السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / الأسواق الإلكترونية تحولت إلى ملاذ   :
“كورونا” يحرم الجزائريين من “الصولد”

الأسواق الإلكترونية تحولت إلى ملاذ   :
“كورونا” يحرم الجزائريين من “الصولد”

توجه الجزائريون تلقائيا إلى أشبه ما يعرف بـ”التفاوض عن بعد” عبر منصات التواصل الإجتماعي التي تحولت إلى أسواق مفتوحة للبيع والشراء، وحرموا أنفسهم من التسوق بالمحلات والمراكز التجارية تخوفا من التقاط عدوى كورونا، وبدورها أعلنت وزارة التجارة عن إلغاء عملية البيع  بالتخفيض الخاصة بالفترة الصيفية لموسم 2020، وذلك قصد الوقاية والحد من انتشار وباء كوفيد-19، ويؤكد مختصون في هذا المجال أن قرارات الحكومة أتت في محلها وذلك لحماية أرواح المواطنين خاصة منها ما تعلق بمنع “الصولد” والذي يشهد تزاحما كبيرا للمواطنين ما من شأنه المساهمة في انتشار الجائحة.

الحاج الطاهر بولنوار:

“سنطالب بعودة الصولد في حال استجابة المواطنين للإجراءات الوقائية”

استبعد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، توجه التجار إلى الزيادة في الأسعار بسبب القرار القاضي بمنع “الصولد” لهذه السنة بسبب الأزمة الصحية، أما عن عودة الحياة لبعض الأنشطة على غرار المعارض، قال بولنوار: “في حال استجابة المواطنين للإجراءات الوقائية وخروجنا من أزمة كورونا سنطالب بعودة جميع النشاطات لكن في الوقت الحالي غير ممكن”.

وقال بولنوار في تصريح لـ”الجزائر”  إن “هذه هي الفترة المخصصة للبيع بالتخفيض- الصولد..هناك فترتان في السنة… في الفترة بين جانفي وفيفري أي الصولد الشتوي والفترة ما بين جويلية وأوت وهي مخصصة للصولد الصيفي”، لافتا أن كل فترة تدوم ستة أسابيع.

وأكد بولنوار أن أهداف “الصولد” معروفة أهمها تشجيع المؤسسات الوطنية على زيادة الإنتاج، ويساعد التجار في تجديد مخزوناتهم، والتخلص من المخزون القديم، مشيرا إلى أنه يوفر للمواطنين والمواطنات إمكانية اقتناء حاجاتهم بأسعار أقل.

وأكد بولنوار أنه “هذه السنة تزامنت وانتشار فيروس كورونا والإجراءات الخاصة بمكافحته”، وأضاف: “الحكومة قررت منع نشاطات البيع بالتخفيض لحماية أرواح المواطنين والمواطنات”، مشيرا إلى أن “البعض من التجار وحتى المواطنين قد لا يستجيبون لشروط الوقاية المتمثلة في التباعد الإجتماعي ولبس الأقنعة الواقية”.

وتأسف رئيس جمعية التجار من الفرص التي  “تضيع من المواطنين في اقتناء حاجياتهم بأسعار أقل وكذلك سيجد بعض التجار صعوبة في تسويق منتوجاتهم القديمة- مخزونهم- “.

واستبعد بولنوار توجه التجار إلى الزيادة في الأسعار، وقال في هذا الشأن: “هم مضطرون للإبقاء على نفس الأسعار ومحاولة تسويق منتوجاتهم لأن القدرة الشرائية هي الأخرى ضعفت بسبب الأزمة الصحية”.

عودة جميع النشاطات في الوقت الحالي غير ممكن

وفي رده على سؤال بخصوص عودة الحياة لبعض الأنشطة على غرار “الصولد” والمعارض، قال رئيس  جمعية التجار: “في حال استجابة كل المواطنين للإجراءات الوقائية وخرجنا من أزمة الوباء، نحن كجمعية التجار سنطالب بعودة جميع النشاطات بما فيها “الصولد” والمعارض .. لكن في الوقت الحالي غير ممكن”.

مصطفى زبدي:

“لا يمكن القيام بالبيع بالتخفيض نظرا للظرف الصحي”

من جانبه، يرى رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفي زبدي، أن الترويج للسلع بالمحلات التجارية يؤدي إلى استقطاب المواطنين ومن شأنه يكون سببا في عدم احترام مسافة الأمان وفي عدم احترام الإجراءات الوقائية.

