الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / “كادنة” في البرلمان وتغيير مفاجئ في الأفلان وجدل حول الرئاسيات

“كادنة” في البرلمان وتغيير مفاجئ في الأفلان وجدل حول الرئاسيات

على الرغم من  الغموض الذي طبع الساحة السياسية إلا أنها كانت حبلى بالأحداث السياسية البارزة.

إقالة بوحجة وغلق البرلمان ب”الكادنة “

شكلت أزمة البرلمان الحدث الأبرز على الساحة السياسية سنة 2018  بوابته المغلوقة ب”الكادنة “و التي تجاوز صداها الوطني للعالمية لتتداول صورة البرلمان المغلوق بالكادنة عبر المواقع الأجنبية في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر. وانطلق فتيل الأزمة بإنهاء مهام الأمين العام للبرلمان بشير سليماني الذي تصدى حسب ما تم الترويج  لممارسات غير قانونية لرئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة مما تسبب في إقالته بشكل منفرد الأمر الذي لم يرق للأغلبية البرلمانية والتي راحت تطالب بصوت واحد بضرورة رحيل بوحجة غير أن هذا الأخير ظل متمسكا بمنصبه ويردد عبارة “من أتى بي هو من له حق إقالتي”  لتدخل الغرفة السفلى في أزمة حقيقية سيما بعد قرار نواب الأغلبية تجميد نشاطات وهياكل المجلس وعدم استئناف العمل إلا برحيل بوحجة. هذا الأخير الذي ظل يتردد للمجلس ضاربا عرض الحائط تصريحات النواب ولم يأبه حتى برفع الغطاء السياسي عنه من طرف حزب جبهة التحرير الوطني والتي ظل يقابلها بنفس التصريحات وحتى الخروج للشارع والحديث مع الناس وكأن لا أزمة يتخبط فيها المجلس الشعبي الوطني  وهي الأزمة التي روجت لحله غير أن الأمر سقط في الماء برحيل بوحجة وانتخاب معاذ بوشارب ذي 47 ربيعا خليفة له يوم 24 أكتوبر لتطوى أزمة البرلمان وتعود المياه لمجاريها. غير أن مشهد برلمان الكادنة سيبقى راسخا  في الأذهان .

 ولد عباس يرحل ومعاذ يحل وتغييرات جذرية في الأفلان

لم تتوقف التغييرات في المجلس الشعبي الوطني عند مستوى هذه الغرفة السفلى بل  تجاوز مداه ليطرق التغيير باب حزب جبهة التحرير الوطني فبعدما كان الأمين العام السابق منشغلا برحيل رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة جاء الدور عليه لتنهى مهامه على رأس الأمانة العامة للحزب يوم 14 نوفمبر 2018 بطريقة مفاجئة غير أن بعض الجهات ربطت الأمر بتصريحات عشية” إقالته” بعد لقاء مجموعة المصالحة المالية في مقر الحزب ردا على وجود خلاف بين أويحيى والطيب لوح سيما بعد انتقادات هذا الأخير لسياسات أويحيى والتي رد عليها ولد عباس بالقول حينها :”الأفالان لم يكلف الطيب لوح بالتهجم على أويحيى باسمه والأفلان له ثقة كاملة في أويحيى” لتنزل بعدها بيوم برقية من وكالة الأنباء الجزائرية تنقل خبر استقالة ولد عباس وأوردت فيها :”إن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس قرر تقديم الاستقالة لأسباب صحية تستلزم عليه قضاء عطلة مرضية مطولة وسيخلفه مؤقتا على رأس الحزب معاذ بوشارب حتى تقرر هيئات الحزب تعيين أمين جديد في هذا المنصب حسب المصدر ذاته.” غير أن  الأمر لم يستسغه أعضاء المكتب السياسي الذين سارعوا لتكذيب وكالة الأنباء وشككوا في مصدره وراحوا للتأكيد أن ولد عباس في فترة نقاهة أعقبها بأيام بيان موقع باسم ولد عباس يؤكد الأمر ذاته ليحسم الجدل المثار   حول الاستقالة بتعيين  معاذ بوشارب كنسق هيئة تسيير الحزب وحل كافة هياكل الحزب والشروع في بناء الحزب بلم شتاته وعقد مؤتمر الاستثنائي الذي تحدث عنه هذا الأخير غير أنه لم يحمل الجديد معه ويضاف لها الرسالة المنسوبة لبوشارب في الوقت أنها للأمين العام السبق عمار سعداني سنة 2014 لتحمل معها التساؤلات عن مصدرها ومن وراءها  سيما في هذا الوقت بالذات ليختتم الحزب سنته بفوز كاسح  في انتخابات التجديد النصفي بحصد 29 مقعدا متفوقا على الأرندي الذي تراجع وظفر ب 11 مقعدا.

