تتواصل الضغوط على القيادة الحالية لجبهة التحرير الوطني في ظل إدارة ظهرها لمطالب رحيلها، فبعد “التصحيحية” و“التقويمية” و“التأصيلية ” التي عرفها الحزب في السابق، تجد القيادة الحالية نفسها اليوم في مواجهة “لجنة إنقاذ الأفلان” المُطالب أصحابها من أعضاء اللجنة المركزية بتكليفها بالتحضير للمؤتمر القادم، غير أن الرد عليها كان بضرب الموعد و الذهاب نحو عقد المؤتمر في آجاله القانونية نهاية شهر ماي القادم.
عضو اللجنة المركزية حسين خلدون:
“أدعو لإنشاء لجنة لإنقاذ الحزب مهمتها التحضير للمؤتمر”
وصف عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني حسين خلدون، وضعية الأفلان بـ”الكارثية” وبالحزب المتواجد حاليا “في الحضيض في ظل القيادة الحالية الباحثة عن مصالحها الشخصية” وهو الأمر الذي ترجمه موقفها النهائي من رئاسيات 12 ديسمبر الأخيرة، بتبني خيار دعم المترشح عز الدين ميهوبي، بحيث أكد ذات المتحدث أن القيادة الحالية كانت تبحث عن مصالح شخصية وتفاوضت على مناصب وإلا ما الدافع لهذا الدعم؟.
وأضاف خلدون في تصريح لـ”الجزائر” أمس، أنه على القيادة الحالية “الرحيل بعد قرارها الانتحاري الأخير” وقال خلدون: “نحن نطالبها بالرحيل لأنها ليست شرعية وأوصلت الأفلان للحضيض اليوم وندعو لإصلاح أمور الحزب عبر إنشاء لجنة إنقاذ الحزب تُوكل لها مهمة التحضير للمؤتمر”.
ورفض ذات المتحدث تشبيه “لجنة إنقاذ الحزب” بـ”التصحيحيات” التي عرفها الحزب في وقت سابق من باب أن هذه الأخيرة جاءت بخلفية الانتقام على إبعاد البعض من الحزب أو إسقاط البعض من قوائم الترشيحات يعني مرتبطة بمصلحة شخصية في الوقت الذي ترتبط لجنة إنقاذ الحزب. وقال في هذا الصدد: “الاختلاف بين لجنة إنقاذ الحزب اليوم والتصحيحيات التي عرفها حزب جبهة التحرير الوطني فيما سبق هو أن الأولى بهدف وحيد وهو ترتيب البيت والرغبة في إصلاح أموره وإعادته للسكة الصحيحة على عكس الثانية والتي كانت وليد أقلية باحثة على مناصب والبعض منها لم يوضع اسمه في قائمة الترشح أو تم إبعاده من الحزب” وتابع في السياق ذاته: “في لجنة الإنقاذ نراهن على الشباب الأفلاني للنهوض ووضع اليد في اليد لاسترجاع الحزب من مغتصبيه الذي اتخذوه مطية لتحقيق مآربهم الشخصية بعيدا عن مصلحة الحزب”.
ووجه خلدون نداء لمناضلي الحزب على مستوى القواعد مطالبا إياهم بالتحرك وإنقاذ الحزب، مضمونه: “إلى المناضلين الشرفاء والأوفياء لرسالة الشهداء إخوتي أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين الحقيقيين والوطنيين المخلصين المؤمنين بقيم نوفمبر كلنا مدعوون للحفاظ على ذاكرة صناع مجد الجزائر من خلال بعث روح نوفمبر في سياق التغيير الذي ينشده الشعب الجزائري لبناء الجزائر الجديدة”.
