمالهم ودراستهم نظرا لتوفيرها الجهد والوقت والمال، وقد أكد بعض المتحدثين ان خدمات الشركة الوطنية للسكك الحديدية هي في تدهور وتدني مستمر، خصوصا فيما يتعلق بالتأخرات غير المبررة و غير المعلن عنها في حين يبقى المسافرون طيلة ساعات بانتظار قدوم القطار.
القطارات دون صيانة منذ شهرين
تشكل الاحتجاجات التي يقوم بها عمال السكك الحديدية سواءا السائقين، عمال الصيانة في كل مرة تذبذبا في حركة القطارات و التي تحدث إظطرابا لدي مستعملي خدمة النقل عبر السكك الحديدية، عمال الصيانة بالسكة الحديدية
حيت احتج أول أمس عمال الصيانة بالسكة الحديدية بحسن داي بالعاصمة في وقفة احتجاجية، تنديدا بالوضع الراهن للعمال، ناهيك عن تسريح 6 عمال بالمؤسسة منهم 3 نقابيين، مطالبين بإعادتهم إلى مناصبهم في أقرب الآجال، والاعتماد على لغة الاحتجاجات مجددا.
و قد حذر موظفوا الفرع النقابي للصيانة من تواصل الإضراب الذي بدأ شهر أوت المنصرم عقب عدم صيانة هذه القطارات من طرف الشركة السويسرية تعمل مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية، وصرح مسؤول مشروع الصيانة لشركة “ستادلار” للإعلام أن “قطارات الضواحي تحتاج للصيانة و تخضع للمراقبة فور تجاوزها لمسافة المليون كيلومتر خوفا على حياة المواطنين، غير أن مدير الشركة لم يخضع لمطالبهم “، في حين أكد الأمين العام للفرع النقابي لشركة ستادلار للصيانة على نواصل الإضراب في حال عدم تجاوب مدير شركة الصيانة مع لغة الحوار و تعدى الأمر على طرد العمال بطريقة تعسفية من جراء المطالبة للحوار، و في خضم كل هذا تبقى حياة المسافرين في خطر محدق بهم إلى غاية نهاية هذه المأساة.
مسلسل حوادث القطارات لا ينتهى
أصبح مسلسل حوادث القطارات لا ينتهي كل فترة نستيقظ على حادث قطار جديد الأسباب التي تؤدى للحوادث مختلفة لكن هناك رابط مشترك بين أغلبها وهو أن تقع بسبب خطأ بشرى، قد يكون الخطأ البشرى يتمثل في “تحويلة” خطأ من مراقب الحركة أو تجاوز سائق القطار للسرعة أو عدم اتباع السائق لتعليمات التشغيل عند حدوث عطل بالقطار الذى يقوده.
قطاران يدهسان شابا في العشرينات بمحطة بوفاريك
لا تزال حوادث انحراف القطارات متواصلة، كان آخرها أمس حيث لقي شاب في العشرينيات من العمر حتفه على السكة الحديدية لمحطة بوفاريك ، بعد أن دهسه القطار رقم 164 الذي كان متوجها من العفرون إلى الجزائر العاصمة، ليتم إخلاء القطار من الركاب فورا وذلك من أج إلحاق الإسعافات الأولية .
وحسب شهود عيان، فان الضحية كان يحاول عبور السكة الحديدية، بعد نزوله مسرعا من القطار الذي كان متّجها إلى البليدة، ليحاول اللّحاق بالقطار الثاني المتوجّه إلى الجزائر العاصمة والذي كان يشير بالدخول، حيث لم ينجح الشاب من الإفلات من القطار رغم أنه لم يكن يسير بسرعة كبيرة.
وحسب ما أكده عدد من المواطنين، فإن سيناريو هذا النوع من الحوادث بات يتكرر، بسبب نقص وعي المواطنين ومغامرتهم بعبور السكة بدلا من استعمال الجسور المتواجدة على مستوى كل المحطات.
غياب الأمن في القطارات هاجس المسافرين
تشهد رحلات القطار عبر الخطوط الشرقية والغربية للعاصمة منذ أشهر، تضاعفا ملحوظا في عمليات الاعتداء على المسافرين ورجال الأمن. حالة من اللاأمن تعجز المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدة عن ضبطها، بعدما أصبح حتى موظفوها عرضة لتلك الإعتداءات، خاصة على مستوى الرحلات المسائية التي تشهد يوميا حوادث سرقات وإعتداءات تصل إلى استعمال الأسلحة البيضاء في بعض الأحيان، مما بات يتسبب في تخوّف المسافرين.
حيث تتعرض القطارات على مستوى المحطات لعملية عرقلة من قبل شباب منحرف، يتعمدون تعطيل رحلات القطار لأزيد من ساعة في بعض الأحيان، من خلال شد مقابض النجدة أو تعطيل الأبواب لخلق الفوضى في القطارات والتمكّن من السطو على هواتف المسافرين ومقتنياتهم.
ياسين بن جاب الله: “هدفنا تحسين مستوى الخدمات”
كشف المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ياسين بن جاب الله لمصادر إعلامية مؤخرا أن الشركة تسعى اليوم لتحقيق الهدف الذي حددته منذ عام 2013 وهو تحسين الخدمات المقدمة إلى زبائنها بعد أن تحصلت على عربات نقل جديدة ومتنوعة حيث أكد بأن تجديد حظيرة الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تطلب ، حتى الآن ، استثمارا بنحو 127 مليار دينار ، وقال إنه “وبغض النظر عن نقل الركاب ، يشكل نقل البضائع ، بما في ذلك الحديد والفوسفات ، حوالي 40٪ من إجمالي عمليات النقل التي تضمنها الشركة”، و فيما يتعلق بالشبكة التي تسير علية القطارات فقد أكد بن جاب الله أن الشركة الوطنية قد اقتنت المواد الأولية من أجل صيانة هذه الشبكة و تجديد ما يمكن، كون البعض منها قديم جدا ويعيب وجهة القطار المار عليه، و أضاف في نفس الموضوع أن الشركة الوطنية سطرت مشروعا لإعادة تهيئة و صيانة الشبكة كون الشركة تبحث عن تحسين الخدمة و اعتبر أن الخط الرابط بين العاصمة – الحراش سيشهد إعادة وضع شبكة جديدة كونه من أقدم الخطوط وتسير عليه العديد من القطارات، كما أردف المدير العام أن الشركة الوطنية تسعى بكامل تعدادها و ما أوتيت من موارد من أجل تحسين التنقل من خلال خطوطها عبر كافة المحطات، و كذا توفير كل الخدمات التي تجعل المسافر في راحة دائمة طيلة مدة سفره.
وبالنظر إلى هذه التصريحات التي قدمها المدير العام لشركة النقل عبر السكك الحديدية يبقى السؤال المطروح ؟ لماذا مازال المواطن يعاني جراء تأخر القطار ، ولماذا تحول القطار من نعمة على المسافرين الى نقمة …
فلة-س/ ياسين -س