أكد محافظ الطاقات المتجددة والفاعلية الطاقوية، نور الدين ياسع، أن كل الخطوات العملية تتقدّم بوتيرة جيدة لترجمة النموذج الطاقوي المتوازن في الجزائر، و الذي تحظى فيه الطاقة المتجددة بنصيب مهم.
وقال ياسع، في حوار ل منصة “الطاقة” المتخصصة في الطاقة، يوجد مقرها بواشنطن، أن محافظة الطاقات المتجددة تسهم مع جميع القطاعات الوزارية في بعث المشروعات الخاصة بالانتقال الطاقوي في الجزائر، ضمن تنفيذ خطة عمل الحكومة وبرنامج رئيس الجمهورية في هذا المجال.
وأضاف في حواره الذي نشر على المنصة أول أمس، أن المحافظة وضمن مهامها، رافقت برنامج لتوسيع استعمال الطاقة المتجددة في الجزائر، سواء في عملية توزيع معدات للهياكل الشمسية تتكون من الألواح الشمسية والبطاريات لتخزين الطاقة لتزويد المناطق المعزولة بالكهرباء المستمدة من الشمس، وأحصت -حتى الآن- أكثر من 5200 نظام شمسي.
وأشار إلى عدد المدارس الابتدائية المزودة بأنظمة الطاقة الشمسية، التي بلغت نحو 1000 مدرسة نموذجية في مختلف مناطق البلاد، ما يعادل 4 ميغاواط، ضمن هدف تجهيز مدرسة في كل بلدية بهذه الأنظمة، تحقيقًا لمجموعة من الأبعاد، أولها توفير الطاقة من مصادر متجددة، بالإضافة إلى البعد التربوي والبيئي.
وعن البرنامج الوطني للهيدروجين الأخضر، قال ياسع، إن المحافظة شاركت في وضع الخطة الوطنية وإعداد الإستراتيجية الخاصة بالبرنامج الوطني لتطوير الهيدروجين، بما في ذلك الأخضر والأزرق، والمصادقة عليها من قِبل أعلى هرم في السلطة، وهي الآن في طور التنفيذ، من خلال العمل على الأطر القانونية والتشريعية، موازاة مع التكوين على مستويين، المهني والعلمي، تزامنًا مع إطلاق مشروعات نموذجية، على غرار مشروع إنتاج 50 ميغاواط من الهيدروجين الأخضر.
وأكد في هذا السياق أن الجزائر بلد طاقوي أثبت مصداقيته في أعين زبائنه، خاصة في الضفة الشمالية للمتوسط، أما بشأن إنتاج الهيدروجين الأخضر، فإنّ الإستراتيجية الوطنية تتحدّث عن الهيدروجين المستمد من الطاقات المتجددة، الأمر الذي يفرض المرور بمجموعة من المراحل، أولها التحكم في التقنية ضمن خطة متكاملة لإنشاء اقتصاد حول شعبة الهيدروجين.
وأضاف أن المقاربة الجزائرية تقوم على انخراط الشركات الأجنبية -الأوروبية وغيرها- في تحقيق هذه الخطة، عبر استثمارها في مشروعات الهيدروجين، خاصة أنّ بنود قانون الاستثمار في نسخته الأخيرة تشجع هذا النوع من المشروعات، فضلًا عن الاستفادة من البنية التحتية والتجربة الجزائرية في مجال إنتاج الغاز ونقله، ومن ثَم تخفيض التكلفة أيضًا.
وأكد أنه يمكن استغلال الهيدروجين النقي محليًا في إنتاج الأسمنت الأخضر، والأسمدة الخضراء، والحديد الأخضر، وغيرها من المجالات ذات القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
وفي رده على سؤال حول إنتاج الطاقة المتجددة في الجزائر، قال المحافظ إنه يبلغ 590 ميغاواط، من بينها 130 ميغاواط من الطاقة المائية، ولا تمثل طاقة الرياح سوى 10 ميغاواط، في حين تنتج الطاقة الشمسية نحو 39 ميغاواط خارج الشبكة ضمن مجموعة الأنظمة والموجّهة للمناطق المعزولة، والبنيات العمومية، والإنارة العمومية بالطاقة الشمسية وغيرها من الاستعمالات، على أنّ وتيرة النمو متزايدة سنة عن أخرى-يضيف ياسع- إذ إنّ الأرقام المقدمة تخص سنة 2022، وتعمل المحافظة على حصيلة العام الماضي.
وأشار المتحدث ذاته، أن كل الجامعات الجزائرية والمدارس العليا -حاليًا- تملك تخصصات في مجال الطاقات المتجددة، والهيدروجين، بالإضافة إلى أكثر من 100 مركز للتكوين المهني، لتخرّج تقنيين وتقنيين سامين في تخصص الطاقات المتجددة، وتم تسجيل طلبًا متزايدًا على هذا التخصص، منتقلًا من 300 متخرج في 2021 إلى نحو 800 في السنة الماضية.
وأكد ياسع أنه عند الحديث عن الصناعة في مجال الطاقات الشمسية، يتم التطرق بالأساس إلى الاستثمار وإنتاج الألواح الشمسية الكهروضوئية، وهو قطاع عرف تطورًا في السنوات القليلة الماضية، حيث تبلغ القدرة الإنتاجية حاليًا نحو 400 ميغاواط، في القطاعين العمومي والخاص، بمواصفات تحترم المعايير العالمية، من شأنها ضمان الاستدامة الضرورية والمواصلة في الإنتاج.
وقال إن هناك مساعي لإستثمار شركات أخرى في هذا المجال، لا سيما لكون التحفيزات التي تقدمها السلطات العمومية لهؤلاء المنتجين، فضلًا عن وجود رؤية واضحة المعالم، ومن ثَم فإنّ نجاح البرامج لا يتوقف على المشروعات الطاقوية فحسب، وإنما على المشروعات ذات البعد الصناعي كذلك، موازاة مع التطوير التقني والابتكار، وتوفير نوع من التواصل مع مراكز البحث والمخابر.
وعن تجسيد مشروعي 1000 و2000 ميغاواط من قبل مجمع سونلغاز، قال ياسع، إن سونلغاز تملك خبرة طويلة في هذا المجال، على غرار إنجاز 23 من محطات الطاقة المتجددة في الجزائر، فضلًا عن امتلاكها الإمكانات والإطارات البشرية، لذلك فإنّ تسلُّم شركة سونلغاز لتنفيذ البرامج الوطنية يندرج في صلب الإستراتيجية الوطنية، وتحقيق تسارع لتجسيدها على أرض الواقع، ومن ثَم بلوغ الأهداف الموضوعة وهي إنتاج 15 ألف ميغاواط في آفاق سنة 2035.
رزيقة. خ