وتابع: إن “حل أزمة الأفلان يستوجب لزاما وبشكل فوري تجاوز الهيئات القيادية الحالية فاقدة الشرعية والمصداقية (مكتب سياسي ولجنة مركزية وهياكل لم تجدد منذ 2010) وإنشاء لجنة إنقاذ الحزب توكل إليها مهمة تحضير مؤتمر جامع وشامل يصحح كل الاختلالات التي أوصلت الحزب إلى مستوى لا يحسد عليه أقل ما يقال عنه إنه كارثي بكل المعايير”، وجاء في ندائه أيضا: “الحراك في الأفلان مستمر يقوده الشرفاء من المناضلين والشباب بوجه خاص من أجل إنقاذه وتخليصه من وحل العصابة وإعادة الاعتبار للمناضلين الشرفاء الحقيقيين وطرد الخونة والانتهازيين والمرتزقة”.
وعن دور اللجنة المركزية، قال خلدون: “لم يعد أي دور للجنة المركزية اليوم أقلية فقط تطالب بإنقاذ الحزب والبقية مساندة للقيادة الحالية ولا تعويل عليها”.
تأييد وجهة نظر عبد العزيز بلخادم
ورّد عضو اللجنة المركزية على تصريحات الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم بوصف وضعية الأفالان اليوم بالسيئ وبضرورة الذهاب في أقرب الآجال لعقد مؤتمرجامع من شأنه المساهمة في ترتيب البيت الأفلاني قال :” نحن نوافق بلخادم في رؤيته حول وضعية حزب جبهة التحرير الوطني الماضية قدما نحوالأسوء في ظل القيادة الحالية وبعض القيادات وأغلبية المناضلون يتقاسمون نفس الرؤية في ضرورة الذهاب لمؤتمرجامع تكون من خلاله البداية الصحيحة لحزب جبهة التحرير الوطني بقيادة جديدة و خطاب مواكب للمرحلة و بعيدا عن إنتهاج سياسة الأمر الواقع في التسيير و للمناضلين صوت و حق في صناعة القرار داخل الحزب” و عما إذا كان له تواصل مع عبد العزيز بلخادم، رد المتحدث: “نحن على تواصل مع من يقاسمنا نفس الرؤية هو وغيره من القيادات لأن الهدف واحد وهو إعادة حزب جبهة التحرير الوطني للسكة الصحيحة”.
المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، محمد عماري:
“بلخادم له الحرية في الحديث والمؤتمر سيعقد في آجاله القانونية“
دعا عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني محمد عماري الأصوات المتعالية المطالبة بإصلاح أمور الحزب لتقديم كافة مقترحاتهم المتعلقة بالحزب للجنة التحضيرية للمؤتمر التي ستنصب قريبا والكف عن النضال “الإعلامي ” و”الفايسيوكي” الذي لاطائل من ورائه مؤكدا أن المؤتمر سيعقد في آجاله القانونية نهاية شهرماي القادم.
وذكر عماري في تصريح لـ”الجزائر”: “الحزب منذ سنوات طويلة وهو يتخبط في أزمات تخللتها “تصحيحية” و”تقويمية ” و”تأصيلية” واليوم “لجنة إنقاذ الحزب” هذه الأخيرة التي يقف وراءها حسب ما يتم الترويج له أعضاء من اللجنة المركزية ” وأضاف: “كل مناضل له الحق في التعبير عن الرضا والسخط غير أن الحكم و الفيصل في الآراء المتنازعة هو نصوص الحزب وقوانينه “، وأردف في السياق ذاته: “بعد أشهر قليلة ستنصب اللجنة التحضيرية للمؤتمر والباب مفتوح للجميع لتقديم مقترحاتهم وكفانا نضالاعلى صفحات الفايسبوك سيما وأن البعض أعضاء من اللجنة المركزية”
ورفض عماري الخوض في تصريحات الأمين العام الأسبق للحزب عبد العزيز بلخادم والتي وصف وضعية حزب جبهة التحرير الوطني اليوم بالسيئة، مشددا على ضرورة إصلاح أمور الحزب وترتيب البيت الأفلاني بالذهاب لعقد مؤتمر جامع في أقرب الآجال وانتخاب قياد جديدة. حيث اكتفى محمد عماري بالقول: ” بلخادم مناضل محترم يحضى بالتقدير داخل جبهة التحرير الوطني له الحق في قول ما يشاء وإبداء الرأي الذي يريده ولا تعليق لنا عما يقوله”.
زينب بن عزوز