وقال زبدي في تصريح لـ” الجزائر” إن “–الصولد-  أو البيع بالتخفيض هو بيع ترويجي مدته ستة أسابيع لاستقطاب المستهلكين والتخلص من المخزون – السلع-“، مشيرا إلى أن “الصولد هو محصور في بعض السلع كالملابس والأحذية يلقى اهتماما خاصة بالنسبة للماركات العالمية”، مشيرا إلى الإزدحام الذي يعرفه البيع بالتخفيض والناجم عن التهافت عليه.

وأفاد زبدي أنه “استثناء هذه السنة لا يمكن القيام بعملية البيع بالتخفيض “الصولد” نظرا للظرف الصحي الذي تعرفه الجزائر حيث يمكن أن يؤدي الأخير إلى تأزيم الوضع أكثر فأكثر”، وقال بهذا الشأن: “لا داعي للترويج لتفادي الإكتظاظ بالمحلات”، وأضاف: “هذا لا يمنع كل صاحب متجر أنه يقوم بالتخفيض بدون أن يقوم بالترويج”.

“التسوق الإلكتروني”.. والتفاوض عن بعد

الظاهر أن الجزائريين توجهوا إلى أشبه ما يعرف بـ”التفاوض عن بعد” تلقائيا، وذلك من خلال التسوق الإلكتروني الذي يشهد “مفاوضات” بين البائع والشاري حول  الثمن أو الشكل والنوع والسعر وغيرها من التفاصيل الدقيقة حول المنتوج أو السلعة المراد شراؤها، كما أن العديد من المواقع تلجأ إلى “الصولد” الإلكتروني  بهدف الترويج واستقطاب المشترين، وذلك عبر مختلف التواصل الإجتماعي  على غرار الفايسبوك و”إنستغرام” و”تويتر” وغيرهم.

وزارة التجارة.. إلغاء “الصولد الصيفي” لموسم 2020

وكانت وزارة التجارة أعلنت إلغاء عملية البيع بالتخفيض الخاصة بالفترة الصيفية لموسم 2020، وذلك قصد الوقاية والحد من انتشار وباء كوفيد-19، وجاء في بيان نشرته الوزارة على حسابها الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”: “تنهي وزارة التجارة إلى علم كافة المتعاملين الاقتصاديين والتجار، أنه قد تم إلغاء عملية البيع بالتخفيض الخاصة بالفترة الصيفية لموسم صيف 2020”. وأوضحت الوزارة أن هذا القرار يأتي  تنفيذا للإجراءات المتخذة من طرف الحكومة لحماية صحة المستهلك والحد من انتشار وباء فيروس كورونا.

وتجدر الإشارة إلى أن عملية البيع بالتخفيض للموسم الصيفي تكون غالبا خلال الفترة الممتدة من 21 جويلية إلى غاية 31 أوت،  وذلك بهدف إتاحة الفرصة للتجار والمتعاملين الاقتصاديين لتنشيط وترقية أنشطتهم وكذا منح فرصة للمستهلك بالحصول على مختلف السلع والخدمات بأسعار منخفضة.

وعملية البيع بالتخفيض أو ما يسمى بـ “الصولد” مقننة بموجب المرسوم التنفيذي الصادر في 18 جويلية 2006 و الذي يحدد شروط وكيفيات ممارسة البيع بالتخفيض والبيع الترويجي والبيع في حالة تصفية المخزون والبيع عند مخازن المعامل وخارج المحلات التجارية بواسطة فتح الطرود،  وكذا طبقا لقرار يصدر عن المصالح الولائية المعنية.

ولكن مع مخاطر انتشار وباء كورونا، تم اتخاذ قرار إلغاء عملية البيع بالتخفيض لهذا الصيف، علما أن  الحكومة كانت قد اتخذت عدة إجراءات في إطار محاربة فيروس كورونا مع تشديد احترام إجراءات الوقاية وألزمت مصالح وزارة التجارة بإجراء عمليات مراقبة لبعض المحلات التجارية على مستوى الأحياء والأسواق، وتكون مرفقة بالقوة العمومية، من أجل الغلق الفوري للمحلات التجارية، وسحب السجل التجاري، وكذا عقوبات مالية، وردع أي سلوك مخالف للقوانين والتنظيمات الـمعمول بها. ويتعلق الأمر بإلزام التجار بالامتثال لبروتوكولات الوقاية الصحية، ولاسيما فرض ارتداء القناع الواقي، والتباعد الجسدي داخل الفضاءات التجارية.

خديجة قدوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super