الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / استغلت الإنترنت للنشاط في ميادين أخرى :
“كورونا” تُبعد الأحزاب عن السياسة !

استغلت الإنترنت للنشاط في ميادين أخرى :
“كورونا” تُبعد الأحزاب عن السياسة !

منذ انتشار وباء “كورونا” تراجع نشاط الأحزاب السياسة بشكل كبير، رغم محاولة البعض منها البقاء على تواصل مع مناضليها عن طريق الاجتماعات عن بعد لتسيير أمور الحزب الداخلية أو بالتواصل مع الرأي العام عبر فيديوهات أو مناشير وبيانات، حتى تكون هذه التشكيلات السياسية حاضرة وتثبت أنها مواكبة لكل التطورات، فقد حول بعضها من نشاطاته لتتماشى مع الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد جراء انتشار فيروس “كوفيد 19” وتماشيا أيضا مع شهر رمضان المبارك، إذ تحول بعض السياسيين إلى محاضرين إما في الدين والفقه أو في الصحة بتقديم النصائح الوقائية.
إذا ما أخذنا جانب الأحزاب الإسلامية، سنجد أن عددا من قادتها قد كفوا حديثهم عن السياسة بـ”المعنى الضيق”، مجبرين غير مخيرين بسبب الوضع الحالي، وتوجهوا للمحاضرات في أمور الدين والفقه، غير أنهم كسياسيين لا يمكنهم الابتعاد كثيرا عن السياسة، فدائما ما يجدون مدخلا لها من خلال خطاباتهم ومحاضراتهم عبر الانترنت الموجهة للرأي العام، ورغم أن بعض زعماء هذه الأحزاب معتادون من حين إلى آخر إلى التطرق إلى مواضيع دينية أو فقهية، ويربطونها مع مواضيع السياسة إلا أنه يبدو أن فترة الحجر الصحي وقلة النشاط السياسي بسبب الظروف الصحية، قد فتحت شهية هؤلاء القادة السياسيين للتعمق أكثر في أمور الدين وتسجيل حلقات كاملة تماشيا وشهر الصيام، مثلما هو الحال مع رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي قرر بث حلقة سمعية بصرية يوميا على “الفايسبوك” عبر برنامج أسماه “تحدي العبور” يتطرق من خلاله على ما حققته الصحوة الإسلامية في عقود خلت لصالح الإسلام والمسلمين وما الذي وجب تجديده في الأفكار والأهداف المرحلية والأنماط والنظم والأدوات والأساليب التي ميزت قرنا من الزمن، كما تحدث عن التحديات الحضارية التي تواجه الأمة الإسلامية وهي كلها مواضيع مرتبطة بالفكر السياسي.
أما جبهة العدالة والتنمية، فيبدو أن لها النصيب الأكبر من النشاط خلال شهر رمضان، فرئيسها عبد الله جاب الله يطل على صفحة الحزب هو الآخر عبر حلقات، يتحدث فيها عن ” ميثاق الأخلاق”، إضافة إلى السلسلة الفقهية “أحكام فقهية ووقفات إيمانية” التي يقدمها يوميا وطيلة شهر رمضان عضو الأمانة الوطنية للتكوين والثقافة بالحركة العياشي خليفة.
أما الأحزاب الأخرى، فنجد مثلا “جيل جديد” الذي اهتم بشكل كبير خلال هذه الفترة بمتابعة الوضعية الوبائية وتقديم اقتراحات لتجاوز المرحلة بأخف الأضرار، كما يحرص أعضاء من الحزب على نشر مساهمات في الصحة.

أستاذ العلوم السياسية توفيق بوقعدة:
“تراجع دور الأحزاب حتى قبل ظهور الوباء”
بالموازاة مع ذلك يعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية توفيق بوقعدة في تصريح لـ”الجزائر”، أن نشاط الأحزاب في الجزائر “تراجع منذ فترة وحتى قبل ظهور فيروس كورونا”، وأوضح قائلا: “الحراك الشعبي الذي انطلق في فيفري، من السنة الماضية أربك المشهد الحزبي، وكان من المتوقع أن يؤدي التطور الطبيعي لمسار الإصلاح إلى وأد الكثير من الأحزاب وتجديد نخب بعضها وظهور أحزاب جديدة من رحم الحراك، وقد زاد من تغييب الأحزاب تلك النقاشات العبثية التي خاض فيها الكثيرون سواء عبر فضاءات التواصل الاجتماعي أو عبر نقاشات في بلاطوهات القنوات التي تمس الهوية مما جعلها تنأى بنفسها عن مثل هذه النقاشات وجاءت أزمة كورونا، لتضع عللا أخرى في جسد العمل الحزبي والنشاط السياسي بصفة عامة، حيث لا موضوع الأزمة ولا توقيته يمكن للنقاش السياسي المساهمة في تقديم حلول له”، ويرى المحلل السياسي أن أغلب الأحزاب “نأت بنفسها حتى تسمح للسلطة بالتعامل مع الأزمة في أجواء غير جدلية”.
كما يرى المتحدث ذاته، أن تقييم كل الأحزاب لما تقوم به السلطة “إيجابي، وليس لها أن تقدم أحسن مما قدمت في ظل الوضع الذي يعرفه الجميع، ولذلك فالأحزاب جمدت عمليا نشاطها، بكل أطيافها وألوانها السياسية، وما النشاط القليل الذي تقوم به يتعلق بالتنظيم الداخلي”.
وحول ما تقوم به قيادات بعض الأحزاب الإسلامية حاليا من نشاط دعوي، فيقول بوقعدة أنه “لا علاقة لها بالعملية السياسية أو النشاط الحزبي، وإنما برافد من روافد عمل هؤلاء في نشر الدعوة والنصيحة وغيرها من التسميات التي تعرف بها أدبيات الدعوة الإسلامية، ولا ينفع ذلك استغلال هؤلاء البعد الديني للثبات الوجود السياسي، في ظل انتفاء موضوعات العمل الحزبي في زمن كورونا”.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super