– شركة “أعمال ” للإنجاز نموذجا
يشهد قطاع البناء تحولات العالم والأمر ذاته بالنسبة للجزائر، إذ أصبحت صناعة البناء تعتمد على تقنيات وابتكارات جديدة، تراعي فيها العديد من الجوانب، من التطور التكنولوجي الحاصل والتغيرات المناخية، كما تأخذ بعين الاعتبار الثقافات والعوامل الإقتصادية والبيئية، وباتت الطرق الحديثة في البناء بعيدا عن الإسمنت تستقطب الجزائريين.
فرضت التطورات التكنولوجية منطقها على مختلف المجالات لاسيما الصناعية منها، وكان لقطاع البناء في العالم وفي الجزائر، نصيب كبير من هذا التأثير التكنولوجي والتطور الصناعي، وبدأت معه طرق حديثة في البناء تظهر بقوة وتنافس الطرق التقليدية، وإن كانت في الجزائر بدرجة أقل نظرا لترسخ ثقافة “منازل الإسمنت” منذ عقود طويلة.
غير أن التغيير والتحول الحاصل في مجالات الحياة، والانفتاح أكثر على التجارب والمعارف، جعل الجزائريين يتقبلون شيئا فشيئا تغيير بعض الثقافات، ومنها ثقافة البناء، وأصبح هناك تحول واهتمام بالبناء الحديث، لاسيما مع ظهور تقنيات متطورة أثبت نجاعتها في عالم البناء، سواء من حيث الأمن والسلامة، أو من حيث التصميم العصري أو من حيث توفير مختلف متطلبات الحياة في بيت بمواصفات عالية واقتصادية ويحقّق العيش المريح.
وتتميز الأبنية الحديثة التي في أغلبها أصبحت لا تعتمد بشكل كبير على الأسمنت والطرق التقليدية، في كونها صديقة للبيئة، ولا ينتج عنها مخلفات بناء أثناء التنفيذ، كما تتميز بخفة الوزن مما تساعد في التوسعة وإضافة بناء فوق الأبنية القديمة.
كما أنها تختزل زمن الإنجاز، إذ تساعد هذه الطرق الحديثة في بناء وحدات سكنية متعددة الطوابق بوقت انجاز قياسي، كما أنها تتميز بعامل توفير الطاقة، بما أن تقنيات البناء الجاهز الحديثة تمتاز بالعزل الحراري العالي، ففي هذه الحالة تكون الحاجة إلى قدرات تكييف بنصف قدرات التكييف المستخدمة في الأبنية التقليدية أو تستخدم نفس القدرات، ولكن لفترات تشغيل تصل إلى نصف فترات تشغيل أجهزة التكييف المستخدمة في الأبنية التقليدية، وبالتالي نحصل على توفير في الطاقة والكلفة.
شركة “أعمال” للإنجاز والإستشارات التقنية.. نموذج جزائري رائد في مجال البنايات الحديثة
رغم كون عدد الشركات المتخصصة في إنجاز سكنات بمواصفات عصرية وتكنولوجية عالية تعد على الأصابع في الجزائر، إلا أنها تمكنت من ترك بصمة وخلق سوق لها وطنيا ودوليا، وتعد شركة “أعمال” للإنجاز والاستشارات التقنية والمتخصصة في إنجاز السكنات الفردية والعمارات وقواعد الحياة في الجنوب نموذجا جزائريا رائدا في مجال البنايات الحديثة.
صفراوي سمير وهو مهندس بالشركة والمسؤول عن الدراسات والانجاز، قال إن “الشركة جزائرية 100 بالمائة، وقد أنشأت في 2009، ومتخصصة في إنجاز سكنات فردية وعمارات، وكذا قواعد الحياة بالجنوب ومركبات سياحية وفنادق ومراكز إدارية وغيرها”.
وأضاف صفراوي في تصريح لـ”الجزائر” أن “هذه الأخيرة متحصلة على اعتماد من وزارة السكن، وتتميز سكناتها بسرعة الإنجاز وبمتانتها وديمومتها، وكونها سكنات صديقة للبيئة كما تتميز بكونها خفيفة الوزن واقتصادية”.
