– وفاة حناشي وشباح وخلفوني تسبب صدمة للجمهور الجزائري
سيبقى العام 2020 عالقا في أذهان عشاق الرياضة في العالم والجزائر خاصة، لمدى تأثرها بوباء “كورونا” وتأثره المباشر على أبرز الأحداث الرياضية عالميا ومحليا، وما خلفته الجائحة من صدمات وآثار انعكست سلبا على جميع الناشطين في الرياضة، بعد إلغاء جميع المنافسات والبطولات بمختلف أصنافها قبل عودتها تدريجيا تحت إجراءات صارمة ومشددة أرهقت الأندية وأفقدت الرياضة نكهتها الحقيقية، وفي الجزائر بين نتائج باهرة للمنتخب الوطني وانتكاسات الأندية على المستوى القاري، وكذا أحداث أخرى كانت حزينة على الشارع الرياضي، سنودع السنة الجارية على وقع انطلاق موسما جديدا وعاما داخلا علينا، يتمنى فيه الجميع أن يكون استثنائيا بالمعنى الإيجابي ويشهد هدوء ونجاحات على كافة المستويات.
بلوزداد بطلا للمرة السابعة وجدل واسع حول قرار “الفاف”
وعلى غرار جميع بطولات العالم، وباعتبار كرة القدم هي الأكثر شعبية ومتابعة، فقد تأثرت البطولة الوطنية بشكل مباشر، وكانت الأكثر تضررا بتداعيات الوباء العالمي، حيث قررت السلطات العليا توقيف المنافسة منتصف شهر مارس الماضي، قبل أن تقرر الاتحادية الجزائرية “الفاف”، إنهاء الموسم عند الجولة الـ22، في بطولة كان شباب بلوزداد رائدا لها، ليحتدم الجدل حول هوية البطل، خاصة وأن الفارق بين المتصدر ومولودية الجزائر ووفاق سطيف كان ثلاث نقاط فقط، وهو ما جل مسؤولو الاتحادية يعيشون ضغطا رهيبا من قبل رؤساء وأنصار عدّة أندية رفضوا السير على خطى البطولة الفرنسية “الليغ1” وطالبوا بإنهاء الموسم مثلما فعلت العديد من الاتحاديات الأوروبية، غير أن القرار الأخير كان اعتماد نظام المعامل والإعلان عن تتويج بلوزداد بطلا وخلفه مولودية الجزائر وصيفا، ثم وفاق سطيف في المركز الثالث، وعلى خطى البطولة، شهدت منافسة كأس الجمهورية نفس “السيناريو” بعدما قرّر المكتب الفدرالي لـ “الفاف” إلغاءها في الدور الربع النهائي بسبب جائحة “كورونا” لتبقى الكأس بدون فارس للمرة الثالثة منذ انطلاق البطولة في 1963.
شهر أوت يشهد عودة “الحياة” للمنافسات بصفة تدريجية
وشهد شهر أوت الماضي، عودة الحياة تدريجيا للمنافسات الرياضية، عقب قرار وزارة الشباب والرياضة السماح لرياضيو النخبة المعنيون بالتحضير للتظاهرات العالمية والقارية استئناف التدريبات وسط إجراءات صحية مشددة، واقتصر القرار في البداية على الرياضيين المتأهلين لدورة أولمبياد طوكيو 2020، قبل أن يشمل في سبتمبر البطولة المحترفة التي عادت عجلتها للدوران نهاية نوفمبر بدون جمهور، وسبقها بأسبوع واحد كأس السوبر عن موسم 2018/2019 الذي عاد لقبه إلى شباب بلوزداد على حساب جاره اتحاد الجزائر.
الأندية الجزائرية لم تترك أي بصمة على المستوى القاري
من جهة أخرى، فشلت الأندية الجزائرية في ترك أي بصمة في مشاركاتها في المسابقات القارية والإقليمية، وذلك بعد عجزها عن التأهل إلى الأدوار المتقدمة في مسابقتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية. وتذيل اتحاد العاصمة مجموعته الثالثة في أمجد الكؤوس الإفريقية للأندية برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات و3 هزائم، في حين حل شبيبة القبائل ثالثا في المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط من فوزين وتعادل وحيد و3 هزائم. في مسابقة الكونفدرالية الإفريقية، فشل بلوزداد في تجاوز عقبة بيراميدز المصري في الدور الأول بعد أن خسر أمامه بنتيجة 1-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، ورغم نهاية مغامرة نادي أتليتيك بارادو عند دور المجموعات لكأس الكاف إلاّ أنّ شبان “الباك” صنعوا إنجازا تاريخيا لأنفسهم بأول مشاركة للنادي العاصمي في منافسة خارجية.