من التوافق لندوة الإجماع و دعوات لتأجيل الرئاسيات

ودفعت حالة الغموض والضبابية التي طبعت المشهد السياسي في الجزائر الأحزاب السياسية لإطلاق مبادرات بعناوين مختلفة في محاولة منهم لإخراج البلاد مما كانوا يسمونه ” من حالة الأزمة ” من مبادرة التوافق الوطني التي أطلقتها حمس الصائفة الماضية والتي تضمن دعوة لتدخل الجيش وصنع الفارق في المرحلة المقبلة غير أنها سقطت في الماء ولاقت الرفض من قبل الأحزاب السياسية وبخاصة حزبي الأغلبية الأفالان والأرندي والذين ردا على “توافق مقري” بالرفض بلقاء ثنائي في قصر سعدان والتأكيد على دعم الرئيس واستمراريته في الحكم لتتوالى ردود الفعل السلبية غير أن هذه الأخيرة لم تؤثر على حركة حمس التي ظلت متمسكة بالمبادرة وتكابر ليذهب المتتبعين لإدراج الأمر في خانة الرغبة  في التموقع و لعب دور في المرحلة المقبلة وأن تحركات حمس الأخيرة ليست سدى وإنما سيكون لها دور في الرئاسيات المقبلة بلعب “دور المنافس لمرشح السلطة ” لم تكن حمس وحدها التي طرحت  مبادرة وإنما سار على النهج ذاته حزب العمال الذي طرح مبادرة ” المجلس التأسيسي وجمع مليون توقيع حولها “وتوجيهها لرئيس الجمهورية وهي الأخرى لم تلق القبول لتركن جانبا قبل أن يعود الحديث عنها في مؤتمر الحزب الأخير بالدعوة لانتخاب جمعية تأسيسية غير أن هذه المبادرات لم تصنع الجدل بقدر دعوة غول لتأجيل الرئاسيات ودعوة لندوة وطنية بعنوان :”مبادرة الإجماع الوطني لبناء جزائر جديدة” هذه الأخيرة أربكت المشهد السياسي سيما وأنها صادرة عن  حزب وقطب في التحالف الرئاسي والتي أعلن أربعتهم دعمهم المبكر لرئيس الجمهورية وترجيح كفة الإستمرارية مبكرا واجترار الخطاب ذاته في كل خرجة لهم وقال غول حينها :”نحن لا ننطلق من فراغ وهذه الندوة أكثر أهمية من الرئاسيات المقبلة لأن الرئاسيات محطة ثانوية مقارنة بالمبادرة وأفضل أن تكون قبل الرئاسيات سعيا لطي صفحة العداوات والتراشق وتحقيقا للحصانة من التهديدات الداخلية والخارجية” وبالرغم من الجدل الذي صنعته لم تلق ردا وتجاوبا من الأحزاب السياسية ما عدا تصريحات تزيد من الغموض من  تصريحات أحزاب التحالف الرئاسي والتي أكدت خلال المؤتمر الذي عقد غول أنه يرحب بكافة المبادرات متبوعة بحركة مجتمع السلم التي أكد رئيسها أن الدعوة للتمديد إنما يكون بإصلاحات والعكس فإن العهدة الخامسة أفضل من التأجيل .

و في الوقت الذي أطلقت بعض الأحزاب السياسية تصريحات أن السوسبانس الذي يطبع الساحة السياسي سيزول  مع خرجة رئيس الجمهورية للتوقيع على قانون المالية  لسنة 2019 واجتماع الوزراء غير أن كافة التوقعات التي أطلقت سقطت في الماء كلها وتغلق سنة 2018  بالسوسسبانس والضبابية والغموض ذاته .

 زينب بن عزوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super