ما يزال رموز المغرب الرسميون يتطاولون على الجزائر في كل مرة، وفي خرجة جديدة أطل القنصل المغربي من ولاية وهران لوصف الجزائر بـ “البلد العدو” في تجمع مع مواطنين مغاربة، ما خلق ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من جانبها تحركت وزارة الشؤون الخارجية، وقامت باستدعاء سفير المملكة المغربية بالجزائر “الذي تمت مواجهته بالأقوال الصادرة عن القنصل العام للمغرب بوهران خلال النقاش الذي دار بينه وبين مواطنين مغاربة”، وأكد محللون لـ” الجزائر” أن تصريحات قنصل المغرب “خطيرة وخارجة عن اللباقة الدبلوماسية”.
عطية: توصيف الجزائر بـ”البلد العدو” “خطير وخارج عن اللباقة الدبلوماسية”
يرى المحلل السياسي، إدريس عطية، أن توصيف الجزائر بـ”البلد العدو” توصيف خطير وخارج عن اللباقة الدبلوماسية “، مشيرا أنه “تشويش على مسار التعاون”.
وأضاف محدثنا: “أعتقد أن ما قامت به وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية يدخل في نطاق الممارسات الدبلوماسية والممارسة الخارجية ككل جراء التصرف المشين الذي قام به قنصل المغرب بوهران حين كان في حوار مع الجالية المغربية والذي وصف بصريح العبارة الجزائر بـ” العدو” وهذا ما ينم عن قناعة خفية داخل نظام المخزن الذي تعود على وصف النظام السياسي الجزائري بأنه نظام عدو أو كبلد عدو مثلما أشار القنصل المغربي ..وهذا الشيء يخرج عن كل التقاليد المعمول بها في تقاليد دول العربية وهي تقاليد الأشقاء العرب الأخوية وتقاليد التعاون والتضامن على أساس أن الشعب الجزائري هو شعب مضياف ويرحب بكل جاليات العالم خاصة الجالية المغربية أو التونسية أو العرب ككل هي مرحب بها ومرغوب بها في الجزائر”، مشيرا إلى “المبادرين بولاية وهران وما قاموا به من خلال تقديم المساعدة للأشقاء المغاربة العالقين في وهران وتم مساعدتهم”.
“تصريح القنصل.. تشويش على مسار التعاون”
في السياق ذاته، وصف المحلل السياسي “هذا التصريح الصادر مسؤول من مستوى دبلوماسي رفيع يعتبر تشويش على مسار التعاون وتطوير العلاقات بين البلدين”.
وتحدث عطية مطولا عن تطاول الدبلوماسي المغربي على الجزائر وقال: “للأسف المغرب لا ينظر بارتياح إلى النجاح الديمقراطي الجزائري”، مشيرا إلى المرحلة التي مرت بها الجزائر من تغيير شامل الذي توج بانتخاب رئيس للجمهورية بطريقة شرعية”.
“نحن في بداية الإصلاحات السياسية”
وأضاف المحلل السياسي: “نحن في بداية الإصلاحات السياسية من خلال مناقشة مسودة تعديل الدستور بكل شفافية وبكل نزاهة”.
وقال إدريس عطية: “الجزائر مقبلة على إصلاحات سياسية هامة حيث باشرت العديد منها في المجال الإقتصادي من خلال القرارات الأخيرة والتي تؤكد على نقلة نوعية في الممارسة الإقتصادية خاصة بعد أن أبدى العديد من الشركاء على التعاون الإقتصادي مع الجزائر على غرار الصين وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية”.
“موقف الجزائر من مسألة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية يقلق الرباط ”
أشار إدريس عطية إلى الدعم الذي تقدمه الجزائرية للصحراء الغربية والذي قد يكون من أساب تهجم المغرب على الجزائر في كل مرة، خاصة في ظل الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس “كورونا” على غرار إنشاء مؤخرا مستشفى عسكري متنقل للشعب الصحراوي ومن خلال الدعم في شتى المجالات، إضافة إلى أن شهر الربيع غالبا ما يشهد حساسية بين الجزائر والمغرب، وقال: “في كل ربيع يتم رفع تقرير بعثة “المينورسو” من الصحراء الغربية إلى هيئة الأمم المتحدة وعادة هذا التقرير يتعلق بحقوق الإنسان وتصفية الإستعمار ، وهذا ما يستفز حفيظة المغرب التي تكون دائما لها ردود أفعال ضد الجزائر”.
“تصريح ضد الإرث التاريخي بين الجزائر والمغرب”
في حين أكد عطية: “نحن نتمنى كمواطنين وكأكاديميين جزائريين على تفعيل التعاون مع بلد مثل المغرب وترقيته والخروج من النقاط الضيقة”، في حين وصف محدثنا تصريحات القنصل بـ”الخطيرة والمقلقة وتوصيف الجزائر بالبلد العدو توصيف خطير وخارج عن اللباقة الدبلوماسية”.
بوهيدل: “تصريحات القنصل اعتداء على العلاقات الثنائية بين البلدين”
من جانبه، يرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، رضوان بوهيدل، أن تصريحات قنصل المغرب بوهران حول الجزائر”لا تجوز”، معتبرا أنها مساس بهيبة الدولة وسيادتها.
وقال بوهيدل في تصريح خاص لـ”الجزائر” إنه “لا ينبغي الخلط بين العلاقة بين الشعوب”، وأضاف: “الخطأ أرتكبه القنصل المغربي فهو من يتحمل تبعات تصريحه في إطار سياسة الدولة والسياسة الخارجية أي في إطار دبلوماسي محض”.
ودعا المحلل السياسي للابتعاد عن “السب و الشتم” عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، موضحا أن “الأمر يدخل في إطار صلاحيات وزارة الشؤون الخارجية ورئاسة الجمهورية أي أن القرار الذي يتخذ لابد من استشارة الرئيس بخصوصه”.
وقال محدثنا: “الخارجية الجزائرية من حقها الرد بعد التأكد من صحة الفيديو .. وهي رسالة ليست للمغرب فقط لكل من تسول له نفسه الإستهزاء بالجزائر”، لافتا: “لا يجب إدخال الشعوب في هذا النوع من الصراعات”، ويرى بوهيدل أن تصريحات قنصل المغرب بوهران حول الجزائر “لا تجوز”، معتبرا أنها “مساس بهيبة الدولة وسيادتها واعتداء على العلاقات الثنائية “.
خديجة قدوار