تأجيل أو إلغاء أبرز التظاهرات الرياضية العالمية والإقليمية
ومن جانب آخر، تم تأجيل أو إلغاء تظاهرات رياضية كبرى، على غرار الطبعة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، التي كانت مقررة في 2021، أين تم إرجاءها إلى السنة التي بعدها أي 2022، قصد تجنب إجرائها في زمن واحد مع الألعاب الاولمبية طوكيو 2020 التي هي الأخرى أرجئت إلى سنة 2021. كما أجلت أحداث رياضية أخرى بالجزائر إلى 2021، على غرار كأس إفريقيا للدراجات على الطريق بوهران والبطولة الإفريقية للدراجات الجبلية (VTT)، بينما ألغي طواف الجزائر الدولي الذي كان مبرمجا شهر مارس الفارط. في كرة السلة، غاب الفريق الوطني عن التصفيات المؤهلة لبطولة إفريقيا 2021 للعبة، والتي نظمت دورتها التأهيلية الأولى من 27 إلى 29 نوفمبر الماضي بكيغالي، بسبب انعدام مخطط رحلة للالتحاق برواندا، بعد غلق المجال الجوي. ونفس الشيء بالنسبة للمنتخبين الجزائريين لفئة أقل من 18 سنة، ذكور وإناث، اللذين ضيعا المرحلة النهائية للبطولة الإفريقية 2020 لكرة السلة بمصر لنفس السبب.
الموت يغيب وجوها رياضية قدمت الكثير للجزائر
وكان 2020 استثنائيا بكل المقاييس على الرياضية الوطنية، فبالإضافة إلى تأثر الوباء، رحلت عنا أبرز الوجوه الرياضية والعديد من الشخصيات التي ستبقى عالقة في الأذهان للعديد من الجزائريين، فقد غيّب الموت الرئيس الأسطوري لشبيبة القبائل وعميد الرؤساء محند شريف حناشي الذي غادرنا، منذ فترة قصيرة، حيث عانى كثيرا مع المرض الذي لازمه لفترة قاربت الثلاثة أسابيع، إلا أنه لم يستطع المقاومة حيث توفي وترك وراءه تاريخا حافلا بالإنجازات كرئيس للفريق ولاعب ومسير. وانطبق نفس الأمر، على رياضة المصارعة التي فقدت رابح شباح، رئيس الاتحادية والمفارقة أن خبر وفاة هذا الأخير كان مفاجئا للجميع حيث لم يتوقع أحد أن يغادرنا رابح شباح في هذه الفترة من السنة، وهو الذي استطاع تحقيق العديد من الإنجازات على رأس اتحادية المصارعة. كما فقدت الكرة الجزائرية شخصيات معروفة، تتمثل في سعيد عمارة مدرب المنتخب الوطني السابق الذي كان قد احترف في البطولة الفرنسية ومثل ألوان فريق جبهة التحرير الوطني، وتوج بكأس الجمهورية مع مولودية سعيدة ، كما تأثر الشارع الكروي لرحيل اللاعب الدولي السابق عاشور الذي كان يعد من أعمدة شباب بلكور سابقا، مثلما فقدت الكرة السطايفية اللاعب السابق خلفي بوعلام شهر أكتوبر المنصرم، وهو الذي كان عنصر مميزا خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، وأيضا اللاعب الدولي السابق أرزقي مغريسي الذي حمل ألوان شبيبة القبائل في السبعينيات والثمانينيات، أما الكرة العاصمية فقد عرفت رحيل عدة وجوه كروية، من بينهم الدولي السابق معيش واللاعب الخلوق مهدي خلفوني الذي حمل ألوان عدة أندية منها اتحاد الجزائر ورائد القبة وشباب بلوزداد.
“الخضر” دون هزيمة في 2020 وفشل ذريع لمنتخب أقل من 20 عاما
وواصل المنتخب الوطني الأول تألقه خلال سنة 2020، من خلال توالي الانتصارات، وهو الأمر الذي أكد نجاعة العمل الذي يقوم به الناخب الوطني، جمال بلماضي، الذي أستطاع كتابة التاريخ بأحرف من ذهب كيف لا وهو من قاد المنتخب إلى سلسلة تاريخية بدون هزيمة في 22 مباراة. واكتفى منتخب الجزائر بخوض 4 مباريات ودية ورسمية في عام 2020، حقق خلالها فوزين تباعا أمام نيجيريا 1-0 وزيمبابوي بنتيجة 3-1، مقابل تعادلين أمام المكسيك وزيمبابوي بنفس النتيجة 2-2. بطل النسخة الأخيرة من كأس أمم أفريقيا أنهى عام 2020 في المركز الـ31 في التصنيف الشهري للمنتخبات، الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، محققا قفزة بـ4 مراكز مقارنة بترتيبه في شهر فيفري من السنة ذاتها. وخلافا للفريق الأول لـ”الخضر”، خيب منتخب أقل من 20 عاما عندما أقصي هذا الشهر من التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2021 بموريتانيا، إثر فشل ذريع في دورة اتحاد شمال إفريقيا التي جرت بتونس، حيث تعرض أشبال المدرب صابر بن سماعين لتعادل أمام تونس ثم هزيمتين ضد المغرب وليبيا، وهي الانتكاسة التي أحدثت جدلا واسعا وأعادت السؤول حول تكرار الفشل بالنسبة للفئات الصغرى، بالرغم من التغييرات التي أحدثتها “الفاف” والاعتماد أيضا على اللاعبين المحترفين في أوروبا.