وأضاف صفراوي أن الشركة تعمد كمادة أساسية في إنجاز هياكل البنيات على الفولاذ المعالج “الحديد المجلفن- وهو الحديد أو الفولاذ المغطى بطبقة من الخارصين لحمايتها من التآكل والصدأ “، وذلك وفق معايير دولية دقيقة للحفاظ على قوة البناية، تضاف إليها مادة عازلة وألياف الإسمنت في الطبقة الداخلية وكذا الطبقة الخارجية مع إضافة مواد أخرى، وذلك حسب ما تتطلبه البناية بناء على مناخ المنطقة التي توجد بها”.
وبخصوص إن كانت الشركة مخولة بإنجاز عمارات أو بنايات سكنية مكونة من عدة طوابق، قال المسؤول بالشركة إنه “وحسب ترخيص وزارة السكن، فإن إنجاز بنايات من عدة طوابق، يكون بناء على طبيعة المنطقة، ووفق دراسات، فإذا كانت ضمن المناطق التي تعرف حركة زلزالية أكبر من غيرها كالمناطق الساحلية كالعاصمة وبومرداس، فيمكن انجاز بنايات مكونة من ثلاث طوابق”طابق أرضي+ طابقين” أما بالمناطق الداخلية التي تكون بها حركة الزلازل أقل مثلا كولاية البليدة فيمكن إنجاز سكنات مكونة من 4 طوابق”طابق أرضي+ 3طوابق”، أما بالمناطق الجنوبية فيمكن انجاز سكنات من5 طوابق”طابق أرضي+4 طوابق”.
وحول ما إن كان هنالك إقبال من قبل الأفراد والمؤسسات على مثل هذا النوع من السكنات، أكد المتحدث ذاته أن “هناك إقبالا أكبر من قبل المؤسسات وبدرجة قليلة من قبل الأفراد، وذلك نظرا لعدم انتشار ثقافة هذا النوع من البناء في الجزائر بالشكل الكافي، غير أنه قال “يكون هنالك طلب أكبر مستقبلا، وهذا بناء على عدة عوامل ومنها التغيرات المناخية وكثرة الزلازل كون هذه البنايات مضادة للزلازل”.
وعن أسعار هذه السكنات، فأكد المهندس مسؤول الدراسات بالشركة، أنها مقبولة ومتقاربة مع أسعار البنيات التي تنجز بالإسمنت، وأوضح في هذا الإطار أن السعر يختلف كذلك بناء على نوعية المواد التي تدخل في التهيئة الخارجية للبناية، إن كانت عادية أو فخمة وذلك حسب طلب الزبون.
وعن المشاريع التي أنجزتها الشركة، فقال المتحدث ذاته، إنه تم إنجاز العديد من السكنات الفردية من فيلات وسكنات عادية، إضافة إلى مركبات سياحية مثل مركب سياحي ببني حوى بالشلف، والمتكون من 80 شقة وفندق وإدارات، إضافة إلى مقرات لمؤسسات أو ملاحق لها، وقواعد حياة بالجنوب خاصة بشركات بترولية وغيرها.
من جانبه، قال مدير المشاريع بالشركة، عيسى بوجمعي، أن هناك طلبا كبيرا من قبل بعض الدول الإفريقية، لاسيما من ليبيا التي قدمت عروضا لانجاز سكنات ومصانع وفق الطريقة الحديثة التي تنجزها الشركة.
وأضاف بوجمعي أن مسؤولي الشركة لديهم خبرة واسعة في هذا البلد الجار، ومع بداية إعادة الإعمار في ليبيا فالمشاريع السكنية وكذا انجاز المنشآت تعرف تقدما كبيرا ما جعل الطلب على خدمات الشركة هنالك يتزايد.
وأشار المسؤول بالشركة أن هذه الأخيرة تعمل على اقتحام مشاريع أخرى تتعلق بالطاقات المتجددة، من خلال تقديم خبرتها في مجال الدعامات الخاصة بالألواح الشمسية، وغيرها، سواء في الجزائر أو ليبيا ، حيث أكد أن “شركته تواصلت مع الهيئات المعنية بهذه المشاريع لاسيما بعد إعلان شركة سونلغاز عن مناقصة لإنجاز 15 محطة للطاقة الشمسية- للتعريف بالخدمات وتقديم خبرتها للمساهمة في هذه المشاريع الخاصة بالطاقة”.
رزيقة. خ