لم تستسغ بعض القيادات السابقة والحالية لجبهة التحرير الوطني قرار قيادة الحزب بالتوجه محو دعم أحد المترشحين الخمسة لرئاسيات 12 ديسمبر، فمنهم من وصف الأمر بـ“الخطأ الفادح” عبر الإبقاء على الأفالان في خانة الدور المعتاد “لجنة مساندة” ومنهم أكد أن القيادة الحالية “غير شرعية وليس لها الحق في الفصل في مسألة الرئاسيات التي هي في الأساس من صلاحيات اللجنة المركزية“، غير أنهم التقوا على نقطة أن “الأفلان” يتواجد في موقف مشابه لرئاسيات 1995 حيث مُنح وقتها الحرية للمناضلين للتصويت على من يريدونه، داعيين لتجسيد الأمر ذاته اليوم .
منسق القيادة الموحدة في جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمن بلعياط:
“لم نقدم مرشحا في 1995 وتركنا الحرية للمناضلين للتصويت على من يريدونه“
عبر منسق القيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمن بلعياط عن أسفه للوضعية التي يتواجد فيها حزب جبهة التحرير الوطني في ظل “استمرار الممارسات السابقة وتوالي القيادات غير الشرعية عليه والتي عوض أن تعمل على ترتيب البيت وتلملم شتاته وتعيد حزب جبهة التحرير الوطني للواجهة السياسية لا تزال تغرق في العبثية” وهو الأمر الذي أبان عنه موقف الحزب من الرئاسيات والمتجه لدعم المترشح عز الدين ميهوبي بحيث وصفه بـ”القرار المتسرع” الذي يخص القيادة وحدها لا المناضلين والذين سارع البعض منهم لدعم بعض المترشحين غير آبهين بالقيادة الحالية في موقف مشابه لرئاسيات 1995.
وقال بلعياط في تصريح خص به “الجزائر”: إن جبهة التحرير الوطني “في حالة مأسوية وليست متأزمة فقط.. والأمين العام بالنيابة علي صديقي غير شرعي عيُنّ من أمين عام غير شرعي هو الآخر وهو محمد جميعي مستمر في تكريس الممارسات السابقة التي ستوصل الحزب لا محال للهاوية في القانون الأساسي للحزب الفصل في مسألة موقف الحزب من الرئاسيات من صلاحيات اللجنة المركزية فقط وما تقوم به من تسمي نفسها اليوم بالقيادة هو استمرار ” التخلاط” وخرق القوانين “، وأضاف بلعياط: “في رئاسيات 1995 لما كان عبد الحميد مهري على رأس حزب جبهة التحرير الوطني تحفظت قيادة الحزب عن المشاركة في ذلك الإستحقاق غير أن المناضلين سبقونا وأعلنوا دعمهم وقتها للمترشح اليمين زروال ما دفع القيادة لاستدعاء اللجنة المركزية لدراسة الأمر غير أن الاجتماع لم يفض لقرار إجماع وأصدرنا بعدها بيانا تركنا فيه الحرية للمناضلين للتصويت على من يريدون وهو الأمر الذي يجب أن يحصل اليوم أيضا”.
وأشار بلعياط إلى أن طرق المترشح عز الدين ميهوبي لباب حزب جبهة التحرير الوطني طالبا للدعم هو دليل على أن للأفلان “مكانة على الساحة السياسية ووعاء انتخابي لا يستهان به غير أن توجهه للقيادة الحالية غير الشرعية غير صائب لأنه لا تأثير لها على القواعد النضالية ومواقفها تلزمها هي وفقط بدليل ذهاب الكثير من المناضلين لدعم بعض المترشحين وهي المسألة التي دفعت القيادة الحالية في إجتماع للمكتب السياسي و بعدها في تعليمة لدعوة المناضلين بضرورة الانضباط وانتظار الموقف الذي ستصدره القيادة في الوقت المناسب”. وقال بلعياط: “القيادة الحالية لا تأثير لها على القواعد النضالية و أضاف :” الوقت لا يزال مبكرا لحسم الأفلان موقفه من الرئاسيات لماذا كل هذا التسرع الأمور غير واضحة لقول الكلمة الأخيرة؟ لا بد من التريث والتروي وحتى المترشح الذي سيدعمه الأفلان حسب ما تتحدث عنها القيادة ” غير الشرعية ” لابد عليه الإجابة عن موقفه من حزب جبهة التحرير الوطني اليوم وما مصير موقع هذه التشكيلة السياسية ما بعد الرئاسيات سيما في ظل تعالي بعض الأصوات المطالبون بحل الحزب وآخرون بوضعه في المتحف هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابات واضحة من طرف المترشح الذي سيحضى بدعم الأفلان”.
القيادي حسين خلدون:
“دعم الأفلان لأي مترشح خطأ فادح“
واتخذ القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني حسين خلدون نفس الموقف بالقول إن القيادة الحالية “غير شرعية وليس لها الحق في قول كلمة واحدة عن الرئاسيات المقبلة، وأن اللجنة المركزية هي التي يخول لها القانون في الفصل في موقف الحزب النهائي من إستحقاق 12 ديسمبر”.
وأبرز خلدون أن القيادة الحالية بإعلانها لدعم أحد المترشحين سواء كان عز الدين ميهوبي أو غيره هو بمثابة “تكرار للأخطاء السابقة واستمرار الأفلان في لعب دور لجنة المساندة رغم التغيرات التي عرفتها البلاد بعد 22 فيفري”، وعاد القيادي في الحزب للوراء للتذكير بموقف الأفلان من رئاسيات 1995 والذي لم يقدم مرشحه آنذاك ومنح الحرية للمناضلين للتصويت على من يريدونه.
ووصف خلدون في تصريح لـ “الجزائر” أن دعم القيادة الحالية لأي مترشح ومحاولة فرض ذلك على المناضلين هو “ديكتاتورية” وطالما أن الأفلان لم يقدم مرشحا له “فالمناضلون أحرار يصوتون لمن يريدون” وتابع في هذا الشأن: “كان من الأحرى على القيادة الحالية إعادة الأفلان لسكته الصحيحة وإعادة صياغة خطاب جديد يواكب المرحلة الحالية ومادام الحزب لم يقدم مرشحا فليترك المجال لقوى سياسية أخرى، فالحزب كان مسيّرا لسنوات ولجنة مساندة لسنوات أيضا فلماذا نأتي اليوم ونكررالخطأ ذاته ونشوّه صورة الحزب ؟؟”.
وأضاف حسين خلدون: “دعم حزب جبهة التحرير الوطني لأي مترشح سواء كان عز الدين ميهوبي أو غيره خطأ فادح و تكرار لأخطاء سابقة وبقاؤه في دور “لجنة المساندة” و ديكتاتورية من القيادة الخالية غير الشرعية في فرض موقفها على المناضلين بدعوتهم للانضباط والالتزام بالموقف الذي سيصدر منها ووجهت نصيحة لعلي صديقي أحذره من قرار دعم أي مترشح لأن الأمر لن يخدم الحزب بقدر ما سيضره وسيكون لهذا الموقف تبعات وخيمة على الحزب في المرحلة القادمة”.
زينب بن عزوز