الخميس , سبتمبر 19 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / العالم / رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي والإنساني الدكتور فوزي أوصديق لـ " الجزائر ": :
” لا بد من تحيين الاتفاقيات الدولية لحماية اللاجئين عبر العالم “

رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي والإنساني الدكتور فوزي أوصديق لـ " الجزائر ": :
” لا بد من تحيين الاتفاقيات الدولية لحماية اللاجئين عبر العالم “

اللاجئون السوريون في حاجة لحل جذري لمعاناتهم
لا بد من عدم تسييس قضية اللاجئين السوريين في الجزائر
الجزائر كانت ولا تزال ملجأ لكل اللاجئين الأفارقة
الانتخابات التشريعية لم تغير شيئا من البنى المؤسساتية للدولة

شدد الدكتور فوزي أوصديق رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي والإنساني على ضرورة قيام المنظمات الدولية بتحيين الإتفاقيات الدولية ومختلف البروتوكولات المعالجة لوضعية اللاجئين عبر العالم من أجل حمايتهم وتوفير حياة كريمة لهم، وفي هذا الحوار مع ” الجزائر ” أبرز أوصديق الدور الذي تلعبه الجزائر في احتضان مختلف اللاجئين على غرار القادمين من دول جنوب الصحراء وكذلك السوريين، ودعا إلى عدم تسييس قضية اللاجئين السوريين في الجزائر خاصة منهم العالقين في الحدود مع المغرب، حيث سمحت لهم الجزائر بالدخول إلى أراضيها.

أولا كيف تقيمون وضع اللاجئين بصفة عامة في العالم، خاصة مع الأحداث التي تعرفها بؤر التوتر المختلفة خاصة في الشرق الأوسط ؟
ملف اللاجئين في العالم لا يعالج بالاتفاقيات الدولية وبالبروتوكولات بقدر ما يعالج بوجود إرادة سياسية صادقة بعيدة عن كل تسييس أو كل متاجرة بهذه القضية. ولهذا نلاحظ بؤر التوتر العديدة المختلفة في العالم وليس في الشرق الأوسط لأن قضية اللجوء واحدة وتختلف أوصافها فيه لاجئين عبر البحار وفيه لاجئين في الخيم وفيه لاجئين سياسيين منتشرين هنا لابد من أن ننظر لملف اللاجئين بالشمولية وليس بالجزئية وكأنها بدعة بالعالم الإسلامي وبالتالي لابد من تحيين من اتفاقيات دولية لحماية اللاجئ.
ولهذا اقترحنا مصطلح لاجئ غير نظامي أقرب إلى الصواب والحيادية ولا تحمل لا إيديولوجيا ولا أي طيف سياسي. مصطلح يكفل حق اللاجئ حياة كريمة.

عرف ملف اللاجئين السوريين الكثير من الجدل، أنتم زرتم بعض مخيماتهم في الأردن، كيف وجدتم وضعيتهم ؟ وماذا تطالبون الرأي العام الدولي للتكفل بقضيتهم الإنسانية حاليا ؟
إن ما يعيشه اللاجئون في العديد من المخيمات سواء في الزعتري بالأردن أو مخيم غازي عنتاب بتركيا يعتبر من أقسى الأزمات التي تمر بشعب فارق الوطن وترك الأرض فأغلب حقوقه مهضومة، حقه في الحياة المهددة يوميا فكل هذا يستدعي الاهتمام الكبير بهذه الفئة. فالقضية ما هي إلا من مخلفات الأزمة وصراعات إقليمية وحروب أهلية لفظتها المصلحة فبدلا من أن يحتل اللاجئ الأجندة الإنسانية أصبحت القضية بضاعة تباع و تشترى بين الدول. وعليه فإن اللاجيء السوري ليس مهددا في لقمة عيشة فحسب بل هو يحتاج الي توثيق معاناته والى المتابعة المستمرة و صيانة كرامته.
أخر زيارة لي في مخيم الزعتري كانت لي مع أحلام مستغانمي سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة اليونيسكو في حملة تحت شعار “قلوبنا تدفيء شتاءهم” قدمنا مساعدات كثيرة ولكن هي قطرة في محيط جارف فهم لا يحتاجون مساعدات بقدر ما يجتاحون إلى حل جذري و ليس ترقيعي إلى حل يصون كرامتهم وليس لمسكنات تخفف من آلامه.

