23 دولارا للبرميل.. “كوفيد19” يهوي بأسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ 17 عاما
سليمان ناصر: “الجلوس على طاولة المفاوضات الحل لتخطي الأزمة”
سواهلية: “الصراع زاد الوضع تأزما”
يبدو أن عدم التوافق على حصص إنتاج النفط وانعكاسات “جائحة كورونا” أثرت على مجمل الاقتصاد العالمي، وزاد من مخاوف الدول التي تعتمد في اقتصادياتها على الريع البترولي، خاصة أن النفط في تهاوٍ مستمر حيث بلغت تداولاته أمس، في الأسواق الآسيوية لأدنى مستوى منذ 17 عاما ليصل إلى 23 دولار للبرميل، فما هو مصير الإقتصاد الوطني في ظل “حرب أسعار” سببها كورونا؟.
سليمان ناصر لـ” الجزائر”: “الجلوس على طاولة المفاوضات الحل لتخطي الأزمة”
يرى الخبير الإقتصادي، سليمان ناصر، أنه “لا حل لأوبك وحلفائها إلا الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات للتمكن من الخروج من أزمة تهاوي الأسعار بسبب تفشي جائحة كورونا”، ويعتقد أن “أسعار النفط لن تتعافى في الأجل القريب”، كما تحدث سليمان ناصر عن الصراع الروسي السعودي حول استعادة كل منهما لحصته في السوق، واللذان رفضا في اجتماع أوبك الأخير اقتراح خفض الإنتاج وقررا إيقاف التخفيض الساري المفعول حالياً بحلول شهر أفريل، مؤكدا أن السوق سيشهد تخمة في المعروض دون أي بوادر للحل في الأفق لمشكلة الأسعار.
ويرى الخبير الإقتصادي أن تهاوي أسعار النفط يعود إلى نقص الطلب العالمي عليه في الأسواق الدولية، فبعد أن كان فوق الستين دولار قبل تفشي أزمة كورونا أصبح الآن يقترب من 20 دولار ببضع دولارات، مؤكدا في تصريح خاص لـ” الجزائر” أن “الصين التي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم بحوالي 10 مليون برميل للنفط في العالم بدأت تتعافى تدريجياً من هذا الوباء وبدأ اقتصادها يشتغل من جديد، لكن موجة الوباء انتقلت بعد ذلك إلى غرب الكرة الأرضية وضربت بقوة كلاً من دول الإتحاد الأوروبي وأمريكا، وهما قطبان اقتصاديان عالميان لا يُستهان بهما، مما أنتج حوالي 3 مليار إنسان جالس في البيت بسبب الحجر المنزلي”، متوقعا أن “أزمة كورونا وبالنتيجة أسعار النفط لن تتعافى في الأجل القريب”.
وأشار محدثنا إلى تواصل تهاوي أسعار النفط بسبب “جائحة كورونا” ، وتحدث عما أسماه بـ” مشكلة أخرى مؤثرة هي الصراع الروسي السعودي حول استعادة كل منهما لحصته في السوق، واللذان رفضا في اجتماع أوبك الأخير اقتراح خفض الإنتاج بل وقررا أيضاً إيقاف التخفيض الساري المفعول حالياً بحلول شهر أفريل”، مؤكدا أن السوق سيشهد تخمة في المعروض دون أي بوادر للحل في الأفق لمشكلة الأسعار.
لا حل لـ”أوبك” وحلفائها إلا الجلوس على طاولة المفاوضات
ويعتقد، سليمان ناصر، أنه “لا حل لأزمة النفط سوى بالخروج على طاولة الحوار”، علما أن الأخيرة- أوبك – أبدت أول أمس، عدم تأييدها لطلب رئاسة المنظمة التي تعود للجزائر إجراء مشاورات طارئة بشأن تهاوي أسعار النفط، وقال بهذا الشأن: ” ..حتى لو استمرت أزمة كورونا لبضعة أشهر أخرى ثم انتهت، فلا حل لأوبك وحلفائها إلا الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات لأن الكل خاسر في ظل الأسعار المتدنية الحالية خاصة السعودية المتورطة في حرب اليمن والتي تشهد عجزاً كبيراً في موازنتها السنوية”، وأشار إلى الضغط الأمريكي عليها للرجوع إلى المفاوضات لأن شركات النفط الصخري الأمريكي لا يمكنها الإنتاج بسعر يقل عن 60 دولار- حسبه-.
سواهلية لـ”الجزائر”: “الصراع زاد الوضع تأزما”
أكد الخبير الاقتصادي، أحمد سواهلية، أن الصراع داخل أوبك زاد من تأزم الوضع ، مشيرا إلى أهمية إجتماع أعضاء أوبك للتمكن من الخروج من الأزمة بأقل الأضرار، وتأسف سواهلية لرفض الدول الأعضاء في أوبك طلب إجراء مشاورات طارئة بشأن تهاوي أسعار النفط.
وتحدث سواهلية عن الأزمة التي تعيشها أسعار النفط في العالم و الجزائر ومدى تأثيرها على إقتصادات الدول، مشيرا إلى أهمية إجتماع أعضاء أوبك للتمكن من الخروج من الأزمة بأقل الأضرار، وتأسف سواهلية خلال حديثه مع “الجزائر” لرفض الدول الأعضاء في منظمة أوبك طلب إجراء مشاورات طارئة بشأن تهاوي أسعار النفط.
وقال إن رفض إجراء “مشاورات طارئة” يوحي بوجود انشقاقات حاصلة داخل المنظمة وعدم توحيد جهودها ضد التهديدات ، وأضاف:” لأن تحالفات بعض الدول الأعضاء مع غير الأعضاء سيشكل إشكالات كبيرة للمنظمة خاصة وأن السعودية تلعب دورا مهما في المنظمة لما لها من أكبر حصة إنتاج للدول الأعضاء حيث تمثل هذه الحصة ما يفوق 40 % من إنتاج أوبك فيما تمثل نسبة إنتاج أوبك للنفط العالمي ما يقارب 29% من الإنتاج العالمي “.
وأضاف: “تحالفات السعودية مع أمريكا وتوترات مع روسيا المنتجان للنفط خارج منظمة أوبك يزيد الطينة بلت وهو بروز للصراع حول المصالح الجيوستراتيجي العالمي الذي لا يمكن لدول منظمة أوبك أن تطيقه وقد يفجرها من الداخل”، مشيرا أن الصراعات داخل المنظمة تزيد من عمق أزمة النفط من خلال تزايد تهاوي أسعار، وأضاف: “ها هي اليوم بعض دول أوبك ترفض الاجتماع أصلا ودون السماع والنقاش مما ينبئ بواقع جد سيئ لأسعار النفط وقد يصل السعر لتكلفة الإنتاج وهذا ما يجعل بعض الدول تتوقف عن الإنتاج ويضع أوبك في وضع صعب تتناقض فيه الدول الأعضاء في توجهاتها، إلا إذا تعافت دول العالم من الوباء وعادت المؤسسات الاقتصادية للإنتاج حيث سيزيد الطلب العالمي مما قد يؤدي لارتفاع الأسعار وقد يصل لمستويات قياسية”.
خديجة قدوار