رافع الدكتور عبد الرزاق دوراري أستاذ اللسانيات ومدير مركز بيداغوجيا اللغة الأمازيغية التابع لوزارة التربية الوطنية، من أجل ضرورة العمل على المتغيرات المختلفة التي تتميز بها اللغة الأمازيغية، لأنه حسب ضيف ” فوروم الجزائر ” المنظم أمس، ” لا توجد لغة موحدة، تاريخيا غير موجودة “. مؤكدا على وجود تشابه بين اللهجات الأمازيغية لأنها تشترك في التنوع الثقافي والتاريخي والأنثروبولوجي.
الأمازيغية لبّ الهوية الجزائرية والمغاربية
يعتقد الباحث في الثقافة الأمازيغية عبد الرزاق دوراري أن قضية المكون الأمازيغي لم تكن مطروحة قبل ظهور نجم شمال إفريقيا حيث كان التصور الثقافي العام بين الجزائريين ينحصر في اللغة العربية والإسلام.
وركز المتحدث على تاريخ نمو الوعي السياسي للبعد الأمازيغي، مرجعا ذلك إلى سنة 1926 داخل حزب نجم شمال إفريقيا، حيث قال الدكتور دوراري أن مؤسسيه تساءلوا في البداية هل نطلق عليه اسم نجم شمال إفريقيا أم النجمة الجزائرية ؟ ومن هنا بدأت تتشكل الشخصية الجزائرية وتواصلت إلى غاية ما يعرف بالأزمة البربرية داخل حزب الشعب الجزائري، ورغم ذلك يؤكد المتحدث على أن فكرة الاستقلال ” كانت غير موجودة في القاموس العربي وإنما تشكلت في فرنسا مع المهاجرين الجزائريين خاصة من منطقة القبائل الذين كانوا في أغلبهم منتمين إلى اليسار والطبقة العمالية “، مضيفا في ذات الوقت ” حتى عند جمعية العلماء المسلمين لم تكن فكرة الاستقلال موجودة في أدبياتها ” مشيرا إلى تنوع النقاش آنذاك حول هوية الجزائر، بين من يراها جزائر جزائرية وبين من يراها جزائر عربية، ولكن الأمازيغية هي لب الهوية المغاربية.
لا يمكن فرض أبجدية موحدة للغة الأمازيغية
اعتبر عبد الرزاق دوراري الباحث في اللسانيات أنه إذا لا توجد وظيفة اجتماعية أو اقتصادية للغة فإنه لا مكان لتطويرها وتوحيدها، وأكد المتحدث على أن توحيد اللغة الأمازيغية ليس من السهولة بمكان وهذا لدواعي علمية، مرافعا على تنويع وسائل الكتابة، ولا يمكن حصر أبجدية كتابة الأمازيغية بحروف معينة، مقدما مثال أن المجتمع المزابي الأمازيغي يقدس اللغة العربية ويريد كتابة الأمازيغية بالعربية ولا يمكن فرض اللاتينية عليهم وهذا ما يرفضونه “.
إجبارية تعليم اللغة الأمازيغية فيها نقاش
أوضح عبد الرزاق دوراري الباحث في اللسانيات أن قضية إجبارية تدريس اللغة الأمازيغية قضية سهلة بالنسبة للسياسيين ولكنها ليست من نفس المنظار بالنسبة للغويين متسائلا في نفس الوقت كيف نجبرها ؟ وعلى من يتم إجبارها ؟ وفي إطار أي مشروع للدولة ؟.. وأقر دوراري على أن الارتقاء بالأمازيغية سيكون في الدولة التي تبنى على التنوع الثقافي والمواطنة. واعتبر ضيف المنتدى أن الدولة قامت في المرة الأخيرة بعد دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية 2016 أنها ” استرجعت الهوية “. وفي الأخير وصف عبد الرزاق دوراري في معرض حديثه على الأمازيغية وعلاقتها باللغات الأخرى في الجزائر أن اللغة الجزائرية هي اللغة التي تجمع الجزائريين.
إسلام كعبش