ناشدت جمعيات حقوقية دولية ومحلية كلا من الجزائر والمغرب للتكفل بالعالقين السوريين في الحدود بين البلدين، هل اطلعتم على هذه القضية ؟ ومن يتحمل مسؤولية الوضع الذي تعيشه تلك الأسر السورية العالقة بين بلدين شقيقين ؟
نحن لسنا حكاما أو قضاة. قضية اللاجئين السوريين العالقين في الحدود الجزائرية والمغربية لا بد أن تأخذ القضية منحى آخر وهو الاهتمام وحماية اللاجئين السوريين العزل الذين يحتاجون إلى مأوى وكل ضروريات العيش الكريم. فسياسة النعامة وتنصل من المسؤولية وشد العصا وتقاذف التهم لم تعد تجدي نفعا فلنسارع ونعمل على صيانة كرامة هؤلاء بعيدا عن كل تسييس للقضية. ولا يمكن نكران الخدمات الجليلة المقدمة من قبل الدول من الخليج إلى المشرق إلى الدول المغاربية.

كثيرا ما وجهت بعض الجهات انتقادات للجزائر حول وضع اللاجئين الأفارقة في الجزائر، هل حسبكم هي أحكام جائرة ضد الجزائر كما يقول البعض بالنظر لمواقفها الثابتة إزاء قضايا سياسية ؟
الجزائر دائما ودوما كانت أرضا للم شمل الأفارقة وكل شعوب العالم خاصة ممن ذاقوا ويلات الحروب. فمحاولة تهويل وتقزيم استقبال الجزائر للأفارقة ما هو إلا لعبة مكشوفة لا ننكر وجود نقائص أو انحرافات و لكن هذا لا يعني أننا تنصلنا عن مسؤوليتنا في استضافة الأفارقة. فبمجرد محاولة افتعال هكذا أزمات ما هو إلا محاولة لفصل الجزائر عن بعدها الإفريقي هذا أعتبره اتهام سياسوي أكثر من كونه مجرد كلام أو اتهام إنساني. الجزائر هي دولة محورية تغلب دائما في نقاشاتها الدبلوماسية جانب الحوار على رفع السلاح ضد الأشقاء فهي تحاول لم شمل كل المنطقة الإفريقية لتعيش في استقرار وأمن وقد قدمت الجزائر كل الدعم لإخواننا الأفارقة خاصة الدور الفعال للهلال الأحمر الجزائري الذي أثبت قوته وصرامته في امتصاص الأزمات الإنسانية سواء في داخل الجزائر أو خارجها.

ما هو الدور الذي يلعبه المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني الذي ترأسونه في وقف المجازر المرتكبة ضد الأقلية المسلمة الروهينغا في بورما ؟
المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني ليس مؤسسة نقابية بل هي منظمة حقوقية تعتني بتعزيز ونشر وترقية القانون الدولي الإنساني و تحاول أن تسلط الضوء على بعض القضايا التي ينتهك فيها القانون الدولي الإنساني انتهاكا جسيما نخص بالذكر بورما و فلسطين نحاول عبر المنظمة خلق بيئية حاضنة وشبكة سواء تعني بقضايا القانون الدولي الإنساني لهذا أبرمنا العديد من الاتفاقيات مع جامعة “ماهدول” حفاظا على القيم الإنسانية و الحوار بين الثقافات وصونا للأقليات المسلمة المتواجدة بغرب آسيا. بالأخص أن هذه الجامعة هي بوذية تخرج رجال الدين ليكونوا أكثر تفاهما مع الفرد المسلم.
كما حاولنا نقيم نفس التجربة ولكن محضن إسلامي عريق وهي جامعة الزيتونة تنظيم أول ندوة علمية القانون الدولي الإنساني والمشترك الحضاري. وكذلك إنشاء نادي السفراء وترميم بعض القاعات وإنشاء مكتبة رقمية أيضا وخلق وحدة بحث لإبراز الدراسات المقارنة و التي ستعمل على خلق موسوعة في المصطلحات العمل الخيري في الشريعة و الفقة والسنة بالمنظور القانون الدولي الإنساني.

