طالب رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين، بقاط بركاني بتغيير إجراءات اختيار الطاقم الطبي المرافق للبعثة الجزائرية بحكم أن سفر أعضاء سنويا للسعودية جعلهم يتعاملون مع المهمة كونهم موظفون حكوميون ومتجهون لأداء المناسك مثلهم مثل باقي الحجاج الجزائريين.
قال بقاط بركاني في تصريح لـ”الجزائر”، إنه “يجب أن تكون هنالك عدالة في اختيار الأطباء، وذلك بإجراء قرعة لاختيار الأطباء مثل الحجاج”، وأضاف “من الملاحظ نفس الأطباء المبعوثين في الطاقم الطبي المرافق لبعثة الحج، خاصة منهم النقابيين إذ تصل رحلاتهم على خمس مرا
ت سنويا، فمشكل تكرار نفس الأسماء في البعثات الصحية لكل سنة، يعكس بالسلب على عملية المتابعة وينقص من عملية تحسين التكفل الصحي ومنه وجه أصبع الاتهام إلى التهاون في وزارة الصحة”.
ووضح رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين أن غياب الصرامة وعدم تطبيق المقاييس الرسمية في منح الرخصة الطبية للحاج قبل أداء المناسك سبب مباشر في ارتفاع عدد الوفيات ودخول عدد كبير من الحجاج الجزائريين للمستشفيات السعودية، داعيا لإعادة النظر في منح الرخصة الطبية للحجاج ووضع ورقة طريق أمام الطبيب يعتمد عليها قبل منح الترخيص لشخص الراغب في أداء المناسك.
واقترح المتحدث ذاته، مخطط كبير لتعيين أطباء كفء في كل الولايات من اجل الوقوف على معاينة الحجاج ودراسة ملفات الحجاج في كل ولاية على حدا، ويكملون عملهم في الحج وبالتالي تكون لدى الأطباء فكرة عن حالات الحجاج الجزائريين وتشخيص حالاتهم، مؤكدا “لا بعد من اعتماد أطباء ذوو خبرة ونزاهة على مستوى نقاط الكشف، وذلك تجنبا لأي تلاعب بنتائج الفحوصات”، ويشدد بركاني في السياق على ضرورة الصرامة في منح الشهادات الطبية الخاصة بملفات الحج،حيث كشف بركاني أن 50 بالمائة من حجاج هذا الموسم غير مؤهلين صحيا، كون أغلبهم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة، مشددا على ضرورة فرض معايير صارمة أثناء الفحص الطبي المسبق للحجاج، قبل السماح لهم بالسفر، تفاديا لأي مضاعفات صحية أو وفيات.
وأرجع رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين، أسباب ارتفاع عدد الوفيات في صفوف الحجاج لغياب الصرامة في تطبيق الفحص الطبي في الجزائر قبل التوجه نحو البقاع المقدسة، وأن المشكل يقع على مستوى المواقع الولائية للكشف الطبي ألاستباقي للحجاج، ، مضيفا ” بأي حق يتم إرسال الناس للموت في السعودي”.
في ذات الصدد يؤكد عميد الأطباء، على ضرورة تغيير تقاليد الجزائريين في التعامل مع فريضة الحج، متسائلا “لماذا نجد الأغلبية الساحقة من الحجاج من كبار السن، ولماذا لا يتم قسم عددهم بين الشباب والشيوخ، وذلك تخفيف الأعباء على البعثة الصحية.
وفي نفس السياق، أرجع رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء سبب ارتفاع عدد الوفيات لعادات الجزائريين التي تنص حصر الحج للمسننين فقط، حيث وضح نفس المتحدث أن 80 بالمائة من الحجاج الجزائريين هم مسنين، وعدم تحملهم لارتفاع درجة الحرارة في المملكة العربية السعودية.
من جهة أخرى، قال بقاط بركاني أن يجب إعادة النظر في قضية المرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية، الذين لا يزالون ضمن بعثة الحج كل سنة ، وتقديم دورات تكوينية وتوعوية لأهالي المرضى.وأضاف رئيس العمادة في هذا السياق: “بالنسبة لمرضى السكري وضغط الدم يجب تقديم تحاليل ثلاثة أشهر كاملة وفي حال عدم استقرار حالة المريض يمنع منعا باتا من التوجه نحو البقاع المقدسة حفاظا على حياته”.
25 حالة وفاة و13 في العناية المركزة
وأوضح رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء، انه سجلت البعثة الجزائرية إلى يومنا هذا 25 حالة وفاة من 35ألف حاج في صفوف الحجاج الجزائريين، كما وصل عدد الحجاج المرضى بالمستشفيات السعودية إلى 13 شخصا، يأتي هذا في الوقت الذي أكد، الديوان الوطني للحج والعمرة، تقديم رحلات الحجاج المرضى الذين يقبعون بالمستشفيات السعودية، لتسريع عملية نقلهم إلى أرض الوطن، بهدف تلقي العلاج والمقدر عددهم بأكثر من 23 حاج مريض يقبعون بمستشفيات المملكة.
وحسب ذات الجهة فقد، غادر البقاع المقدسة أكثر من 8 ألاف حاج جزائري عبر 32 رحلة، مقسمين إلى قسمين، وتوجه القسم الأول منهم مباشرة، من مكة المكرمة إلى الجزائر،عبر مطار جدة و يقدر عددهم بـ2950 حاج تابعين للديوان الوطني للحج والعمرة،عبر 10 رحلات، و267 حاج آخر تابع لوكالات السياحة والأسفار عبر 5 رحلات جوية.
هذا وقال بركاني أنه من المحتمل ارتفاع في عدد الوفايات، في حين كانت أخر حالة وفاة للحاج شويراف أسامة من مواليد 1991 من بلدية متليلي ولاية غرداية”، موضحا بأن المرحوم لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفي “حراء” العام بمکة حيث قضي 15 يوما بغرفة الإنعاش، وكان المتوفي يعاني من مرض السکري وقد أصيب بمشعر مني بالتهاب رئوي حاد بسبب تغير الأحوال الجوية”.
تواصل توافد الحجاج الجزائريين
يواصل مركز مكة المكرمة بمكتب شؤون حجاج الجزائر، عملية ترحيل الحجاج الميامين بعد آدائهم مناسك الحج، وبذلك يتناقص يوميا عدد الحجاج المتواجدين بمكة المكرمة ليكون آخر خروج للحجاج منها في 05 سبتمبر المقبل، حيث جاء في بيان للديوان الوطني للحج والعمرة انه ” يواصل مركز مكة المكرمة بمكتب شؤون الحجاج الجزائريين السهر على تسهيل مغادرة حجاجنا الميامين إما لأرض الوطن بالنسبة للحجاج الذين دخلوا عبر المدينة المنورة في الموسم الأول، أو إلى المدينة المنورة بالنسبة للحجاج الذين دخلوا البقاع المقدسة عبر مطار جدة إلى أن تنتهي الرحلات.
أميرة أمكيدش