السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / استثمارات النفط فقدت تريليون دولار عالميا:
كيف ستتعامل دول أوبك في اجتماع فيينا مع هذه التطورات؟

استثمارات النفط فقدت تريليون دولار عالميا:
كيف ستتعامل دول أوبك في اجتماع فيينا مع هذه التطورات؟

تداولت أسعار النفط وسط نطاق محدود من التعاملات خلال تعاملات امس الأربعاء ليستقر عند أدنى مستوياته فى أسبوعين، بعدما تكبد بالأمس أكبر خسارة يومية فى ستة أشهر، يأتى هذا عقب اصدار وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشهرى والتى خفضت فيها توقعاتها لمعدلات الطلب العالمية خلال العام الحالى والعام المقبل كما أشارت فيه إلى زيادة فائض المعروض العالمى خلال الربع الأول من العام القادم، هذا بالإضافة إلى اصدار معهد البترول تقريره غير الرسمى للمخزونات والذى أظهر ارتفاع غير متوقع للمخزونات الأمريكية.
من جهة أخرى، كشف الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، محمد باركيندو، أن خسائر استثمارات قطاع النفط العالمي بلغت نحو تريليون دولار خلال العامين الماضيين، نتيجة توقف عدد من المشاريع، وإلغاء عدد آخر وبنسبة بلغت 27% من إجمالي الاستثمارات السابقة.
وأوضح المتحدث، أن الاستثمارات في قطاع النفط والغاز شهدت تراجعاً بنسبة بلغت 27% وبما قيمته تريليون دولار خلال عامي 2015 و2016، مشيراً إلى أن بيانات “أوبك” قدرت إجمالي الاستثمارات المفقودة سواء على صعيد المشروعات المؤجلة أو الملغية بنحو تريليون دولار.

تطور مثير للقلق

وذكر أن عام 2017 شهد مؤشرات لعودة الاستثمارات في قطاع النفط والغاز، بيد أنها تتركز بشكل رئيس في المشاريع قصيرة المدى وليست طويلة المدى التي يعتمد عليها القطاع، واصفاً تلك الحالة بالتطور المثير للقلق والناجم عن التراجع الذي عانى منه القطاع خلال العامين الماضيين، والمتمثل في تراجع الاستثمارات، وإحجام البنوك والدائنين عن تقديم القروض، ما شكل تهديداً لإمدادات النفط في المستقبل، خاصة أن النفط يتطلب استمراراً في الاستثمارات متسقة ليس لتلبية الطلب فحسب، بل لمواجهة التراجع في الإنتاج الناتج عن التغيرات الطبيعية من زلازل وبراكين والمقدر بنحو 4% سنوياً.
وأضاف: “يبدو الآن أننا في طريقنا للخروج من هذه الأزمة، حيث بدأت تلوح علامات عودة الاستثمارات على قلتها، حيث أدى شح هذه الاستثمارات لتأجيل بعض المشاريع وإلغاء أخرى”.

تطلعات لمؤتمر ناجح

ولفت إلى أن مشاورات تدور في الوقت الحالي بقيادة المملكة العربية السعودية التي ترأس منظمة أوبك هذا العام، بغية الوصول لإجماع لتمديد خفض إنتاج النفط للحفاظ على السوق وتقرير الاستقرار، لكن من الصعب الحديث عن صدور أي قرار عن هذه المشاورات خلال اجتماع “أوبك” القادم، معرباً عن تطلعه لمؤتمر ناجح.
وقال: “نحن الآن نحتفل بمرور عام على إعلان التعاون التاريخي الذي وقع العام الماضي وجمع 24 دولة للمرة الأولى تابعة لأوبك وتلك التي خارج المنظمة”، مشيراً إلى أن اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق الخفض، تتشكل من جانب “أوبك” من الكويت والجزائر وفنزويلا ومن خارج “أوبك” من روسيا وعمان، وتقوم هذه اللجنة بتزويد المؤتمر بمخرجات مشاوراتها واتخاذ القرارات المناسبة على ضوئها.
وفيما يتعلق بأسعار النفط في المستقبل، أوضح باركيندو أن الدول سواء أعضاء “أوبك” أو التي خارج المنظمة، تعمل على توازن السوق، وعلى متغير واحدٍ يتمثل في المخزون، حيث أدت الزيادة الكبيرة في الإنتاج والمخزون خلال عامي 2014 و2015 وكذلك 2016، إلى انخفاض الأسعار.