إلى أي مدى تم تطبيق بنود مذكرة التفاهم التي قمتم بإبرامها مع جامعة ماهيدول حول الحوار بين الديانات ؟
بالنسبة لقضية بورما عينت من قبل المجلس العالمي لمسلمي الروهينغا كرئيس للجنة القانونية لتوثيق جرائم ضد مسلمي إقليم أراكان في بورما. باعتباري رئيسا للمنتدى الإسلامي للقانون الدولي المهمة أوكلت لي من قبل “اتحاد روهينغا أراكان” الّذي يضمّ جمعيات المسلمين في أراكان المغتصبة، كانت مهمة اللجنة تهدف إلى مساندة المسلمين المضطهدين بإقليم أراكان وتوثيق ملف الجرائم في حقّ المسلمين في بورما وعرضه على لجنة حقوق الإنسان.
كما أشرفت على حملة “المليون توقيع” بالجزائر لصالح وقف المجازر ضد الأقلية المسلمة بميانمار تحت رعاية مبادرة مؤسسة “معارج للسلام والتنمية الدولية” و”المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني”.
كانت الحملة لأجل جمع ما يزيد عن خمسة ملايين توقيع في مختلف الدول الإسلامية، وهي من شأنها أن تعمل على التّسريع في حقن دماء المسلمين في ميانمار. وفي 2014 أبرمت مذكرة التفاهم لإطلاق الحوار بين الإسلام والبوذية اتفاقية مع كلية الدراسات الدينية جامعة ماهيدول وكانت انطلاقة حقيقية لحقن دماء الأقلية المسلمة. حول المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الانساني التفاعل مع القضية عن طريق محاضرات عن طريق تفعيل اليات قانونية لمساعدة تلك الاقلية المستضعفة.

وصف الصحفي البريطاني روبرت فيسك الأمير عبد القادر بأنه هو من يمثل الإسلام وليس تنظيم “داعش” في مقال قبل أيام على “الإندبندنت” البريطانية، كيف يمكن الإستثمار في إرث الأمير عبد القادر كجزائريين للدفاع عن الإسلام ومكافحة التطرف والإسلاموفوبيا ؟

عرفت الجزائر العديد من الشخصيات من بينهم مالك بن نبي و الأمير عبد القادر الذي نظر للقانون الإنساني فكرا سلوكا وممارسة وقد كان سفيرا للإسلام. لا نقول الإسلام المعتدل أو المتطرف بل الإسلام الصافي النقي الذي أملته الشريعة المحمدية. كما أنه أصدر كتاب للبرفيسور مصطفى خياطي وهو احد الكتاب الذين عكفوا على إبراز شخصية الأمير عبد القادر الإنسانية الكتاب من أربع أجزاء صدر باسم المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني. الجزائر ليست عاقرة ولدت من رحمها أبطالا إلا أن طبيعة المنظومة الحاكمة أبعدتهم عن بلدانهم و تناستهم في حين تذكرهم العالم و أشاد بجهودهم.

طرحتم مبادرة مشروع جزائر خالية من المخدرات، إلى أين وصل هذا المشروع ؟

”من أجل جزائر خالية من المخدرات” هو حلم راودنا منذ خمس سنوات أو أكثر كانت الانطلاقة للمبادرة ، شهر جانفي 2012م ، بدعم من مؤسسة ”فورام”، واختير لها كسفراء مشاهير من عوالم الصحافة، الرياضة، الفن والمجتمع المدني، الإعلامي حفيظ دراجي، بطلة الجيدو سليمة سواكري ومغني الراب لطفي دوبل كانون، إضافة إلى البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث الفكرة خلقت معنا ومع عدد من شباب 20 ولاية جبنا أراضيها وحاولنا توعية سكانها بخطر المخدرات وستستمر على الرغم من العقبات وواجبي كإنسان يؤمن بالنجاح هو من جعلني اواصل مسيرتي و أطلق مبادرة أخرى بتسلق أعلى قمة في جبال كليمنجاروا بتنزانيا إيماني أن الوصول إلى القمة يتطلب التحدي والصمود حاولت أن أوصل صوت كل جزائري وشاب يسعى إلى الخروج من أزماته المختلفة سواء الصحية او النفسية إلى بر الأمان رفعت شعار التحدي والأمل في مستقبل أفضل إشراقا.

ما هو تقييمكم للوضع السياسي الذي أفرزته الإنتخابات التشريعية لـ4 ماي في الجزائر ؟

بالنسبة لنتائج الانتخابات لم يغير من الأسس المؤسساتية من شيء. العملية الانتخابية كانت مجرد عملية تجميلية لفصول المسرحية فاقدة للشرعية لم نشهد تغير جذري للأسف الشديد كما أن سياسة التشبيب التي تعبنا من سماعها لم تكن إلا خطابات سياسية انتهى بريقها مع تشكيل البرلمان الجديد الذي سيعيش هو الأخر مخاضا عسيرا مثل سابقة. نتمنى النجاح لكل مخلص و نتمنى للحكومة النجاح على الرغم من ان المؤشرات لا تبشر بالخير نظرا لفقدان الإرادة الصادقة والحقيقية في خلق منظومة سياسية و مؤسساتية قوية لا تزول بزوال الرجال.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super