كشف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن لحمس الفضل في دخول حزبي النهضة والإصلاح التشريعيات المقبلة وذلك بعد توزيع نسبة الـ 4 بالمائة التي تعتبر شرطا لخوض هذه الأخيرة.
لم يفوت مقري فرصة الندوة الصحفية التي عقدها، أمس، بمقر الحركة لتمرير رسائل لحلفاء الأمس في البرلمان النهضة والإصلاح بتذكيرهم بفضل حمس عليهم في دخول التشريعيات المقبلة والذي قال إنه لم يتلق لحد الساعة الشكر من عندهم، وقال: “حمس كانت سببا في دخول بعض الأحزاب لتشريعيات الرابع ماي المقبل”. وأضاف: “دخلت برصيد حركة مجتمع السلم وهناك ولايات تجاوزت فيها نسبة ال4 بالمائة واستفاد منها أحزاب من تكتل الجزائر الخضراء والتي وزعت عليهم النسبة عطاء ومنحة ولم يشكرنا أحد”.
“قوائمنا نظيفة ونزيهة في 48 ولاية”
وأشار المتحدث ذاته إلى أن عملية إعداد القوائم الانتخابية جرت في ظروف طبيعية وفي جو هادئ، وقال: “قوائمنا نظيفة ونزيهة ومرشحونا نزهاء وترتيب القوائم كان على أساس الشفافية وقوائمنا بيضاء في 48 ولاية وأربع دوائر انتخابية في الخارج”. وأعرب في السياق ذاته عن أسفه ل”الشكارة ” التي وجدت لنفسها موطئ قدم في بعض الأحزاب السياسية وأوصلت رجال أعمال دون رصيد نضالي ولا سياسي لرؤوس القوائم الانتخابية وفرض وجودهم في البرلمان المقبل عبر الضغط بالمال وفقط – على حد تعبيره- وهو الأمر الذي قال إنه ساهم في تلويث العملية الانتخابية والسياسية ككل مشيرا أيضا إلى أن هيمنة رجال المال والأعمال هو مظهر من مظاهر إفساد العمل السياسي وذكر: “نحن لا نتحدث عن رجال الأعمال النزهاء المعروفة مصادر ثروتهم وإنما المستفيدين من السلطة وقروض البنوك” .
وفند مقري بالموازاة مع ذلك ما تم تداوله عن ترشيح حمس لصاحب شكارة في ولاية الجلفة والذي رشحته جبهة التغيير وهو إطار ذو كفاءة وجدد القول: “قوائمنا بيضاء على مستوى 48 ولاية ومن أهم أسباب تواجد حمس في المؤسسات المنتخبة هو الكفاح ضد هذه المظاهر والانحرافات ومعركتنا ضد الفساد والرداءة ”
وكشف ذات المتحدث أن عملية إعداد القوائم الانتخابية تمت في جو هادئ في أغلبية الولايات ماعدا بعض الولايات منها العاصمة التي تم الاهتداء فيها لترشيح عبد المجيد مناصرة لكونه يشرف الحركة.
“مقاعدنا في تيزي وزو مضمونة”
وأعرب مقري عن تفاؤله بالفوز في الاستحقاقات المقبلة بالنظر للوزن الذي تتمتع به الحركة والأسماء التي رشحتها، مؤكدا أن عكس ذلك يؤكد لا شفافية ونزاهة الانتخابات، وقال: “حمس أرادت أن تعطي بعض الإشارات على انتشارها والتحدي الذي رفعته في بعض الولايات التي لم تتمكن من حصد مقاعد فيها خلال التشريعيات السابقة ضاربا مثل ولاية تيزي وزو وذكر أن النموذج الأكبر هو تيزي وزو، لسنا في حاجة لجمع التوقيعات غير أننا قمنا بذلك وظفرنا بـ 7000 صوت في هذه الأخيرة ما يعني نجاحنا بمقعدين أو مقعد في هذه الولاية وظهور نتيجة غير ذلك بعد الرابع ماي يعني تزويرا ولا شفافية لهذه الإستحقاقات”.
“العزوف الإنتخابي يخدم الحركة”
وفي الوقت الذي يعد فيه العزوف الانتخابي أمرا مؤرقا للعديد من الأحزاب السياسية بوصفه تهديدا لمصداقية وشرعية البرلمان والحكومة المقبلة، قال مقري إن هذا الأمر لا يخيفه وإنما يخدم الحركة كثيرا ويمكن أن تحسم أمورها بالاعتماد على مناضليها.
وردا على أسئلة الصحافيين حول موقفه من تصريحات الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس والذي قال الاثنين الماضي خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر الحزب أن التشريعيات المقبلة هي بداية الزوال للأحزاب الكلاسيكية القديمة بالقول إن حمس غير معنية بتصريحات هذا الأخير
“لم نتحدث يوما عن شغور السلطة”
وأشار مقري إلى أنه لم يتبن يوما خطاب “شغور السلطة”، وهو الأمر الذي استغرب له من ينعتون أنفسهم اليوم بـ “أوفياء مزفران” سيما وأن هذا الأخير كان حاضرا في بياناته التي توجت كافة اجتماعات تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة التي هي عضو فيها وقال :”لم يكن مصطلح شغور السلطة واردا أبدا في خطابنا بل تحدثنا عن الشرعية المنقوصة”.
“لم تكن لنا مفاوضات مع السلطة”
كما فنّد المتحدث ذاته جملة ما يثار حول مفاوضات حمس مع السلطة، وقال إنه لا أساس له من الصحة وذكر: “لا توجد هناك مفاوضات بيننا وبين السلطة ونشهد كل الجزائريين على ذلك” وتابع :”نحن أشر ف وأعز من أن نبيع ضمائرنا وتاريخنا وأن نتفاوض مع أي جهة من السلطة ” وأردف في السياق ذاته: “نحن دعاة الشرعية والسيادة الشعبية والله لا تربح لي مشى في هذا الطرق فهي مجرد اتهامات وإدعاءات”.
زينب بن عزوز