التزام الخفض فاق 100%

وتابع: “منذ جانفي سعت “أوبك” لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً بغية خفض المخزون لمستوى قبل خمس سنوات، حيث بدأنا تحقيق تقدم واستجابة السوق الإيجابية، والتزام الدول الشريكة لتحقيق هذا الهدف المشترك، وتنقسم نسبة الخفض بين دول “أوبك” بنحو 1.2 مليون برميل يومياً، ونحو 0.6 مليون برميل للدول خارج المنظمة، ويمكن القول إن التزام الدول بقرار الخفض بين جانفي حتى سبتمبر، تجاوز نسبة 100%”.
وفيما يتعلق بالتقرير الذي أصدرته “أوبك” اول أمس، قال باركيندو: إنه يمثل فائدة كبيرة للغاية لقطاع النفط والغاز، حيث أصدرنا تقرير النظرة المستقبلية للقطاع حتى 2040 والذي يحتوي على البيانات كافة المتعلقة بالقطاع، وهو يعتبر مستنداً مهماً لصانعي السياسة ولرؤساء الشركات ومعاهد البحوث والتحليل.

لا مبرر لعدم تمديد اتفاق خفض المعروض النفطي

من جهة أخرى، تزداد المؤشرات التي تفيد بأن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” تتجه إلى تمديد اتفاق خفض المعروض في اجتماع المنظمة في فينا أواخر الشهر الجاري، إذ قال وزير النفط البحريني محمد بن خليفة آل خليفة، إنه لا مبرر لعدم تمديد اتفاق خفض المعروض النفطي المبرم بين كبار الدول المنتجة للخام في 30 نوفمبر.

نمو الطلب العالمي سيكون بوتيرة أكثر تباطؤا خلال الأشهر المقبلة

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، أن نمو الطلب العالمي على النفط سيكون بوتيرة أكثر تباطؤا خلال الأشهر المقبلة، في وقت يقلص زيـادة درجات الحرارة استهلاك الخام ما قد يدفع السوق مجددا صوب تسجيل فائض في النصف الأول من العام القادم.
وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في تقريرها الشهري، بمقدار 100 ألف برميل يوميا للعامين الحالي والمقبل إلى 1.5 مليون برميل يومياً هذه السنة و1.3 مليون برميل يومياً في 2018.
وأضافت: هل يعني هذا أن السوق وجدت وضعا طبيعيا جديدا ربما انتقل فيه الحد الأدنى المقبول من 50 إلى 60 دولارا للبرميل؟ قد تكون هذه وجهة نظر لها جاذبيتها، بافتراض أن تعطلات الإمدادات ستستمر وأن التوترات في الشرق الأوسط لن تنحسر.
وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج “أوبك” تراجـع 830 ألف برميل يوميا على أساس سنوي في تشرين أكتوبر، ومن المحتمل أن يتراجع الطلب على خام المنظمة إلى 32.6 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من السنة، و 32 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2018.
وبخلاف ضعف الطلب، فإن نمو الإمدادات من الدول غير الأعضاء في “أوبك” يشكل الخطر الأكبر على توازن السوق، لافتة إلى أنه سيلي نمو الإنتاج من خارج أوبك بواقع 700 ألف برميل يوميا هذه السنة، إنتاج إضافي قدره 1.4 مليون برميل يومياً في 2018، وسيواجه نمو الطلب العام القادم صعوبة في مواكبة ذلك.

سوق النفط ستواجه تحديا صعبا في الربع الأول من 2018
و استنادا إلى سيناريو يتم فيه الإبقاء على المستويات الحالية لإنتاج أوبك، فإن سوق النفط تواجه تحديا صعبا في الربع الأول من 2018، إذ من المحتمل أن يتجاوز المعروض الطلب بواقع 600 ألف برميل يومياً، على أن يلي ذلك فائض آخر أقل قدره 200 ألف برميل يومياً في الربع الثاني من 2018.
وتوقعت الوكالة أن يتسارع النمو إلى 1.4 مليون برميل يوميا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة، على رغم أن درجات الحرارة المعتدلة وارتفاع الأسعار سيكبحان الطلب.
نسرين محفوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super