دفع اتساع رقعة الغضب وما تلاها من دعوات المناضلين والقيادات السابقة لإنقاذ “الأفلان” القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني للاستعجال في الذهاب نحو عقد دورة اللجنة المركزية مع بداية السنة الجديدة وذلك لتنصيب اللجنة التحضيرية للمؤتمر المنتظر عقده نهاية ماي القادم.
قال المكلف بالإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني محمد عماري في تصريح لـ”الجزائر” أمس، “المؤتمر الذي ستعقده جبهة التحرير الوطني نهاية شهر ماي سيكون بمثابة صفحة الجديدة وبوابة لعودة من يريد من القيادات السابقة فالباب مفتوح لمن يريد العودة والمؤتمر القادم نريده جامعا للشمل” وتابع في السياق ذاته:”حزب جبهة التحرير الوطني لن يطلق أية مبادرة للم الشمل ولا مشاورات مع القيادات السابقة للحزب فالمؤتمر القادم كفيل بتجسيد ذلك وأؤكد مرّة أخرى أن باب الحزب مفتوح للجميع” وأضاف :”سيتم تنصيب اللجنة المكلف بالتحضير للمؤتمر القادم خلال إجتماع اللجنة المركزية المنتظر قبل شهرفيفري وعضويتها ستكون مفتوحة للإطارات الحزبية من غيرالأعضاء في اللجنة المركزية إلى جانب أعضاء اللجنة المركزية.”
ويأتي قرار القيادة الحالية بعقد دورة اللجنة المركزية مع بداية العام الجديد لتنصيب اللجنة التحضيرية للمؤتمر مع تعالي الأصوات المطالبة بإصلاح أمور الحزب وإعادته إلى السكة الصحيحة والدعوة لإنشاء لجنة إنقاذ الحزب هذه الأخيرة التي بادر بها عضو اللجنة المركزية حسين خلدون و الذي قال في تصريحات سابقة إن الأفلان يتخبط في وضعية كارثية تستوجب من المناضلين تجاوز المكتب السياسي اللجنة المركزية التي لا حول ولاقوة لها وإستعادة الحزب من مغتصبيه بأنفسهم و ذلك عبر رسالة للمناضلين جاء فيها :”الأوفياء لرسالة الشهداء إخوتي أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين الحقيقيين والوطنيين المخلصين المؤمنين بقيم نوفمبر كلنا مدعوون للحفاظ على ذاكرة صناع مجد الجزائر من خلال بعث روح نوفمبر في سياق التغيير الذي ينشده الشعب الجزائري لبناء الجزائر الجديدة” و أضاف :” إن حل أزمة الأفلان يستوجب لزاما وبشكل فوري تجاوز الهيئات القيادية الحالية فاقدة الشرعية والمصداقية (مكتب سياسي ولجنة مركزية وهياكل لم تجدد منذ 2010) وإنشاء لجنة إنقاذ الحزب توكل إليها مهمة تحضير مؤتمر جامع وشامل يصحح كل الاختلالات التي أوصلت الحزب إلى مستوى لا يحسد عليه أقل ما يقال عنه إنه كارثي بكل المعايير” وجاء في ندائه أيضا: “الحراك في الأفلان مستمر يقوده الشرفاء من المناضلين والشباب بوجه خاص من أجل إنقاذه وتخليصه من وحل العصابة وإعادة الاعتبار للمناضلين الشرفاء الحقيقيين وطرد الخونة والانتهازيين والمرتزقة”.
قيادات سابقة تعود للواجهة بشعار”ضرورة إصلاح الحزب وإعادته إلى السكة الصحيحة”
وعادت في الآونة الأخيرة بعض القيادات السابقة للواجهة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم و التي كانت مراسيم تنصيب عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية الفرصة للحديث عن وضعية الأفلان في الوقت الراهن بحيث وصف وضعية الحزب الحالية بالسيئة و شدد على ضرورة العمل على إصلاح وضعيته وإعادته للسكة الصحيحة محملا المسؤولية لبعض القيادات وليس كلها واعتبر أن الحل يكمن في انتخاب قيادة جديدة عبر عقد مؤتمر في أقرب الآجال يكون جامعا وشاملا لكافة القيادات المبعدة والمهمشة ويعود معها الدور المنوط لجبهة التحرير الوطني وخاصة مع المرحلة الجديدة التي تعيشها البلاد و قال وقتها :”إن حزب جبهة التحرير الوطني في وضع سيئ جدا لا يحسد عليه للأسف هذا الحزب هو عماد الحياة السياسية في البلاد عرف انتكاسات نتيجة تصرفات بعض القياديين واللوم ليس على الحزب كله بل على بعض القياديين وتصرفاتهم وسلوكاتهم وقناعتي بأن حزب جبهة التحرير سيسترجع عافيته ويجمع أبنائه المخلصين في مؤتمر يمكن المناضلين من اختيار قيادة وإعادة جبهة التحريرالوطني لدورها الرائد.” ليخرج بعدها عبد العزيززياري و الذي اكتفى بالتعليق على وضعية الأفالان الآن بالقول :” على الأحزاب السياسية مراجعة نفسها و كفانا أحزاب” التصفيق وأحزاب ” لجان مساندة “وأمرالأفلان متروك للمناضلين وقياداته للفصل في الحزب و تواجده على الساحة السياسية ولا أستطيع وضع نفسي في مكانهم”.
ومن جانبه اعتبر القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني ابراهيم بولحية في تصريح لـ”الجزائر” أن حزب جبهة التحرير الوطني “يعيش وضعا غير مسبوق منذ نشأته يستوجب التحرك لإنقاذه بلملمة صفوفه وشتاته ووضع حد للممارسات السابقة والتي جعلت الحزب اليوم يعاني ليزيد موقفه الأخير من الرئاسيات الطينة بلّة في الوقت الذي كان عليه الوقوف جانبا ومنح الأولوية لإعادة بناء الحزب بعد ما مرّ به في الآونة الأخيرة”، معلقا على لجنة إنقاذ الحزب والتي دعا لإنشائها عضو اللجنة المركزية حسين خلدون قائلا: “أتمنى من كل مناضل مخلص ووفي لمبادئ الحزب أن يعمل على إعادة الحزب إلى أبنائه وتخليصه من الوصايات ومن رجال المال الفاسد ويجب أن تكون الدعوة من مناضلين هدفهم لم الشمل وتوحيد الصفوف”.
زينب بن عزوز