جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
حصدت الكاتبة والباحثة المختصة في الطبخ الجزائري يسمينة سلام جائزة “غورماند” العالمية بالسويد، وذلك بفضل كتابها “ذاكرة فن الطبخ الجزائري” الصادر السنة الماضية عن منشورات المؤسسة الوطنية للنشر الإشهار والاتصال “أناب”.
وقد تم انتقاء الكتاب ضمن 18 كتابا عالميا واختير كأفضل 3 أعمال تاريخية في فئة تاريخ فن الطبخ، حيث تم اختياره أيضا على رأس فئات الشيف المشهور العالمي وكذلك الجائزة المتوسطية دان غيفورد، في المنافسة التي عرفت مشاركة 230 بلدا ومنطقة من خلال 100 ألف كتاب ونشرية شملت جميع الفئات
ويسعى كتاب “ذاكرة الطهي في الجزائر”، لاستكشاف فن الطبخ الجزائري من خلال منظور تاريخ الطعام وأدب فن الطبخ العالمي ومن منظور تاريخ أصالة التراث المحلي الغني الذي تم إثراؤه بمرور الوقت، مع الرجوع إلى غاية فن الطبخ في العصور القديمة.
ويستند هذا الكتاب الجميل المكون من 110 صفحة إلى عمل وثائقي ثري حول تاريخ الطعام منذ عصور ما قبل التاريخ وقواعد الغذاء الصحي في إمبراطورية كونفوشيوس الصينية (القرن الخامس قبل الميلاد) أو روما لأبيسيوس، وصولا إلى إمكانات فن الطبخ المعاصر.
واختارت المؤلفة نشر ما كان يأكله أسلافنا البعيدون وإعطاء القراء الرغبة في استكشاف هذه التغذية، كما عرضت ملخصات للكتابات القديمة حول فن الطبخ، مثل الألواح البابلية التي يعود تاريخها إلى 400 سنة قبل الميلاد، التي تعتبر أول وثائق حول الطبخ، والتي تقدم “وصفات يمكن صنعها اليوم”، كما استشهدت المؤلفة بـ “كتاب الطبخ” لإبراهيم ابن المهدي، وهو أول كتاب طبخ باللغة العربية، وكتاب آخر لابن سيار الوراق وهو “أول كتاب يصل إلينا برمته”.
وتقترح ياسمينة سلام تتبع مسار فن الطبخ الجزائري، بناء أولا على أقدم الأواني المكتشفة في الكتابات والأبحاث القليلة المتوفرة والتي تقدم معلومات عن تغذية النوميديين أو عن الأمويين والعباسيين والأندلسيين أو حتى العثمانيين.
وتقدم المؤلفة من حيث الوصفات، أقدم الإنجازات المعروفة لفن الطبخ الجزائري مثل “الدجاج النوميدي” و”التمر المحشي”، نقلا عن أبيسيوس، أحد رموز المجتمع الروماني الراقي، والكسكس الجزائري الذي لم يعد بحاجة إلى إظهار تنوعه وأصالته وأصوله منذ تصنيفه كتراث إنساني عالمي، كما تقدم أيضا مجموعة صغيرة من الوصفات الأصيلة واختارت أيضا إبراز إثراء فن الطبخ الجزائري تحت تأثير الثقافات المختلفة.
صبرينة ك