بن العمري الاستثناء وبلايلي يحدث جدلا ويغادر إلى قطر
وفي خضم ضبابية المشهد العام نتيجة تبعات جائحة “كورونا”، فاجأ مدافع “الخضر” جمال بن العمري، الجميع بتوقيعه لنادي ليون، بعدما وصلت مغامرته مع نادي الشباب السعودي للنهاية، قبل أن تُثار التكهنات حول اقتراب وشيك من العودة إلى دوري المحترفين، بعدما خرج من حسابات النادي الفرنسي. أما جناح الترجي التونسي السابق يوسف بلايلي، فقد دخل في خلاف حاد مع النادي الأهلي، انتهى على إيقاع فسخ التعاقد من طرف واحد، قبل أن يتمسك الراقي بمطاردة حقوقه، ليرضخ اللاعب في النهاية لأحكام أخضر جدة، قبل أن ينضم إلى كتيبة الجزائريين التي تنشط بدوري نجوم قطر من بوابة نادي قطر. ويبقى الجناح المتألق رياض محرز، نجم مانشستر سيتي، أبرز الجزائريين تألقًا في أوروبا، والنقطة المضيئة في موسم متقلب، وبدرجة أقل رامي بن سبعيني، مدافع بوروسيا مونسشغلادباخ الألماني، وأندي ديلور، مهاجم مونبيلييه الفرنسي. وتواجه الرياضة الجزائرية في 2021 عدة تحديات أبرزها التخلص من مشاكل الماضي والتطلع لمشاركة مشرفة في دورة طوكيو الأولمبية، فيما سيسعى منتخب كرة القدم لتحقيق بداية مثالية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022.
فضيحة حلفاية – سعدواي تحدث زلزالا والفساد يطال اتحادية كمال الأجسام
ولم يخل العام 2020 من الفضائح في الرياضية الجزائرية، خاصة في كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في البلاد، وأبرزها قضية التسجيل الصوتي بين رئيس وفاق سطيف فهد حلفاية ووكيل اللاعبين نسيم سعداوي، التي هزت الشارع الرياضي الجزائري وأخذت لأول مرة أبعادا أخرى بعدما وصلت إلى أروقة القضاء، وقد بدأت حيثياتها عندما تم تسريب تسجيل صوتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متمثلة في مكالمة هاتفية بين رئس الوفاق وسعدواي، تتعلق بترتيب المباريات خلال الموسم الماضي 2019/2020، قبل أن تقرر وزارة الشباب والرياضة في سابقة هي الأولى من نوعها، بتقديم شكوى ضد مسؤول وتحريك العدالة التي أقدمت على استدعاء الرجليْن والتحقيق معهما، لتتطور الأمور وتظهر التحقيقات صحة التسجيل ويتم إيداع المتهمين الحبس المؤقت بداية شهر جوان، حيث وجّهت تهمة المساس بحرية الأشخاص ونشر تسجيل صوتي دون رخصة، بينما اتهم حلفاية بالفساد الرياضي وترتيب المباريات، قبل أن يستفيد المتهمان من إفراج مؤقت شهر أوت، ويتم إطلاق سراح حلفاية لأسباب صحية حسب المصادر القضائية. وبعيدا عن كرة القدم، شهد العام الجاري فضيحة مدوية كان بطلها رئيس اتحادية كمال الأجسام، موسى ميساور، بعد أن وجه اللاعب المحترف في الاختصاص فيصل ميهوبي، اتهامات خطيرة ضد المسؤول مبرزا حجم الفساد الذي جعل النجاحات العالمية التي حققها، تتجه تدريجيا نحو الزوال، حيث أكد ميهوبي أن الرئيس ميساور يستغل نفوذه لمصالح شخصية، مضيفا أنه قام بتهريب الأشخاص وتشجيعهم على الهجرة غير الشرعية، عن طريق تجهيز ملفات لأشخاص خارج الرياضة لحصولهم على تأشيرات بلدان أوروبية، بالإضافة إلى عدم استفادة الرياضيين من أموال الوزارة، ما أعاق تقدمهم رياضيا، وهي التصريحات التي استدعت تدخل وزارة الشباب والرياضة التي قامت بتوقيف الرئيس السابق ميساور وتوجيه له تهم فساد وهي القصية التي لا تزال قيد التحقيق.
عادل. ب