تواصل قيادة جبهة التحرير الوطني تبني سياسة ” إدارة الظهر لمناهضيها “، الأمر الذي أبان عن التعليمة التي أصدرتها ويتحدث مضمونها عن فتح الباب للراغبين في الانخراط في الحزب، وهي العملية التي ستستمر لغاية 15 مارس المقبل وذلك في محاولة من هذه الأخيرة للبحث عن وعاء داعمين جدد لها وإضفاء الشرعية على نفسها مقابل الأصوات المتعالية من الجانب الآخر الرافض لها والمطالب برحيلها وترك الأمور لمن هو أهل لها لإعادة ترتيب البيت “الأفلاني” ووضعه على السكة الصحيحة.
فتحت جبهة التحرير الوطني عملية الانخراط وإعادة الإنخراط في صفوف الحزب في إطار التحضير لعقد مؤتمره الوطني الحادي العشر يشرف عليها أعضاء المكتب السياسي بمعية أعضاء من اللجنة المركزية، وذكر الأمين العام بالنيابة علي صديقي في تعليمته لأمناء المحافظات والقسمات: “يستعد حزب جبهة التحرير الوطني للتحضير لعقد مؤتمره الحادي عشر هذا الحدث المفصلي في مسيرة الحزب المستقبلية يتطلب عملا جماعيا وتنظيما محكما يكونان في مستوى رهانات المرحلة مما يدعونا جميعا لرص الصفوف بعيدا عن الإنقسام والصراع والإقصاء والتهميش”، وتابع :”وتحسبا لعقد المؤتمر الحادي عشر الذي نسعى بجدية ومسؤولية أن يكون مؤتمر المناضلين الحقيقيين المخلصين لحزبهم والمرابطين على ثغوره في كل الظروف وتجسيدا لما تم إقراره فقد تقرر فتح عملية الإنخراط في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني هذه العملية التي تكتسي أهمية بالغة في تعزيز قدرات حزبنا وتمكينه من مواكبة الحركية التي تعرفها الساحة السياسية وكذا تحديث وعصرنة الحزب وتكريس الممارسة الديمقراطية”.
وبرر الأمين العام بالنيابة علي صديقي اللجوء لفتح باب الإنخراط في الحزب بالعملية التي تندرج في سياق انفتاح الحزب على كافة مكونات المجتمع بهدف استقطاب الطاقات المؤمنة ببرنامج الحزب وتقوية قاعدته الإجتماعية حتى يكون أكثر قدرة وجاهزية لرفع تحديات المرحلة والتجاوب الفعلي مع المطالب المشروعة التي عبر عنها الشعب الجزائري ويراهن صديقي على إنجاح هذه العملية الهامة لبلوغ الغايات المرجوة منها ليكون هذا الحدث فرصة سانحة لتوسيع القاعدة الإجتماعية للحزب وتعزيز لحمة أبنائه والاستعداد لعقد مؤتمر ناجح تعاد فيه الكلمة للمناضلين.
القيادي وعضو اللجنة المركزية، حسين خلدون:
“فتح باب الإنخراط في الوقت الراهن بتعليمة غير بريء”
عبر القيادي وعضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني حسين خلدون، عن امتعاضه من استمرار القيادة الحالية في انتهاج سياسة الهروب للأمام وتعميق أزمة “الأفلان” وهو الأمر، الذي كشفت عنه تعليمها الخاصة بفتح الانخراط في الحزب بحيث أكد أن عملية الإنخراط تتم على مدار السنة كما هو معمول به وليست بحاجة لتعليمة خاصة وهو ما يؤكد على – على حد تعبيره- حجم تخبط القيادة الحالية والراغبة في بحث عن وعاء داعم بها في ظل تنامي موجة الغضب عليها ومطالب رحيلها.
وقال خلدون في تصريح لـ “الجزائر”: “تعودنا في حزب جبهة التحرير الوطني على أن عملية الإنخراط في صفوفه تتم على مدار السنة وعلى مستوى القسمات والمحافظات والأمرلم يكن يأتي بإصدار تعليمات ومذكرات وفيه كل الحرص الذي تتحدث عنه القيادة الحالية غير أن توجه القيادة الحالية لتخصيص تعليمة وربطها بمدة زمنية يؤكد أن وراء العملية هدف وحيد هو البحث عن أناس جدد في الحزب لامناضلين يعوضون المناضلين الحقيقيين الرافضين لها وللاشرعية التي يتخبط فيها الحزب في عهدها”، وأضاف في السياق ذاته: “القيادة الحالية تحاول تعويض إخفاقاتها بقرارات بعمق من أزمة الأفلان وعليها أن تعلم أنها مرفوضة من طرق القاعدة على مستوى القسمات والقواعد وهي اليوم تبحث عن طرق وسبل لضمان بقائها بأي طريقة وتعليمة الإنخراط تندرج في هذا السياق فالانخراط في صفوف جبهة التحرير الوطني لم يطرح أي مرّة للنقاش على مستوى القيادات السابقة لأن الأمور كانت تسير بصفة طبيعية”.
وأبرز خلدون أن القيادة الحالية تبحث عما يبقيها في منصبها متناسية أن عزلة حزب جبهة التحرير الوطني تتعمق يوما بعد يوم وفي الوقت الذي لا بد من البحث عن سبل لإخراجه من هذه الحالة بالذهاب لندوة وطنية لتقييم مسار الحزب ولم شتاته من مناضلين وقيادات البارزة هُمشت بغير وجه حق بالرغم من أنها قدمت الكثير للحزب، مشيرا في السياق ذاته، أن البحث عن وعاء دهم جديد وهو الأمر الذي تريده القيادة الحالية بتعليمة الإنخراط بمزيد من إفراغ “الأفلان” من المناضلين الحقيقيين وتعويضهم بأناس لا علاقة لهم بالنضال.
كما أكد خلدون أن “القيادة الحالية التي تنتهج سياسة مغازلة السلطة في كل مرة ببيانات تثمين للمشاورات عليها أن تفكر في ترتيب البيت أولا فمن عير المعقول المشاركة في حوار بحزب ضعيف ولا دور ولا موقع له على الساحة السياسية”، وأضاف: “على القيادة الحالية أن تدرك حقيقية أن السلطة لن تتعامل مع حزب ضعيف ومفكك ومتخبط وحزب طالب الشعب بإيداعه في المتحف لكونه كان أداة في الـ20 سنة الماضية وإن كان يهمها الأفلان فعليها الرحيل وترك أموره لمن هو أهل لإعادته لسكته الصحيحة ويحدث القطيعة مع الصورة المشوهة التي رسمها بعض الأمناء العامين السابقين، هذا ما يحتاجه الحزب اليوم أما سياسة عرض الخدمات التي تقوم بها القيادة الحالية فلن تنفعها وستضر الحزب كثيرا”.
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / في ظل اتساع رقعة الغضب ضدها:
قيادة الأفلان تفتح باب “الإنخراط” بحثا عن وعاء داعم لها
قيادة الأفلان تفتح باب “الإنخراط” بحثا عن وعاء داعم لها